قائمة الموقع

مرضٌ نادر يطرق باب أسرةٍ في سن السادسة عشرة

2017-06-10T09:09:03+03:00

كانت أسرة أكرم عاشور كباقي الأسر تنعم بالصحة والاستقرار؛ إلى أن أصيب ابنها البكر خميس (21 عامًا)، باختلالٍ في التوازن وعدم القدرة على المشي عندما وصل سن الـ16 عامًا.

سلّم أبو خميس (45 عامًا) أمره إلى الله بعد أن جاب مشافي قطاع غزة وأطباءها المختصين، بحثاً عن تشخيص للمرض النادر وعلاج مناسب له، دون جدوى.

لكن ما لبث أن تكرر الأمر مع نجله جهاد (18 عامًا)، في سن الــ16 أيضاً، فأخذته الحيرة، وبدا أكثر تخوفاً من أن يصيب المرض شقيقتهم التي تصغرهم، ومن بعدها ثلاثة أشقاء، ابنتان وصبي، أكبرهم يبلغ من العمر 14 عامًا.

اطمئن أبو خميس قليلاً حين أخبره الأطباء أن المرض النادر من المستبعد أن يصيب ابنته نور؛ لكن المفاجأة كانت بإصابتها بالمرض في أول يوم من عامها السابع عشر، لتزداد حيرته ويبدو أكثر تخوفاً على مستقبل أطفاله الصغار.

وتذكر التقارير الطبية الخاصة بالأشقاء الثلاثة، أنهم يعانون من ضعف في الأطراف وتيبس عضلي في الأطراف السفلية، ناتج عن مرض الشلل السفلي الوراثي المزمن.

لكن أبو خميس نفى قطعاً أن يكون المرض أصاب أحداً من جذور عائلته، ولم يظهر على والديه أو أجداده، وكذلك زوجته وأجدادها، أو على أحد أشقائه أو أبنائهم، قائلاً: "زوجتي من نفس العائلة لكنها بعيدة عني في القرابة".

وأوضح لصحيفة "فلسطين" أن أبناءه المصابون بالمرض النادر، كانوا بصحة جيدة قبل سن 16 عاماً، قائلاً: "ظهرت أعراض المرض للمرة الأولى عند خميس، باختلال توازنه في المشي وسقوطه على الأرض، ومن ثم صعوبة تحركه".

وتابع عاشور: "أجريت فحوصات مكثفة لهم داخل قطاع غزة، ولم نستطع الحصول على تشخيص لحالاتهم، وتوصيف حالة نور كان نسخة عن تقريرَي أخويها خميس وجهاد".

وأشار إلى أنه حصل على تحويلةٍ طبية إلى مستشفى المقاصد في القدس المحتلة، وتم تحديد نحو عشرة مواعيد، رفضها الاحتلال الإسرائيلي بحجة الرفض الأمني له أو لزوجته أو للمريض أو حتى لمرافق من خارج العائلة.

وأوضح عاشور أن ما يريده هو تشخيص المرض والحصول على علاج مناسب، إن لم يكن لأبنائه الذين أصيبوا بالمرض، فليكن لأطفاله الثلاثة الباقين كريم (14 عامًا) وندى (12 عامًا) وياسمين (10 أعوام).

وقال: "أنا مستعد للذهاب بهم إلى أي دولة في العالم من أجل علاج المصابين وحماية الباقين، لكن الحصار وإغلاق المعابر يحول دون ذلك".

وحول محاولاته للسفر عبر معبر رفح البري، أبدى رد فعل ساخرًا، وقال عاشور: "معبر رفح.. مغلق"، مشيرًا إلى أن حالة أبنائه تسوء يوماً بعد يوم، في ظل الحصار وعدم التمكن من المغادرة بهدف تشخيص المرض وإيجاد العلاج المناسب.

وانقلبت حياة خميس رأسًا على عقب بعد إصابته بالمرض النادر، سابقاً كان يقضي بعض وقته خارج المنزل مع أصدقائه، ويشارك في المناسبات العامة، لكنه اليوم لا يستطيع الخروج من المنزل إلا قليلاً.

وقال الشاب خميس إنه يشعر بساقيه؛ لكنه لا يشعر بأي آلام تدل على المرض، سوى الضعف الكبير في قدميه وعدم تمكنه من الحركة، متمنياً الوقوف على قدميه مرة أخرى.

أما نور، فهي تعاني منذ 80 يومًا من المرض النادر، واختل توازن مشيتها.

وتمنت أن تعود لطبيعتها، وتحصل على العلاج المناسب، قائلة: "ليس لي علاج في غزة المحاصرة، وأتمنى السفر إلى أي دولة لتلقي العلاج".

وتابعت نور بكلمات باكية: "تملؤني الحسرة على نفسي عندما أرى زميلاتي في كامل نشاطهن ويتحركن بسهولة، وقد كنت مثلهن، واليوم لا أستطيع المشي", معربة عن أملها وأمنياتها بالعودة للحياة كما كانت قبل نحو ثلاثة أشهر.

اخبار ذات صلة