طالب عشرات المواطنين وممثلي الفعاليات الوطنية، المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان، للتدخل من أجل استرداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.
جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية اليوم الأحد، للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة، وسط مدينة نابلس.
وشدد المتحدثون والمشاركون في الوقفة الذين ارتدوا الأكفان على عنصرية الاحتلال وإمعانه في جرائمه، الذي يدّعي الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان، ولا يزال يحتجز جثامين الشهداء، مما يدل على غطرسة وعنجهيته.
بدوره، طالب والد الشهيدة مي عفانة بضرورة التضامن مع أهالي الشهداء، مناشدا المستوى الرسمي الفلسطيني بضرورة العمل بجدية أكثر لفضح جرائم الاحتلال في المحافل الدولية وإظهار دولة الاحتلال على حقيقتها بأنها دولة إرهابية.
وأوضح عفانة أن كل من يوهم بالسلام مع الاحتلال فليعيد النظر في تفكيره لأن الاحتلال في كتابهم المقدس لن يقبل بالسلام، وهو يريد الفلسطيني إما عبيدا لديه أو مطرودا أو مقتولا وهم يتقربون إلى الله بقتل العرب ويفتخرون بذلك.
وأشار عفانة أنه تم رفع قضية لاسترداد جثمان ابنته مي من قبل المحامين للمحكمة العليا، لافتا أن تلك المحكمة تبث في القضية مرة واحدة، وفي حال تم رفض القضية فستتحول الشهيدة إلى مقبرة الأرقام.
وذكر عفانة أنهم مستمرون في الاحتجاج ضد سياسة الاحتلال باحتجاز الشهداء، مؤكدا أنهم يعتصمون كل يوم في أبو ديس والعيزرية لمحاولة الضغط على الاحتلال للإفراج عن جثامين الشهداء.
وبيّن عفانة أن ارتداء أهالي الشهداء للأكفان من مسيرة اليوم ليقولوا للعالم أنهم ميتون طالما أبناءنا ليسوا في مقابرهم، مردفا: "ينظر إلينا الناس على أننا أحياء والحقيقة أننا نموت في اليوم مئة مرة ونحن نفكر في مصير أبنائنا الشهداء".
ووفق الإحصائيات، فان الاحتلال يحتجز جثامين حوالي (253) شهيدًا في "مقابر الأرقام"، أقدمهم أنيس دولة أحد القادة العسكريين في القوات المسلحة الثورية، التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والمحتجز منذ العام 1980.
وإمعانا في جريمته فإن الاحتلال يرفض الاعتراف بمصير (68) مفقوداً، أو الكشف عن أماكن وجودهم.
وبحسب معطيات فلسطينية، فإن قوات الاحتلال احتجزت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015 جثامين أكثر من (250) فلسطينياً استشهدوا أو أعدموا ميدانياً برصاص قوات الاحتلال، وأفرجت عن غالبيتهم لاحقا.