قائمة الموقع

​في بريطانيا .. رمضان حبيس المساجد والصدور

2017-06-10T09:51:21+03:00

معالم كل بلد تفرض نفسها على ساكنيه، ولكل بلد ثقافته الخاصة وطريقة تعامله مع الشعائر الدينية للأقليات، وفي بريطانيا لم يختلف الحال كثيراً عن باقي الدول الأوروبية، والتفاصيل الرمضانية هنا تقتصر على امتناع المسلمين عن تناول الطعام في نهار رمضان فقط، أما الأجواء الإيمانية فتبقى مختبئة داخل أروقة المساجد وفي صدور المسلمين هنا.

تعددية دينية

ميسرة العرابيد الذي يقيم في بريطانيا منذ ما يقارب خمس سنوات ويعمل مسؤول مشاريع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة بريطانية، إضافة إلى كونه طالب دكتوراة؛ يحدث "فلسطين" عن رمضانه في لندن كيف هو الآن.

عن نفسه يقول: "لاشك أن الصيام في مجتمعات بها تعددية دينية كبيرة ويُعد المسلمون أقلية فيها يكون فيه بعض التحديات، من ضمنها _على سبيل المثال لا الحصر_ عدم وجود الأجواء الرمضانية كالتي في بلادنا، وقلة الجالية المسلمة في بعض المناطق، كالمنطقة التي أقطن بها".

وتابع: "ذلك يترتب عليه عدم وجود مساجد قريبة من مكان سكنك، فضلًا عن قضاء رمضان نوعاً ما وحدي بعيداً عن الجو العائلي"، مستدركاً: "أيضًا من ضمن التحديات طول مدة الصيام وتأخر صلاة العشاء والتراويح، فنمسك عن الصيام الساعة ٣ صباحًا ونفطر نحو الساعة التاسعة وثلث مساء، وتُقام صلاة العشاء والتراويح نحو الساعة ١١ مساءً، وبذلك لا يوجد وقت كافٍ للنوم كوننا لدينا أعمال وأشغال في صباح اليوم التالي".

ورأى أن من ضمن التحديات التي تواجه المسلم المقيم في بريطانيا معضلة تحضير طعام الإفطار، وقال: "مع أنني تعلمت بعض فنون الطبخ مازلت أجد صعوبة نوعًا ما في إعداده في رمضان، كون نظام العمل في بريطانيا هو من الساعة التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، فأرجع من العمل مُتعباً، وأحتاج إلى قيلولة لراحة جسدي وإلى وقت لقراءة القرآن، فيمضي الوقت دون تحضير طعام جيد".

وتابع: "وإن نظرنا إلى النصف الممتلئ من الكوب فإن لهذا الأمر فوائد، من ضمنها ألا يتخم الإنسان معدته بأنواع الطعام المتعددة ولا يُضيع وقته في المطبخ، خصوصًا أنه مهما عمل من أصناف طعام وأتقنها فإنها لا تقارن بطعام الوالدة".

موائد في المساجد

وأضاف العرابيد: "من ناحية أخرى هناك الكثير من المساجد في بريطانيا تقيم يوميًّا إفطارات داخل المسجد، فتُعوض نوعًا ما عن الجو العائلي الذي يفتقده الشخص في الغربة، فنلتقي الأصدقاء والمسلمين من كل الأعراق والألوان واللغات في المسجد، وهذا من أجمل ما أشاهده في رمضان".

فيما يتعلق بالزيارات العائلية وتبادل الأطباق قال: "هي نوعًا ما موجودة، وخصوصًا في المناطق التي تكثر بها الجالية المسلمة، مثل: لندن ومانشستر وبيرمينجهام، أما فيما يتعلق بي شخصيّاً فهي لا تنطبق علي كوني أعيش في مدينة الجالية المسلمة بها قليلة، وأيضًا عائلتي مازالت في فلسطين، وأنا لم أنشئ عائلة خاصة بي بعد."

وفي لفتة جميلة منه قال العرابيد: "ونحن نتكلم عن رمضان في الغربة لا ننسى إخواننا الأسرى في سجون الاحتلال، وندعو الله لهم بالفرج القريب"، مبرقاً بتهانيه بحلول الشهر الفضيل إلى عائلته وأصدقائه في فلسطين، وقال: "وأتمنى أن أقضي رمضان القادم بين أهلي وأحبابي وأصدقائي، وقد تحسنت الأوضاع وفتحت المعابر، حتى يستطيع كل المغتربين أن يقضوا هذا الشهر الفضيل بين أهليهم وأحبابهم".

والجدير بالذكر أنه يوجد في بريطانيا أكثر من 2.5 مليون مسلم بحسب آخر الإحصاءات الرسمية التي تعود إلى عدة سنوات مضت، ويتوقع أن يكون عدد المسلمين قد ارتفع بصورة ملموسة خلال السنوات الأخيرة، بسبب موجات الهجرة إلى المملكة المتحدة، التي يلتزم فيها المسلمون بالصوم وإفطار العيد وفق ما تقرره المملكة العربية السعودية.

اخبار ذات صلة