قائمة الموقع

"وجد" تتربع على رقعة الشطرنج فلسطينيًّا وعربيًّا

2021-08-31T11:40:00+03:00
وجد النتشة (أرشيف)

على رقعة الشطرنج تربعت وجد النتشة، وحققت "كش ملك" لمنافستها التي حملت في جعبتها 16 عامًا من الخبرة، مكنتها من أن تكون ملكة اللعبة لدورتين متتاليتين في بطولة فلسطين والعرب أيضًا.

وللمرة الأولى تحتل فلسطين المراكز الأولى في لعبة الذكاء العالمية، واستطاعت لاعبتها "وجد" أن تزيحها في التصنيف العربي ست درجات إلى الأمام بعد أن كانت في المرتبة الثانية عشرة.

رقعة الشطرنج أساس في بيت وجد يتنافس فيها أبوها وإخوتها أيضًا، فجميع أفراد العائلة عاشقون لتلك اللعبة.

انجذبت وجد إلى الشطرنج وقررت تعلم قواعدها، والتحقت بدورات وحضرت فيديوهات تعليمية وقرأت كتبًا تتحدث عن تكتيكات اللعبة والمناورة.

وجد (20 عامًا) من مدينة الخليل، تدرس طب الأسنان، وتعمل حاليًّا مدربة للشطرنج، ومحكمة في بعض الألعاب المحلية.

لماذا لعبة الشطرنج بالذات؟ تقول لـ"فلسطين": "الشطرنج بدأت معي كهواية وما تزال، فحبي لممارستها يأتي لعدة أسباب، أولها لأنها تحرك الدماغ وتعينه على التفكير، وفيها تخطيط، وفيها روح التنافس التي تحتاج إلى إصرار كبير واجتهاد شخصي".

وتتابع: "تعلقت بالشطرنج كثيرًا فأبحرت في تعلم هذه اللعبة بقراءة الكتب ومشاهدة فيديوهات على يوتيوب، والتحقت بدورات مكثفة لمدة عامين، كما شاركت في معسكر تدريبي لغرب آسيا مع أبطال العالم للشطرنج، وهذا الاحتكاك أكسبني الكثير من الخبرة".

بدأت وجد في إيجاد مكان لها على رقعة الشطرنج، حينما بلغت 16 عامًا بعد ستة أشهر من التدريب، ففازت ببطولات على مستوى مدينتها ومن ثم فلسطين وأصبحت الأولى فلسطينيًّا لدورتين متتاليتين.

ففي عام 2018 نافست وجد باسم فلسطين في بطولة العرب للشطرنج والتي أجريت في تونس، واستطاعت في هذه المشاركة انتزاع المركز الثاني على لاعبين يسبقونها بسنوات طويلة من الخبرة.

كانت البطولة العربية في تونس هي أول مشاركة لوجد خارج فلسطين، وفيها سيطرت عليها مشاعر الخوف والتحدي، "ولكنها لم تخلُ من إرادة بوضع اسمها على تنصيف اللعبة، فبعد أن كان صفرًا صارت الثانية عربيًّا".

وتذكر وجد أنها في عام 2019 تأهلت لبطولة سيدات ورجال العرب في الشطرنج، واستطاعت أن تحصل على أعلى نقاط للاعبة في تاريخ فلسطين ورفع تصنيف دولتها 80 نقطة، بعد أن حصدت ذهبية اللعبة.

وتنبه إلى أنها في بطولة العرب للشطرنج التي أجريت في تونس حصلت على لقب أستاذة فيدرالية في الشطرنج (wsn).

وفي عام 2020م بعد أن ضربت جائحة كورونا العالم، عقد الاتحاد التونسي بطولة على مستوى فلسطين وحصدت المركز الأولى وأعلى نقاط، وفي أواخر عام 2020 شاركت في بطولة العرب للفئات، وفازت بالمرحلة الأولى وترفعت مباشرة للمرحلة الأخيرة وحصدت المرتبة الأولى.

ولدى سؤالها عن توفيقها بين دراسة الطب والشطرنج، تجيب: "من الصعب التوفيق بين الدراسة والشطرنج، ولكن أحاول الاجتهاد على نفسي ومواصلة التعلم، لأن الشطرنج علم لا يتوقف وفي تطور دائم فيه تكتيكات وقواعد دقيقة، فهي عبارة عن ثلاث مراحل: مرحلة الافتتاح، والوسط، والنهايات، وكل قسم يدرس بطريقة معينة، والقواعد تزيد التفاصيل".

وتلفت إلى أن كل قسم يحيط به نظريات وتكتيكات وقواعد دقيقة تدرس بطريقة معينة وله كتب منفصلة، وتزداد الصعوبة كلما تقدمنا في المراحل وكذلك تفاصيل القواعد.

وعن المواقف الصعبة التي تعرضت لها وجد في لعبتها، تروي: "في أول بطولة عربية أقيمت في تونس كان الجميع متوقعًا أن يبقى تصنيفي صفرًا أو أحصل على نقطة مثل بقية اللاعبين واللاعبات الفلسطينيات من قبلي، وكثيرًا ما كانوا يرددون على مسامعي لن تفوزي أبدًا".

وتكمل: "لم أكن ألقي بالًا لكل هذا الإحباط، وأركز على رقعة الشطرنج فقط، فلم أخسر في جولات اللعبة التسع، رغم أن الجولة الواحدة كانت تستمر من خمس إلى ست ساعات، كان التعب يتملكني ولكني أجاهد حتى النهاية حتى لا أفقد تركيزي، فلم أكن متعودة هذا الوقت الكبير".

وتلفت وجد إلى أنها واجهت صعوبات منها قلة المشاركة في البطولات العربية والعالمية، وقلة عدد المدربين الفلسطينيين فيها، وندرة المعسكرات التدريبية، لأن الاحتكاك يكسب خبرات كبيرة وهذا يؤثر في مستوى اللاعب، فلاعب الشطرنج في كل العالم يحصل على راتب إلا اللاعبين الفلسطينيين.

وتعقد وجد حاليًّا دورات شطرنج وجاهية وعبر منصات التواصل المرئي عبر الإنترنت أيضًا، وتعمل كذلك على تحكيم بطولات داخلية، وتنتظر الحصول على شهادة حكم شطرنج معترف بها عالميًّا.

وتطمح وجد لنشر لعبة الشطرنج على مستوى فلسطين، متمنية أن يصل كل فلسطيني لما وصلت إليه من مراتب أولى في اللعبة.

اخبار ذات صلة