حذر نائب في البرلمان الأردني، أمس، من اتفاقيات "سرية ومعلنة" بين الإدارة الأمريكية الجديدة وأنظمة عربية تتبنى سياسة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية حماس وتبدأ بالتجويع والحصار المتواصل، بهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وقال النائب منصور مراد لصحيفة "فلسطين": "إن كل المشاريع الأمريكية المدعومة من الأنظمة الرسمية العربية تشير إلى مؤامرة كبيرة وقرار تصفية حقيقي للقضية الفلسطينية، من خلال التطبيع مع الاحتلال والتغطية على جرائمه، والإمعان في تمزيق موارد الأمة العربية".
وشدد على أن أمريكا و(إسرائيل) تريدان ضرب مقاومة حماس وإدخالها في العملية السياسية بهدف قبولها بجزء من فلسطين، وبما يساعد على إبقاء الشارع العربي يائسا وممزقا، مشيراً إلى ضرورة أن تحافظ حماس على رئة الاتصال الرسمية العربية في ظل حاضنة شعبية واسعة تتمتع بها الحركة.
وأضاف: "أن التاريخ لم يعرف أن شعبا وصل لحقوق دون مقاومة"، لافتاً إلى أن أمريكا تتخوف من أن تؤدي حالة الحوار بين حركة حماس والشعوب العربية، إلى استنهاض الأمة العربية، وإعطاء أمل للشباب العربي.
وبشأن تنازل رئيس السلطة محمود عباس عن وقف الاستيطان كشرط للمفاوضات، رأى مراد أن عباس كرس منطق الاستسلام تحت ما يسمى بالمفاوضات، وأعطى مجالاً للاحتلال ليسرق الأرض الفلسطينية ويحاصر أهل القدس، معتبرًا أن إلغاء عباس للبندقية تحت منطق العقلانية ومفاوضة عدو مدعوم ماليا وعسكريا هو تسليم فلسطين للاحتلال.
وكان محمد مصطفى مستشار عباس كشف لموقع "بلومبرغ" الإخباري، أول من أمس، أن الأخير تخلى عن تجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، إضافة لاستعداده عن التراجع عن رفع دعوات ضد (إسرائيل) بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، ووقف التحرك الدبلوماسي الفلسطيني لدى المؤسسات الدولية.
وانتقد النائب الأردني، تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب التي قال فيها إن حائط البراق في القدس المحتلة يجب أن يكون "تحت السيادة اليهودية"، قائلاً: "إن هؤلاء لا يمثلون إلا مصالحهم الشخصية، وجميعهم أدوات لمخطط يسعى لتصفية القضية الفلسطينية".
وأكد أن سياسة السلطة في رام الله مكنت الاحتلال من محاصرة غزة والاستيلاء على الأرض وبناء المستوطنات، وأعطت حجة للأنظمة العربية بعدم الاهتمام بالقضية الفلسطينية"، مبينًا أن "قيادات السلطة لعبت دورا في تمزيق الشارع العربي مما أدى إلى تراجع حضور القضية الفلسطينية وعزلها".
وكان الرجوب قال في تصريحاته التي أثارت ردود فعل فلسطينية غاضبة، في مقابلة له السبت الماضي مع القناة الثانية العبرية، إن حائط البراق المقدس في مدينة القدس المحتلة يجب أن يكون "تحت السيادة اليهودية"، مقابل أن يكون المسجد الأقصى المبارك "حقاً خالصاً للمسلمين وللشعب الفلسطيني".
وحول عمليات التهويد الإسرائيلية في القدس، اعتبر مراد أن صمت الحكام العرب تجاه ما يحدث بالقدس يصل إلى حد التواطؤ، مشيراً إلى أن الاحتلال يستغل الظروف التي تواجه الإقليم من صراعات تصب في خدمة مخططاتها التهويدية بالقدس، وأفكاره التلمودية.
وأشار إلى أن الشعب الأردني أيضا متخوف من استمرار توسع المشروع الصهيوني في المنطقة تحت حجة مكافحة "الإرهاب"، مشددا على أن المطلوب من الأنظمة العربية أن تجري استراتيجية دفاعية تدعم صمود أهل القدس.
والجدير ذكره، أن حكومة الاحتلال عقدت، في 28 ايار/ مايو الماضي، جلستها الأسبوعية في منطقة حائط البراق بالقدس المحتلة، في حين وصفت حركة حماس ذلك التصرف بالتصعيد الخطير.
وعن مساعي الاحتلال في إنهاء الوصاية الأردنية على الأقصى، حذر مراد من أن نجاح الاحتلال في ذلك يسهل عليه تنفيذ مخطط يهودية الدولة، والقيام بعملية طرد ممنهجة للسكان الفلسطينيين، الأمر الذي له خطورة على الكيان الأردني أيضا، ويعمل على تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد أن إفشال مشروع يهودية الدولة، يعتمد على تفعيل الميثاق الوطني الفلسطيني القائم على مشروعية المقاومة بكافة أشكالها، مع وجود استراتيجية موحدة من كافة الفصائل، تنسق مع الأحزاب والقوى المختلفة في المحيط العربي، للعمل على استنهاض القضية الفلسطينية والشارع العربي.