حينما تمر بجوار أرضه في بلدة عقربة جنوب شرق نابلس تجذبك اللوحات المعدنية المعلقة على أشجار زيتون صغيرة مدون عليها أسماء 70 شهيدًا من شهداء البلدة، تخليدًا لذكراهم ولتذكر الناس ببطولاتهم التي لا تمحى ما دام الزيتون معمرًا.
سبعون شجرة تحمل كل منها اسم شهيد، هي مبادرة أطلقها المجلس الأعلى لشباب والرياضة في يوم الشهيد، إذ زرع أشجارًا تحمل أسماء الشهداء في جميع مناطق الضفة الغربية، من خلال النوادي والمؤسسات الرياضية.
الأرض التي زرعت بـ70 زيتونة تعود لمالكها الناشط والراوي الحكواتي حمزة العقرباوي، وتقدر مساحتها بخمس دونمات تقع بين بلدتي عقربا وجريش.
ويقول العقرباوي لـ"فلسطين": "بمبادرة من نادي شباب عقربة الرياضي قدم عشر زيتونات قمت بزراعتها، وتبقى بعض الأشجار التي أكملتها حتى 70 شجرة".
ويشير إلى أن الشهداء هم من أبناء البلدة الذين مر على استشهادهم نحو 70 عامًا من تاريخ النضال الفلسطيني، وهم متعددو الانتماءات التنظيمية والحمولات العائلية.
ويضيف العقرباوي: "شعرت أن هذا الأمر جزء من واجبي كشخص أعمل في الزراعة والثقافة، ولقد كرمت نفسي وأرضي بأن تلك الأشجار تحمل أسماء شهداء بلدتي التي أعتز بانتمائي لها، إذ أقوم بريها وبعضها قد طرح ثمارًا".
وعن نظرة أهالي عقربة تجاه فكرة زراعة أشجار تحمل أسماء شهداء من أبنائهم، يبين أن الأهالي يثنون على الفكرة، وكلما مروا بجوار الأرض يتنقلون بين الشجر ويترحمون على الشهداء ويبحثون عن أشخاص تربطهم بهم صلة قرابة.
ويشير العقرباوي إلى أنه من المفترض وضع نصب تذكاري على قطعة الأرض يحمل أسماء وصور هؤلاء الشهداء.
ويلفت إلى أن المبادرة ذات بعد رمزي، "فهناك مقولة لدى الفلاحين بأن الزيتون يرث الأرض، بمعنى أن الزيتون يعمر لآلاف السنين، والأشجار الأخرى تهرم، وأن تحمل اسم شهيد له دلالة بأن ذكراهم ستخلد ودماءهم لن تذهب هدرًا، وبأنهم باقون على هذه الأرض حتى زوال الاحتلال".
وينبه العقرباوي إلى أن كل عائلة شهيد مدعوة كل وقت لزيارة الحقل ومواكبة الأشجار، إضافة إلى قطف زيتونها مستقبلًا والاستفادة من رعيها.