قائمة الموقع

خان "أبو خديجة".. 60 عامًا من القبض على الجمر المقدس

2021-09-01T12:08:00+03:00
خان أبو خديجة (أرشيف)

إذا قصدت البلدة القديمة في القدس، لا بد أن تزور مقهى أبو خديجة لترتشف القهوة برائحة مقدسية، بمجرد أن تجلس فيه تعرف عراقة المكان الذي تعاقبت عليه الحقب البيزنطية، والصليبية، والمملوكية، ويبعد عن حائط البراق ثلاثة أمتار فقط.

عماد أبو خديجة صاحب المقهى الذي يقع في طريق باب السلسلة، يشرف على المكان ويحرسه كما أوصاه والده الذي ورث المكان عن جده منذ 60 عامًا: "هذا وقف إسلامي ما تفرطوا فيه".

قبل نحو أسبوع حررت ثمانية أجهزة أمنية إسرائيلية في اليوم ذاته مخالفات ضد الخان، وكلها لأسباب واهية، كما يقول أبو خديجة، من بينها وجود أنبوبة غاز داخل المحل، وعدم وجود آلة "كاشير" لتسجيل المبيعات.

يقول أبو خديجة لـ"فلسطين": "البلدة القديمة تعاني شللًا في الحركة بسبب كورونا، ومنع الإسرائيليين السائحين من الشراء من المقهى لمحاربتي اقتصاديًّا والتضييق عليَّ حتى أغلق المقهى، ومنعي من تحويله إلى مطعم".

ويشير إلى تراكم الضرائب عليه وعدم قدرته على السداد بسبب شح البيع، منها 300 ألف شيقل ضريبة "أرنونا"، و100 ألف شيقل فاتورة كهرباء وعلى إثرها رفعت شركة الكهرباء الفلسطينية قضية ضده في المحاكم الإسرائيلية تطالبه بالسداد، مستنكرًا ذلك في ظل التضييق الذي يتعرض له تجار البلدة القديمة من الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب أبو خديجة فإن مساحة الطابق الأعلى للخان تمتد على 300 متر، ويتضمن سبعة أنفاق، ويصل الخان بالمسجد الأقصى وحائط البراق وكنيسة القيامة.

ولدى سؤاله عن سبب استهداف الاحتلال للخان يقبض عليه كالجمرة، يجيب: "هناك عدة أسباب، أولها أن يبعد عن حائط البراق ثلاثة أمتار، وفي أسفله سبعة أنفاق: نفقان يصلان إلى المسجد الأقصى، وآخران إلى باب العمود، واثنان يصلان إلى حائط البراق، والأخير يصل إلى كنيسة القيامة".

وبسبب حالة الركود الكبيرة التي تعانيها البلدة القديمة، أطلق الشباب الفلسطيني المقدسي في الداخل المحتل مبادرات لإحياء ودعم وتنشيط الحركة التجارية في البلدة القديمة، كأحد سبل الدعم الاقتصادي للمدينة.

ويشير أبو خديجة إلى أن هذه المبادرات تنعش البلدة القديمة وتدعم أصحاب المحلات أمام مضايقات الاحتلال.

ويقول: "أشعر بأن الروح تعود ليس إلى محلي بل إلى البلدة القديمة، إذ تدب الحركة في الشوارع والأزقة"، لافتًا إلى أن المبادرات تتضمن قراءة الكتب، وإلقاء الشعر، والعزف على العود.

وينادي أبو خديجة بتنفيذ المبادرات يوميًّا، لتعيد الروح إلى البلدة القديمة التي تغفو غصبًا قبل أذان المغرب، إلا من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

ويحث تجار البلدة القديمة على مواصلة فتح محلاتهم لوقت متأخر حتى مع ضعف الحركة التجارية، حتى يشعر الاحتلال بوجودنا فيها.

سما قاسم شابة مقدسية تعايش الضغوطات التي تحارب تجار البلدة القديمة، وتأثير جائحة كورونا على تردي الوضع الاقتصادي، وعلى إثرها يضطرون إلى إغلاق محالهم مبكرًا بسبب ضعف الحركة التجارية.

تقول سما التي تعمل أخصائية تغذية لـ"فلسطين": "حال البلدة القديمة محزن للغاية بسبب انقطاع السياح عنها، ووجود المقدسيين فيها قليل مقارنة بوجود المستوطنين والشرطة الإسرائيلية".

وسما هي إحدى المتطوعات في مبادرة "يلا لفة" التي أطلقها شبان مقدسيون، يعملون على تنفيذ فعاليات لتنشيط الحركة في البلدة القديمة لدعم المحال التجارية اقتصاديًّا.

وتشير إلى أن تركيز المبادرة على خان أبو خديجة لخصوصية المكان التاريخية والأثرية، ومحاربته من القوى الاحتلال الإسرائيلي كافة.

وتذكر سما أنه سيتم عقد سهرات موسيقية يقدمها عازفون متطوعون، وإقامة جمعات أسبوعية في الخان، فالشباب يشعرون بأن لديهم مسؤولية عن القدس اجتماعيًّا واقتصاديًّا.

وتوصى المقدسيين والفلسطينيين بالوجود في البلدة القديمة يوميًّا ولساعات متأخرة حتى تبقى حية بأهلها.

اخبار ذات صلة