فلسطين أون لاين

بسبب أضحية عن "بنات".. عمايرة يخضع للتحقيق في سجون السلطة

...
المغدور من قبل أجهزة السلطة بالضفة نزار بنات "أرشيف)
الخليل-غزة/ جمال غيث:

صارت مناصرة معارض سياسي تهمة توجهها أجهزة أمن السلطة للمواطنين في الضفة الغربية المحتلة، وربما ينتهي بهم المطاف إلى السجن في زنازين العزل الانفرادي.

كان آخر تلك الممارسات إقدام جهاز المخابرات التابع للسلطة في مدينة دورا جنوب الخليل بالضفة الغربية على اختطاف المواطن عبد الله عمايرة (31 عامًا)، ظهر الأربعاء الماضي، والتحقيق معه على خلفية ذبحه أضحية عن روح الناشط والمعارض السياسي نزار بنات الذي اغتالته أجهزة أمن السلطة في 24 يونيو/ حزيران الماضي.

ويعمل عمايرة بائعًا للقهوة وسط مدينة الخليل، وهو أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال عدة سنوات، واعتقل أكثر من مرة في سجون السلطة، كان آخرها الأربعاء الماضي.

وجاء اعتقال عمايرة رغم ما يمر به من أوضاع نفسية صعبة في إثر وفاة طفلته سارة قبل نحو شهرين، بعد معاناة مع المرض وفشله في محاولته توفير تحويلة لها لإجراء عملية زراعة قلب.

وفوجئ عمايرة مطلع الشهر الجاري خلال عمله بائعًا للقهوة، بمحاصرته من نحو 7 عناصر يتبعون جهاز المخابرات في الخليل، وإجباره على الصعود إلى مركبتهم، دون عرض إذن أو مذكرة توقيف، وفق إفادته لصحيفة "فلسطين".

ولم يمكث عمايرة سوى 10 دقائق في مقر المخابرات بمركز دورا، قبل أن ينقل إلى مركز جنيد، دون إطلاعه على أسباب الاعتقال، ثم يُحول إلى زنازين السجن، ليتم استدعاؤه بعد ساعات والتحقيق معه على خلفية ذبحه أضحية في عيد الأضحى المبارك الفائت، عن روح الشهيد بنات.

وبين أنه اُتهم بالمسؤولية عن تنظيم مظاهرات ضد الاعتقال السياسي، وأخرى ابتهاجًا بانتصار المقاومة في قطاع غزة خلال معركة "سيف القدس"، والانتماء لتنظيم مسيس، وتلقي الأموال من أجل إثارة الفوضى.

معاملة سيئة

وبعد ساعات من التحقيق والمعاملة "السيئة جدًّا" وفق وصف عمايرة الذي يعيل أسرة من 6 أفراد، اضطر المحقق إلى إعادته إلى زنزانة السجن ذات الرائحة الكريهة وسيئة التهوية، التي لا يوجد فيها سوى فرشة رقيقة جدًّا، وأغطية تنبعث منها رائحة العفن، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

ويضيف: "رغم صراخي على الضباط والجنود لإخراجي من تلك الزنزانة لقضاء حاجتي أو الوضوء أو توفير تهوية، فإن ذلك كان يقابل بالرفض، وعوملت معاملة سيئة جدًّا، متناسين أنني أسير سابق، وقد وضعوني في مكان لا يصلح إلا للدواب أو من هم أصحاب سوابق".

وتابع أنه بعد مغرب اليوم التالي لاعتقاله، أطلقت مخابرات السلطة سراحه "لعدم امتلاكها شيئًا ضدي"، وطالبت المؤسسات الحقوقية والإنسانية وبعض المواطنين بالإفراج عني، لافتًا إلى أن كل ذلك جرى دون مذكرة توقيف أو عرضه على محكمة.

وصعدت أجهزة أمن السلطة من انتهاكاتها واعتقالاتها السياسية في الضفة الغربية على خلفية الفعاليات التي خرجت نصرة للقدس وغزة وابتهاجًا بانتصار المقاومة في معركة "سيف القدس"، وتنديدًا بجريمة اغتيال الناشط بنات.