فلسطين أون لاين

فتح تنتخب عباس قائدا لها مع بدء أعمال مؤتمرها السابع

...
رام الله- (أ ف ب)

جددت حركة فتح، الثلاثاء 29-11-2016، ثقتها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وانتخبته قائدا عاما لها، في مؤتمرها السابع الذي بدأ أعماله في رام الله في الضفة الغربية المحتلة ويستمر لخمسة أيام.

وقال عباس عقب إعلانه قائدا عاما وسط تصفيق الحضور من قبل المؤتمر " فتح ستبقى غلابة، ولن يتوقف تيارها الهادر قبل التحرير والاستقلال".

وأكد الناطق باسم المؤتمر محمود أبو الهيجا للصحافيين" تم انتخاب الرئيس عباس قائدا عاما لحركة فتح".

وبدأت حركة فتح الثلاثاء مؤتمرها السابع الذي يفترض أن يتيح لكبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وأقدمها، إعادة تنظيم صفوفها برئاسة محمود عباس، من دون توقع احداث تغييرات جوهرية على برنامجها السياسي.

وتستمر أعمال المؤتمر الذي بلغ عدد أعضائه 1400 عضو، خمسة أيام بحسب ما أعلن المتحدث باسم المؤتمر، ما يعني نصف عدد اعضاء المؤتمر السادس الذي عقد في العام 2009 والذي بلغ حينه 2800 عضوا.

ويشارك في المؤتمر 250 عضوا من غزة، من أصل 380 كان من المفترض حضورهم.

وهذا هو المؤتمر الأول لحركة فتح منذ سبع سنوات. ومنذ تأسيسها في 1959، لم تعقد فتح سوى ستة مؤتمرات كان آخرها في 2009 في بيت لحم، علما بأنه كان الأول في الأراضي الفلسطينية وجاء بعد عشرين عاما من المؤتمر الخامس.

وسيكون الحدث الأبرز خلال المؤتمر اعتبارا من الجمعة انتخاب الهيئات القيادية: المجلس الثوري المؤلف من ثمانين عضوا منتخبا وحوالى أربعين معينين، واللجنة المركزية التي تضم 18 عضوا منتخبا وأربعة يعينهم الرئيس.

وستشكل نتائج هذه الانتخابات مؤشرا على الثقل السياسي للتيارات المختلفة داخل فتح التي تشهد انقسامات داخلية وحيث أسقط اسم القيادي في الحركة محمد دحلان من عضوية المؤتمر بعدما فصلته اللجنة المركزية في العام 2011، إثر خلافات بينه وبين عباس.

وألغت مجموعة من قيادات حركة فتح لم تتم دعوتها للمؤتمر مؤتمرا صحافيا في مخيم قلنديا القريب، كانوا ينوون خلاله انتقاد انعقاد المؤتمر بعدما تعرضوا لـ"تهديدات من الأجهزة الامنية"، حسب ما قال منظمون لوكالة "فرانس برس".

وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني "نظرا لتهديدات الأجهزة الامنية ومنعا لإراقة الدماء، قرر أعضاء من المجلس التشريعي والمجلس الثوري والقيادات الحركية إلغاء المؤتمر الصحافي".

وحسب دلياني الذي انتخب في المؤتمر السادس عضوا في المجلس الثوري، فان أعضاء من حركة فتح في المجلس التشريعي والمجلس الثوري ينددون بانعقاد المؤتمر في المقاطعة "لأنه مؤتمر إقصائي بإمتياز".

وأضاف "أعضاء المؤتمر الحالي، يجب أن يعرضوا على المجلس الثوري لإقرارهم وهذا لم يتم، وأنا عضو في المجلس الثوري مثلا لم يتم دعوتي للمؤتمر، وهناك عشرات مثلي تم إقصاؤهم رغما أنهم أعضاء أصيلون".

