عدَّ عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة لقاء رئيس السلطة محمود عباس بوزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، تغطية على جرائم الاحتلال اليومية في مواصلة الاستيطان والهدم والتهويد.
وأوضح أبو ظريفة في حوار مع صحيفة "فلسطين"، أمس، أن اللقاء يثبت بوضوح أن السلطة لا تزال تدور بـمسار "أوسلو" والتزاماتها، عادًا ذلك تناقضا مع الإجماع الوطني المطالب بضرورة التحلل من اتفاقية التسوية وفك العلاقة مع الاحتلال وإعادة تعريفها.
وربط لقاء عباس غانتس بالرهان على ما تسمى "إجراءات بناء الثقة" مع الاحتلال.
وقال: لا تزال السلطة تراهن على "أوسلو" وإمكانية العودة إلى مفاوضات تفضي إلى إيجاد حل مع الاحتلال، مشددًا على أن "هذا وهم، وأن على السلطة الخروج منه، فالرهان على أوسلو رهان فاشل؛ لأنها مضيعة للوقت".
وأوصى بضرورة الذهاب لانتفاضة فلسطينية شاملة وصولا إلى حالة عصيان شامل في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ لإنهاء الاحتلال.
شرعنة التطبيع
وأكد أبو ظريفة رفض الكل الوطني لمثل تلك اللقاءات "التي لا تخدم سوى الاحتلال وشرعنة التطبيع، وعلى السلطة أن تدرك أن (إسرائيل) تنصلت من كل الاتفاقيات وضربتها بعرض الحائط حتى باتت - السلطة بلا سلطة - دون التنسيق الأمني والعلاقة مع الاحتلال".
واستهجن إصرار السلطة على المفاوضات "خيارًا وحيدًا للخروج من أزماتها"، داعيا قيادتها للكف عن مثل هذه اللقاءات والالتزام بتنفيذ مخرجات لقاءات المجلسين الوطني والمركزي واجتماع الأمناء العامين للفصائل في بيروت بوقف كل أشكال العلاقة مع الاحتلال بما فيها التنسيق الأمني.
مبادرة "المصري" والمصالحة
وعن مبادرة رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، لاستعادة الوحدة وإتمام المصالحة، قال أبو ظريفة: "العديد من المبادرات طرحت لكن المشكلة في التنفيذ".
وأرجع أسباب عدم تحقيق المصالحة إلى غياب توافر الإرادة السياسية، ومواصلة الاحتلال وضع "الفيتو" على ملف المصالحة والعمل على إفشالها.
وأكد أن المصالحة الوطنية بحاجة إلى تحركات جديدة تفتح المجال لحوار وطني مسؤول وشامل ينطلق من إرادة سياسية جادة.
وشدد على ضرورة الدعوة إلى عقد حوار وطني شامل من الرئيس محمود عباس، ولاجتماع الأمناء العامين للفصائل، واستثمار معركة "سيف القدس" التي رفعت مكانة القضية الفلسطينية.
وأضاف: لا بد من حوار وطني يعالج قضية الانتخابات الفلسطينية والهجمة الإسرائيلية على القدس والضفة وهدم المنازل والتطبيع العربي.
وتابع: "نحن بحاجة إلى إعادة بناء النظام السياسي، والتوافق في إطار السلطة ومنظمة التحرير، بما يمكن من إشراك الجميع فيها، وصولًا لبرنامج يتجاوز اتفاق أوسلو وبناء إستراتيجية تقوم على القاسم المشترك الذي يعتمد على قرارات المجلسين الوطني والمركزي واجتماع الأمناء العامين للفصائل في بيروت".
ودعا القيادي في الديمقراطية السلطةَ لتجاوز تلك الأعوام التي قضتها في المفاوضات والتنسيق الأمني عبر الذهاب لحوار وطني وبناء إستراتيجية للتصدي للاحتلال ومخططاته.
"ابتزاز الحاضنة الشعبية"
وفي قطاع غزة وصف الحالة الإنسانية بـ "المأساوية" نتيجة قيود الاحتلال المشددة والحصار الإسرائيلي المستمر منذ 15 عامًا.
وأكد أن الاحتلال يحاول ابتزاز الحاضنة الشعبية للمقاومة والضغط عليها، خاصة بعد انكساره في معركة "سيف القدس".
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول إيهام الرأي العام الإسرائيلي بأن الحكومة الجديدة تختلف عن سابقاتها، وأنه لا يقدم أي تنازلات لغزة.
وأكد أبو ظريفة أن استخدام الاحتلال "سياسة التنقيط والتخفيف من قيود الحصار دون الالتزام بموجبات وقف إطلاق النار، ومحاولة إلهاء غزة بمشكلاتها الداخلية، والتفرد بالقدس والضفة الغربية سيبوء بالفشل".
وتابع: "غزة رفعت شعارها أن الاستفراد بالقدس أو الضفة أو أراضي الـ48 قد انتهى"، لافتا إلى أن الاحتلال يحاول حاليا استخدام سياسة تدفيع الثمن وإلهاء الذات في غزة.
واستطرد: هذه السياسة لا يمكن السكوت عليها، وسنجابهها بشكل متدرج "وقد بدأنا -الفصائل - ذلك بالفعل خلال مهرجانات العودة والإرباك الليلي والأشكال النضالية الأخرى"، للدفاع عن حقوقنا الحياتية والإنسانية والانخراط في مشروع المواجهة الشاملة مع الاحتلال وعدوانه على حقوق شعبنا في القدس والضفة والـ48.
وشدد على أن ذلك يتطلب تأطير الحراك في إطار قيادة وطنية موحدة تديم هذا الفعل وأشكاله وأدواته.
وحذر عضو المكتب السياسي للديمقراطية الاحتلالَ من عدم الاستجابة للمطالب الجماهيرية والوسطاء، مؤكدا أنه سيتحمل النتائج ومسؤولية ما ستؤول إليه الأحداث.
ونبه إلى أن المقاومة والفصائل الفلسطينية تحاول تجنيب غزة مواجهة جديدة، "لكن إذا فرضت علينا الحرب فسندافع عن شعبنا وحقوقه الوطنية".
وحدة الوطن
وعد أن عودة فعاليات "الإرباك الليلي" قرب السياج الفاصل شرق القطاع جاءت بتوافق الكل الوطني وستكون بشكل متدرج من أجل الضغط على الاحتلال لدفع استحقاقات معركة "سيف القدس"، ولإيصال رسالة للعالم بالضغط على (إسرائيل) لتلبية حقوق غزة الإنسانية، ولدفع الوسطاء لسرعة التحرك لتنفيذ بنود وقف إطلاق النار.
ورأى أن انتقال فعاليات وحدة "الإرباك الليلي" من غزة إلى جبل صبيح في مدينة نابلس جنوبي الضفة الغربية، يثبت وحدة النضال الوطني في مواجهة الاحتلال ومخططاته لرفع كلفته لإجباره على وقف عدوانه على شعبنا وإقراره بالحقوق الوطنية لشعبنا.
وختم أبو ظريفة أن اندحار الاحتلال عن القطاع قبل 16 عامًا، كان نقطة الانطلاق لاندحار الاحتلال عن الضفة والقدس وأراضي 48، مؤكدا أن الاندحار جاء نتيجة الأداء المتقدم والمستمر للمقاومة والحالة الجماهيرية.