مع نجاح الأسرى الستة بالتحرر من سجن "جلبوع" الإسرائيلي شديد الحراسة، بدأ الشارع الفلسطيني بتشكيل حاضنة شعبية لحمايتهم وتضليل جيش الاحتلال الذي يبحث عنهم عبر طائراته، ومختلف وحداته العسكرية والأمنية.
ومنذ اللحظات الأولى لانتشار خبر نجاح الأسرى من التحرر والخروج من السجن، خرجت أصوات شعبية مختلفة لتشكيل حاضنة شعبية لحماية الأسرى الستة، ومساعدتهم في حالة وصلوا لبيوتهم، والعمل على تحريف أنظار جيش الاحتلال عنهم.
وتنوعت أشكال الحاضنة الشعبية التي شكلها المواطنون لحماية الأسرى، بين دعوات إلى الخروج في الأحراش والمناطق البرية في الضفة الغربية بشكل جماعي، لتشتيت انتباه الاحتلال، أو الاتصال على أرقام الطوارئ التابعة لسلطات الاحتلال وتقديم معلومات مضللة حول أماكن وجود الأسرى المحررين.
كما أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج حمل اسم "الضيوف غاليين"، لمطالبة أهالي الضفة الغربية المحتلة فلسطينيي الداخل، بحذف تسجيلات الكاميرات في وقت هرب المحررين من السجن.
الناشط في المقاومة الشعبية سهيل سلمان، أكد أن أهالي الضفة الغربية والداخل المحتل، شكلوا حاضنة شعبية بعد نجاح المحررين الستة في الخروج من سجن جلبوع، بدءًا من الدعوات لتوفير إجراءات السلامة لهم.
وقال سلمان، في حديثه لـ"فلسطين": "إتلاف تسجيلات كاميرات المراقبة يعد أحد أشكال المقاومة الشعبية التي يجب على كل السكان القيام بها لقطع الطريق عن سلطات الاحتلال وأجهزته الاستخباراتية التي تسعى للوصول إلى أي طرف خيط حول الأسرى المحررين".
وأضاف سلمان: "الحاضنة الشعبية مهمة جدًا لكل المقاومين والأسرى المحررين، وهي أحد أشكال النضال، وتشكل حماية مهمة لهم، خاصة أن سلطات الاحتلال تستخدم أدوات استخباراتية متقدمة بهدف الوصول إليهم".
وأوضح أن إطلاق المبادرات الخلاقة لتشكيل حماية للأسرى المحررين يعد عملًا بطوليًا لا يقل عن عمل مقاوم آخر، ومن شأنها تقديم المساعدة بطريقة غير مباشرة للشباب المحررين من السجن.
بدوره، أكد صلاح الخواجا، أن تشكيل الحاضنة الشعبية لحماية الشباب الذين تحرروا من سجن جلبوع، يعد تحولًا استراتيجيًا في تاريخ الصراع من دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصبح جميع الفلسطينيون مقاومين.
وقال الخواجا في حديثه لـ"فلسطين": "بدأنا نشهد دعوات للخروج بشكل جماعي في الأحراش والمساحات الزراعية الواسعة في مناطق الضفة الغربية المختلفة، والداخل المحتل، وعرقلة مساعي البحث لجيش الاحتلال".
وأضاف الخواجا: "أي عمل شعبي لتشتيت انتباه الاحتلال عن الأسرى المحررين يعد أبرز أشكال المقاومة الشعبية، بل هو عمل ضروري في هذا التوقيت، سواء من خلال إتلاف كاميرات التسجيل، أو الاتصال بأرقام الطوارئ وتقديم معلومات مضللة لشرطة الاحتلال".
وأوضح الخواجا أن الشعب الفلسطيني يمتلك الأدوات المختلفة لحماية أبنائه وأبطاله، حيث تتنوع أشكال الحاضنة الشعبية التي تم تشكيلها بشكل عفوي بعد تمكن الأسرى التحرر من السجن.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال لا تزال تكثف البحث والتفتيش عقب نجاح الأسرى من التحرر من سجن جلبوع الشديد الحراسة في شمال الأراضي المحتلة، عبر نفق حفروه أسفل مغسلة، وتشن حملة بحث واسعة عنهم.
وتسبب هرب الأسرى بصدمة واسعة في المستويات الأمنية والسياسية والإعلامية لدولة الاحتلال.