فلسطين أون لاين

بيسان.. "حكواتية" تبحث عن قصص غير مروية في غزة

...
الحكواتية بيسان (أرشيف)
غزة/ مريم الشوبكي:

دائما ما تصادف تمثالا برونزيا في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة في أثناء مرورك، لربما تساءلت إلى ماذا يرمز هذا التمثال وما فكرته؟ لن تجد كتابًا أو موقعًا إلكترونيًّا يتحدث عنه ليشبع الفضول الذي بداخلك.

ستفاجأ وربما ستنتابك موجة من الضحك إذا علمت كيف استوحى النحات الشكل الذي توصل إليه أخيرا، الذي ستخبرك به بيسان "الحكواتية" التي كانت تخال أن التمثال يعبر عن الشخصية الكرتونية "زورو" قبل أن تكتشف أنه لم يكون سوى ترجمة لمشهد مفرش طاولة دفعه بالهواء إلى أعلى ومثبت بملقط غسيل على حبل إحدى الشقق السكنية.

وتعود بيسان (23 عاما) إلى أصل الحكاية على لسان نحات التمثال الذي أطلق عليه اسم "العنقاء"، حيث أطلقت بلدية غزة عام 1998 مسابقة لتصميم تمثال يفصل بين البلدة القديمة والجديدة بغزة، إذ شارك فيها أكثر من 21 مكتبًا هندسيًّا وفنانًا شابًّا.

وهذه الحكاية الغريبة تعود للفنان الشاب آنذاك إياد الصبّاح حيث كان التمثال أول أعماله وأراد به إبهار بلدية غزة، بتجسيد طائر العنقاء "الفينيق"، ولكن أراد أن يجسده بشكل مختلف يشبه أهل غزة.

وفي عام 1999م وقع الاختيار على علاء لينفذ رؤيته الفنية ويتوسط التمثال ساحة ميدان فلسطين، وهو تابع لمدرسة الفن التجريدي واستمر عليه لسنة.

هذه هي حكاية عنقاء "ميدان" فلسطين التي روتها بيسان عودة، وهي شابة شغوفة بالحكايا والقصص وسردها، وقد استغلت موهبتها في تسجيلات مصورة تنشرها على عبر منصات التواصل الاجتماعي، تتناول فيها أحداثًا اجتماعية وتاريخية، بطريقة سهلة مبسطة.

ومن بين القصص التي تروي بيسان حكايتها، قصة الجندي المجهول الذي يتوسط مدينة غزة، وحي الشجاعية وأصل تسميته، وشجرة السدرة والأساطير التي تدور حولها.

وبيسان (23 عاما) حاصلة على شهادة إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية، تهوى رياضة كرة الطائرة، وكتابة القصص، وكتابة المحتوى لمنصات التواصل عبر برنامجيها "تعى تقلك" و"الحكواتية".

وعن برنامج الحكواتية تقول بيسان: "اخترت اسم الحكواتية لأن الحكواتي شخصية وله دلالة رمزية وثقافية في تراث بلاد الشام".

وتشير إلى أنها تستقي معلوماتها من الكتب والإنترنت، غير أن بعض الحكايا لا تجدها في المراجع المكتوبة، "لذا أحصل عليها من معلومات كبار السن، وقد أحتاج لأسابيع من البحث لأصل إلى مواضيع لم يتطرق لها أحد من قبل".

وتضيف بيسان: "شغفي هو البحث عن القصص ومشاركتها لأصدقائي على صفحتي عبر موقع فيسبوك، ووصل عدد المتابعين إلى 20 ألفًا منذ ثلاث سنوات".

وتلفت إلى عملها على ترجمة تلك القصص وتسجيلها ونشرها على منصة "انستغرام"، حيث وصل عدد متابعيها خلال ثمانية أشهر إلى 9000.

وعن سبب توجهها إلى منصات التواصل الاجتماعي، تجيب: "المنصات فضاء واسع مليء ويعطي مساحة للتفاعل مع المحتوى، وهذا ما أسعى إليه".

وحاليا تقدم "بيسان" شخصية "وجد" في المسلسل الدرامي الإذاعي "يوميات وجد وحسن" الذي شاركت في كتابة سيناريو حلقاته أيضا، وتحضر لبرنامجين سيعرضان خلال نهاية العام.

وعن الصعوبات التي تقابلها، تشير إلى عدم توافر إمكانات فنية بجودة عالية، وتلجأ لاستعارة أدوات بمواصفات متواضعة من أصدقائها.

وتطمح بيسان بأن يصبح لديها منصة خاصة تقدم من خلالها محتوى يليق بمتابعيها بنفس قدر بحثها عن محتوى يليق بها، وترنو لتتحدث باسم شباب غزة.