قائمة الموقع

مسارات لدعم السياحة الثقافية وتمكين القرى المهمشة

2021-09-08T11:16:00+03:00
صورة أرشيفية

مقدسيون وفلسطينيون من الداخل المحتل وسياح أجانب يشقون الطرق الترابية التي تتوسط الطبيعة الخلابة من الأشجار الوارفة والجبال والوديان وعيون الماء، توصلهم إلى الأماكن التاريخية والتراثية في مدينة القدس وقراها المهمة.

ينفذون مساراتهم تلك ضمن مشروع "شباب القدس: سفراء التغيير" الذي ينفذه اتحاد فلسطين التراثي، بالشراكة مع مسار إبراهيم الخليل، وجمعية الشبان المسيحية، وجمعية الرؤيا العالمية، وشركة أفكار، بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي ومكتب مساعدات الكنيسة الدنماركية والنرويجية.

ويبين مدير المشروع عمار خير أن المشروع انطلق في نوفمبر/ تشرين آخر 2019 وسيستمر حتى الشهر نفسه من عام 2022.

ويستهدف المشروع خمسة مجتمعات في شمال غرب القدس المحتلة (بدّو، القبيبة، بيت عنان، بيت دقو، بيت سوريك)، وثلاثة مجتمعات أخرى في شرق القدس (الطور والعيزرية والبلدة القديمة).

ويوضح خير لـ"فلسطين" أن الهدف من المشروع تحريك ودفع المجتمع المحلي نحو المشاركة والمساهمة لتحقيق حقوقهم الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، وتعزيز الهوية الوطنية وربط المجتمعات المحلية المنعزلة وتعزيز السياحة الداخلية، وتعزيز صمود المقدسيين في تلك المناطق.

ويشير إلى أن المشروع يقوم على رفع وعي المجتمع المحلي تجاه السياحة المجتمعية من خلال الزيارات واللقاءات التي تنظم بمشاركة المواطنين، وتطوير البنية التحتية لإيجاد مسار مشي الأقدام بطول 50 كم يربط مجتمعات القدس بالمجتمعات الواقعة على مسار إبراهيم.

وللمشروع أقسام عدة، يذكر خير أن القسم الأول ينصب على إنشاء المسار نفسه وتجهيز الخرائط وكل ما يتعلق بالتجول من خلال خبراء يعملون في المؤسسة، وبناء قدرات الضيافة والمراكز النسوية والشباب في القرى المهمشة في القدس.

ويلفت إلى أن المشروع يعمل على تزويد المراكز النسوية لإنتاج منتجات غذائية لتسويقها في السوق المحلي والعالمي، والمشاركة في معارض عالمية في السياحة، وشبك المكاتب العالمية مع مكاتب السياحة المحلية وتشغيلها.

ويقول خير: "يهدف المشروع إلى زيادة فرص العمل وتحسين الوضع الاقتصادي في ثمانية مجتمعات: بدو، القبيبة، بيت عنان، بيت دقو، بيت سوريك، الطور، العيزرية والبلدة القديمة وذلك من خلال السياحة المجتمعية".

ويكشف عن أنه سيتم تنفيذ مسار بالدراجات الهوائية للقرى المهمشة والبلدة القديمة.

وينبه خير إلى أنه يتم جمع الموروث التراثي الملموس وغير الملموس في تلك المناطق، وسيتم ترجمتها للغة الإنجليزية، لتنشر عبر الموقع الإلكتروني للمركز، وتوزيعها كنشرات على السياح، بالتعاون مع المؤسسات المحلية من البلدية، والمجلس القروي.

وعن الصعوبات التي واجهها المشروع، يبين أن معيقات الاحتلال بمنح تصاريح من أجل عمل مسارات في بعض المناطق التي يسيطر عليها، وجائحة كورونا والتي توقفت معها المسارات والنشاطات والتدريبات لأكثر من عام.

ويأمل خير أن يحقق المشروع هدفه بزيادة السياحة المجتمعية وتعريف أهل البلد بالمناطق المهمشة.

ويذكر أن مسار فلسطين التراثي هو طريق ثقافي طويل المسافة يبلغ طول المسار 330 كيلومترًا ويمتد من قرية رمانة شمال غرب جنين إلى بيت مرسم جنوب غرب الحرم الإبراهيمي (المسجد الإبراهيمي) في الخليل، ويمر الدرب عبر 53 مدينة وقرية إذ يمكن للمتجولين والمشاة والمسافرين تجربة الضيافة الفلسطينية الأصيلة.

ومسار فلسطين التراثي هو أكثر من مجرد مسار مشي لمسافات طويلة، فهو يعد وسيلة للالتقاء وخلق علاقات مع الفلسطينيين والمتجولين من جميع أنحاء العالم.

أما المنسق الميداني ضمن مسار فلسطين التراثي زيد الأزهري، فيوضح أن مشروع "شباب القدس.. سفراء التغيير" يهدف لربط القرى التي فصلها الجدار بالمدينة المقدسة، لكونها لم تحظَ بالشهرة والاهتمام الكبير، مع أنها جزء لا يتجزأ من المدينة المحتلة.

ويوضح أنه من خلال المشروع، يتم تسليط الضوء على تاريخ تلك الأماكن وحضارتها وجغرافيتها وآثارها وقصصها، والتحديات التي تواجهها، وتثبيت هويتها المقدسية ووجودها الفلسطيني، كمناطق جميلة ذات جذب سياحي، وغنية بالآثار والمواقع الثقافية والدينية.

ويضيف: "نحاول تعزيز حركة السياحة في قرى شمال غربي القدس، لكونها مواقع مهمة تزخر بالمعالم التاريخية والدينية، إذ تُوفر كل الخدمات للرواد، ويُدرَّب الشبان ليكونوا أدلاء محليين يساعدون في الجولات السياحية، وذلك بالتنسيق مع البلديات".

ويتابع الأزهري: "نعمل على مجموعة من الأبحاث المتعلقة بجمع التراث والتاريخ، ناهيك بتطوير المسارات والأماكن لتكون مقصدًا سياحيًّا كاملًا".

اخبار ذات صلة