ولم يوضح ديمتري السبب الذي يعتقدون أنه كان وراء إقصائهم، غير أنه قال "لأننا الصوت الناقض داخل الحركة".

وأقر عضو اللجنة المركزية في حركة فتح اللواء جبريل الرجوب بوجود "معارضين، ومحتجين" على عدم دعوتهم للمؤتمر.

وقال الرجوب لوكالة "فرانس برس" : " كان هناك أخطاء في هذا الموضوع، لكن لم يكن هناك استهداف لأحد، وهمنا الأول تمثل بانعقاد المؤتمر، واعتقد أن مخرجات المؤتمر ستسهم في تفهم هؤلاء المحتجين".

غير أن محللين قالوا لوكالة "فرانس برس"، بأن العشرات من قيادات فتح تم استثناءهم من أعمال المؤتمر بسبب تأييدهم للقيادي في الحركة محمد دحلان المعارض للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ويقيم دحلان في الامارات. وطرح بعض الوسطاء العرب إسمه لخلافة عباس (81 عاما).

وكان دحلان الذي شغل منصب قائد جهاز الأمن الوقائي في غزة قبل سيطرة حركة حماس على القطاع، بين القادة الشباب نسبيا الذين انضموا سنة 2009 إلى اللجنة المركزية للحركة إلى جانب مروان البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد لدى الاحتلال الإسرائيلي وعدد من قادة الأجهزة الأمنية مثل جبريل الرجوب.

مراجعة النظام

ويرى عضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب الذي يشغل حاليا منصب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن هدف المؤتمر الأساسي هو مراجعة تنظيم الحركة التي تأسست في 1959. وقال لوكالة "فرانس برس" إن نظام سنوات الستينات لم يعد ينطبق على العام 2016.

وأضاف أنه يجب الأخذ بالاعتبار الظروف الراهنة لأن النظام أنشىء حين "كنا في الشتات والأن نحن على أرض الوطن، لقد أنشىء لمرحلة ثورية والأن لدينا دولة".

وقال كبير المفاوضين وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لوكالة "فرانس برس" أن هذه الانتخابات ستتيح "اختيار قادة للمرحلة المقبلة".

وقال مصدر فلسطيني مقرب من عريقات لوكالة "فرانس برس" إن كبير المفاوضين سيرشح نفسه إلى عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح وأنه "سيعلن هذا الأمر رسميا خلال اليومين المقبلين".

ويتمثل التحدي الأكبر أمام الحركة في الاجابة على العديد من الأسئلة في ظل استمرار حالة الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، وتوقف العملية التفاوضية مع الاحتلال الاسرائيلي، وتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية على المستويين الإقليمي والدولي.

وفي خطابه الافتتاحي المرتقب عند الساعة 18,00 (16,00 ت غ)، يرتقب أن يتطرق عباس مهندس اتفاقات أوسلو التي وقعت عام 1993 مع (إسرائيل)، الى كل هذه المسائل. وكان يفترض أن تقود هذه الاتفاقات إلى اقامة دولة فلسطينية لكن ذلك لم يتحقق.

كيفية التحرك

وتقود فتح منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم 12 فصيلا فلسطينيا ليس لها تأثير جوهري على قرار المنظمة، في حين ترفض حركتا حماس والجهاد الإسلامي الانضمام إلى المنظمة.

وقال الناطق باسم فتح محمود ابو الهيجاء إن المؤتمر سيبحث أيضا الملفات السياسية وكيفية التحرك في مواجهة الأفق السياسي المسدود وجمود المفاوضات.

وأضاف أن فتح ستبحث أيضا مختلف مبادرات السلام التي قدمتها فرنسا أو الدول العربية وإمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي في مواجهة الاستيطان الاسرائيلي الذي يقضم يوميا المزيد من الأراضي الفلسطينية.

ولم يتمكن العشرات من أعضاء فتح من عبور الحدود الاسرائيلية للتوجه إلى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر، بحسب أبو الهيجاء.