قال نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، زاهر جبارين: إن "مفاوضات إنجاز صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي مستمرة، ومصر تدفع صوب إنجازها".
وأضاف، في حديث لـ"قدس برس": إن "إطلاق سراح الأسرى وتحقيق حلمهم بالحرية، يشكل استراتيجية عمل لدى المقاومة، وتسعى باستمرار لتجسيدها واقعاً عملياً، بعيداً عن الشعارات".
واستبعد "جبارين" عقد صفقة قريبة، قائلا: إن "كل ما يقال في الإعلام العبري عن قرب تحقيق صفقة؛ ما هو إلا ذر للرماد في العيون، حتى تعفي حكومة الاحتلال نفسها من المسؤولية أمام عوائل الجنود والأسرى".
واشترط، قائلا: "إذا كان العدو معنياً بإنجاز صفقة أسرى، فالمسار واضح ومحدد، بعيداً عن استغلال الحاجات الإنسانية، ومحاولة الالتفاف على دفع استحقاق إطلاق سراح أسرانا".
وبين أن الجانب المصري يبذل قصارى جهده لعقد صفقة تبادل، كما فعل في العام 2011، في إشارة إلى (عملية التبادل المعروفة باسم صفقة وفاء الأحرار، والتي تم حينها إطلاق سراح 1150 أسيرا، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط).
وجدد "جبارين" موقف حركته بالاستعداد لعقد صفقة تبادل جديدة، مستدركا: "بيد أن التعطيل يأتي من طرف حكومة الاحتلال، وإذا غيرت الأخيرة مواقفها وقررت إطلاق سراح أسراها؛ فالثمن معروف، ولن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً".
وأشاد جبارين بعملية "جلبوع"، وعدّ نجاح ستة أسرى في انتزاع حريتهم، تتويجاً لحكايات وقصص الأسرى، التي فاقت العشرات، في محاولاتهم المستمرة لنيل الحرية وكسر القيد".
وكان فرار ستة أسرى من سجن جلبوع شديد الإحكام، قد تسبب بصدمة واسعة في المستويات الأمنية والسياسية والإعلامية الإسرائيلية.
وقالت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية، إن "الأسرى استخدموا نفقا من فتحة في زنزانتهم للخروج من السجن".
معركة "سيف القدس"
وأشار "جبارين" إلى أن "معركة سيف القدس فرضت معادلة جديدة في الصراع، بعد أن بادرت المقاومة في المعركة، دفاعاً عن المقدسات، وحماية لحي الشيخ جراح من الهدم والترحيل".
وتابع: "تولت المقاومة بالنيابة عن الأمة قيادة الشعب الفلسطيني في معركة شارك فيها الكل الفلسطيني لأول مرة، (فلسطينيو الـ48 والضفة وغزة والشتات)، في ظل دعم وإسناد منقطع النظير من الرأي العام العربي والعالمي".
وبين "جبارين" أن "موقف الشعوب العربية والإسلامية، وتضامن أحرار العالم؛ غيّر من خارطة الصراع، وأعاد القضية إلى مكانتها وأهميتها، بعد أن تاهت في سراديب النسيان، ثم جسدت مظلومية الشعب الفلسطيني، الذي يخضع لأطول احتلال في تاريخ العالم اليوم".
وقال القيادي في "حماس" إن: "البطولات الأخيرة التي حققتها المقاومة الفلسطينية، تراكمت لصالح الشعب الفلسطيني، سياسيا، ودبلوماسيا، وجعلت القضية وجذورها تروى في معظم المحافل العربية والدولية".
الدور المصري
وأوضح "جبارين" أن "مصر لا تزال تبذل جهودا في رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية"، مضيفا: "في المقابل؛ تماطل الحكومة الإسرائيلية، وتغلق المعابر، وتمنع إدخال المواد للتأثير على الاقتصاد الفلسطيني، وتشدد الخناق".
وشدد القيادي في "حماس" بالقول: "لن نسمح بمحاولات الاحتلال الإسرائيلي استهلاك إنجازات معركة سيف القدس، بالمماطلة أحياناً، والتراجع عما تعهد به أحياناً أخرى، وسيستمر الضغط على هذا العدو في كل الساحات والميادين حتى يقر بحقوق شعبنا".
وبين أن "معركة سيف القدس الأخيرة أرست قواعد جديدة، وأرسلت رسائل واضحة، التقطها القريب والبعيد، بأن المقاومة ورقة رابحة، والعلاقة معها مفيدة حاضرا ومستقبلا".
وأضاف: "على هذا الأساس، فُتحت أمام المقاومة أبواب جديدة، عززت من حضور القضية الوطنية في سياقها المقاوم، بعيداً عن الاشتراطات والالتزامات المسبقة، التي تنتقص من حقوق شعبنا، وتمس من هيبة مقاومتنا وقضيتنا".
وشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على غزة، استمر 11 يوما، في الفترة ما بين 10 و21 مايو/ أيار الماضي، ما أسفر عن استشهاد وجرح المئات من الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل على العدوان بإطلاق آلاف الصواريخ تجاه المدن المحتلة.