يتفقد مزارعو الزيتون في قطاع غزة بساتينهم، إيذانًا ببدء قطف الثمار وطرحها في السوق المحلي، وتتوقع وزارة الزراعة تسجيل عجز بنسبة 65% خلال الموسم الحالي، مرجعة الأسباب إلى تقلبات الطقس.
ويتنقل المزارع أبو يونس جعرور، بين أشجار الزيتون المتراصة على امتداد (30) دونمًا زراعيًا في أرضه الواقعة بمدينة غزة.
حيث اعتاد بين الفينة والأخرى زيارة أشجاره، لكنه في هذا التوقيت يكثف من زيارته لمراقبة عملية النضج تحضيرًا لقطف المحصول في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.
"هذا الموسم أقل حملًا من سابقه" يقول جعرور لصحيفة "فلسطين" ويعزي الأسباب إلى التغيرات المناخية التي صاحبت عملية النمو في الموسم الحالي.
وأشار جعرور إلى أن زيتون صنف (k18) يتربع على مساحة (20) دونمًا زراعيًّا من إجمالي المساحة التي يمتلكها، فيما المساحة المتبقية (10) دونمات زراعية مخصصة لصنف الزيتون السُري.
من جانبه ينتظر المزارع الستيني سلامة مهنا قرار وزارة الزراعة حول الإعلان عن موعد قطف الزيتون للبدء في طرح محصوله في السوق المحلي.
وبيّن مهنا لصحيفة "فلسطين" أنه يمتلك 5 دونمات زراعية من أشجار الزيتون، موزعة بين صنفي الشملالي و(k18).
وأشار مهنا الذي يعمل في هذه المهنة منذ (40) عامًا، إلى تخصيصه جزءًا من الإنتاج لأسرته، فيما يعرض بقية المنتج في السوق لبيعه.
من جانبها توقعت وزارة الزراعة في قطاع غزة انخفاضًا حادًا في إنتاج الزيتون الموسم الحالي، بنسبة عجز (65%) بسبب التغيرات المناخية التي صاحبت عملية النمو.
وتبلغ مساحة الأرض المزروعة بالزيتون في قطاع غزة (40,650) شجرة زيتون، المثمرة (32,850)، وغير المثمرة (7,800) غير مثمرة.
وقدّر م. فضل الجدبة مدير دائرة البستنة في وزارة الزراعة، متوسط إنتاج الدونم الواحد للموسم الحالي (300 كجم)، بإجمالي إنتاج (10) آلاف طن، تغطي (35%) من الاحتياج الفعلي للزيتون في قطاع غزة.
وأشار الجدبة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن متوسط إنتاج الدونم العام المنصرم (700) كجم بإجمالي (23) ألف دونم، وفي عام 2019 كان إنتاج الدونم الواحد (900) كجم بإجمالي (29) ألف دونم.
وتتوزع أشجار الزيتون -حسب الجدبة- في مناطق مختلفة داخل قطاع غزة على النحو التالي: "خان يونس (11,400) دونم، والوسطى (10,000) دونم، وغزة (9,400) دونم، رفح (5,900) دونم، والشمال (3,950) دونمًا.
وأوضح الجدبة أن معدل استهلاك الفرد السنوي من الزيتون (15) كجم، يذهب (12) كجم للزيت، و(3) كجم للتخليل.
وأشار إلى أن متوسط استهلاك الفرد من الزيت (2) لتر سنويًّا، وهو مرتبط بالأسعار والوضع الاقتصادي.
وتوقع الجدبة أن تفتح وزارة الزراعة المجال للتجار لإدخال الزيت والزيتون من أسواق الضفة الغربية والخارج لسد العجز.
وتتعد أصناف الزيتون في قطاع غزة، أبرزها: الزيتون السري، والشملالي، و(k18)، ثم أصناف أخرى أقل مساحة، مثل الكرافتا والنبالي.
وذكر الجدبة أن زراعة الزيتون في قطاع غزة آخذة في التوسع تعويضًا عما فقده المزارعين من أشجار جرفها الاحتلال في الحروب والاجتياحات المتكررة، وعلى وجه الخصوص بالقرب من المناطق المتاخمة للحدود الشرقية والشمالية.
كما أن تكلفة زراعة شجرة الزيتون -وفق ما أورده الجدبة- أقل مقارنة بغيرها من الزراعات الأخرى، فهي أقل استهلاكًا للمياه والمبيدات الزراعية والأسمدة وأكثر تحملًا للملوحة، وتُزرع شجرة الزيتون في مختلف مناطق القطاع.
وفي سياق متصل، قال الجدبة: إن فرقًا من وزارات الزراعة والصحة والاقتصاد والعمل تنفّذ جولات ميدانية على المعاصر في محافظات قطاع غزة قبل بدء عملها.
وأشار إلى أن الجولات تستهدف التدقيق على رخص المعاصر، وأدوات السلامة المتبعة، وتحديث الآلات والمعدات، والرقابة على الموازين.
وبين أن (28) معصرة زيتون موجودة في قطاع غزة، (8) معاصر نصف أتوماتيك، و(30) معصرة أتوماتيك.
ولم تحدد وزارة الزراعة في غزة موعدًا لقطف محصول الزيتون حتى اللحظة، لكنها رجحت الموعد منتصف الشهر المقبل.
يجدر الإشارة إلى أن وزارة الزراعة في رام الله حددت 12 /أكتوبر المقبل موعدًا لقطف محصول الزيتون.