قائمة الموقع

معبر رفح يلقي بظلاله على "رمضان" برلين

2017-06-11T07:18:22+03:00

في الغربة لا شيء يفتك بأرواحنا أكثر من الحنين إلى الوطن، نسائم هواه تزور مخيلتنا، تلك الشوارع والأزقة والأسواق، ومتنفس الحياة الوحيد بحر غزة، والذي رغم حصاره وضيق أفقه يبقى أوسع معنى من المحيط الهادي.

في ألمانيا.. وصلت آثار معبر رفح حتى برلين وألقت بظلالها على عائلة فلسطينية هاجرت إلى هناك بالأمس القريب. هنادي إسماعيل، فلسطينية هاجرت إلى ألمانيا لتستقر هناك، وبعد معاناة تمكنت من الخروج من معبر رفح والوصول إلى ألمانيا بسلام, لتعيش فصول أزمة جديدة عنوانها معبر رفح الذي حال دون تمكن زوجها من اللحاق بها إلا بعد فترة طويلة.

رمضان ألمانيا

معاناة "إسماعيل" بسبب غياب زوجها ووجودها في بلد أجنبي مع اثنين من الأطفال إضافة إلى والد ووالدة زوجها، تضاعفت في شهر رمضان والذي يطول نهاره في ألمانيا إلى 22 ساعة، حيث يضطر والدا الزوج إلى اتباع التقويم السعودي ما يعني إفطارهما في الساعة الثامنة مساء، بينما "إسماعيل" كانت تخشى الإفطار قبل أن يحل موعد أذان المغرب، وإن كانت هناك بعض الفتاوى التي تجيز التصرف الأول.

وعن هذا الأمر تقول "إسماعيل": "ديننا واضح، الصيام من الفجر وحتى الغروب، وأخشى أن أتبع تلك الفتوى فلا يحتسب صيامي، وهذا الأمر كان ثقيل الظل؛ حيث كان حماواي يفطران في الساعة الثامنة بينما أنا أفطر في الساعة العاشرة وهو وقت يكونان فيه قد ناما ولم يبقَ في البيت أحد مستيقظ غيري".

عن نهار رمضان تقول: "خلال النهار أغلب الوافدين يلتزمون منازلهم بسبب الانفتاح والعُري في هذا البلد فيخشون على صيامهم أن يضيع، فضلًا عن روائح الأطعمة ورائحة الخبز الألماني الفواحة، ومشاهدة الألمان وهم يتناولون الآيس كريم، تزيد الأمور صعوبة".

وتابعت: "كما أن إغلاق المحال بعد الساعة السابعة مساء وهدوء الشوارع يدخل الأحياء الألمانية في حالة ملل حتى يحين موعد أذان المغرب بعد ثلاث ساعات من هذا التوقيت"، مشيرة إلى أن صلاة التراويح في جامع بعيد جداً وغير مسموح للمكبرات فيه أن تعمل.

زينة الكريسماس

وحول مظاهر الشهر الكريم في ألمانيا، تتابع: "لا يوجد زينة لرمضان في ألمانيا بل هناك زينة للكريسماس، قمت بشرائها وهي عبارة عن أضواء صغيرة وملونة، حتى أزين بها المنزل في شهر رمضان".

أما الزيارات الرمضانية، فهي شبه غائبة عن المشهد الرمضاني في ألمانيا، والسبب يعود –حسب "إسماعيل"- إلى أن الوافدين ملتزمون بدروس اللغة، وهي يومياً من السابعة صباحا وحتى الرابعة؛ مما لا يسمح للوافدين بالاختلاط وتبادل الزيارات".

وأشارت إلى أن أجواء العيد تخلو من البهجة، والأطفال يكونون ملتزمين بمقاعد الدراسة أثناء العيد، لافتة إلى الانتقادات اللاذعة التي يتلقاها الأهالي من المدارس بسبب صيام أبنائهم عن الطعام واتهام المدرسة للأهالي بأنهم متخلفون ويسيئون إلى صحة أبنائهم بالسماح لهم بالصيام.

صحوة ألمانية

وعن الفرق بين رمضان في الوطن ورمضان في الغربة، تقول "إسماعيل": "في الوطن تبادل للزيارات والعزائم مع الأهل والأصحاب عدا عن زينة رمضان وأطباقه وحلوياته، أما هنا فجميع تلك الأشياء مفقودة".

واستطردت: "إن العائلة الكبيرة التي يكون أبناؤها شبابًا وصبايا تختلف أجواؤها عنا؛ لأن أولادنا صغار ولا يعون معنى الشهر الفضيل وطقوسه، فتجد الأم نفسها وحيدة لا سيما مع غياب الزوج بسبب احتجازه في غزة".

وبينت "إسماعيل" أن المجتمع الألماني يعيش صحوة في الفترة الأخيرة، حيث أصبح يتفهم معنى أن هذا الموظف مسلم ويصوم رمضان وأصبح بإمكان الموظف أن يعمل في فترات مسائية، أو أن يتم تخفيف أعباء العمل عنه في رمضان رأفة بحاله.

والجدير بالذكر، يشكل المسلمون نسبة 5% من تعداد سكان ألمانيا، وبحسب دراسة ألمانية فإن 45% من أفراد الأقلية المسلمة بالبلاد يحملون الجنسية الألمانية (حوالي 1.9 مليون نسمة) في حين يحتفظ 55% منهم بجنسيات بلدانهم الأصلية.

اخبار ذات صلة