أعلنت 5 دول عربية موافقتها على استضافة مهاجرين أفغان في أراضيها لتسهيل نقلهم إلى دول أخرى عبر مطاراتها، عقب سيطرة حركة "طالبان" على البلاد، فيما تجنبت 17 أخرى التعاطي مع القضية.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت "طالبان" من بسط سيطرتها على معظم أنحاء أفغانستان، وفي 15 أغسطس/ آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد ووصل الإمارات، كما بدأ الآلاف بالمغادرة خوفا على حياتهم.
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طوال 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
وتزامنت سيطرة "طالبان" مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس الجاري.
وبهذا الصدد، قالت دولة قطر، الثلاثاء، إنها تعمل بشكل متواصل وحثيث مع شركائها الدوليين على إجلاء المدنيين الأفغان ومواطني الدول الصديقة والصحفيين من الأراضي الأفغانية عبر توفير عبور آمن إلى المطار ومن ثم نقلهم إلى الدوحة عبر رحلات خاصة تنظمها قطر.
وأكدت قطر، في تصريحات لمندوبها الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، علي خلفان المنصوري، أن القوات الجوية القطرية لعبت دوراً محورياً في تسريع عمليات إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين والأجانب، والأفغان، وصحفيين، من كابل.
ووافقت الدوحة التي تعتبر محطة رئيسية في إطار عمليات الإجلاء من كابل، على استقبال 8 آلاف من المتقدمين للحصول على تأشيرة الهجرة الخاصة الأفغانية (SIV) وأفراد أسرهم، وهم يقتربون من الوصول إلى هذا العدد، بحسب ما أكده موقع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الجمعة، دون صدور تأكيد قطري بالخصوص.
موافقة إماراتية
وفي الإمارات، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، الجمعة، الموافقة على استضافة 5 آلاف مواطن أفغاني تم إجلاؤهم من بلادهم في طريقهم إلى دول أخرى.
كما سهلت أبو ظبي، إجلاء قرابة 8500 أجنبي باستخدام طائراتها ومطاراتها من أفغانستان، بحسب الوزارة.
جاء ذلك بعد يومين من إعلان الوزارة أن بلادها استقبلت الرئيس الأفغاني أشرف غني، وأسرته في البلاد وذلك "لاعتبارات إنسانية".
الأردن يوافق
وفي الأردن، أعلنت وزارة الخارجية الموافقة على عبور 2500 مواطن أفغاني عبر أراضي المملكة، في طريقهم إلى الولايات المتحدة، دون أن تحدد موعدا لذلك، أو ما إذا كانوا قد مروا في وقت سابق أم لا.
تسهيل بحريني
فيما أعلنت البحرين، في بيان أصدرته وزارة خارجيتها، السبت، أن المملكة ستسمح باستخدام مطاراتها لتسهيل عمليات الإجلاء من أفغانستان.
وأكدت أن المنامة "بموقعها الجغرافي ومسؤولياتها الأخلاقية تسهم إلى جانب الشركاء الدوليين في دعم جهود الإغاثة في أفغانستان وتسهيل العملية من خلال السماح للرحلات الجوية باستخدام موقع المملكة كنقطة عبور".
وأعقب هذه الخطوة، تسيير شركة طيران الخليج البحرينية، الأحد، أول رحلة تجارية إلى الولايات المتحدة، ضمن عمليات الإجلاء المتعلقة بأفغانستان، حسبما أفادت وكالة أنباء البحرين "بنا".
الكويت توافق
أما في الكويت، فأعلنت وزارة الخارجية، الأحد، أن موافقة الحكومة على عبور 5 آلاف أفغاني ممن سيتم إجلاؤهم من أفغانستان في طريقهم إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد لذلك.
وذكرت الوزارة في بيان، أن هذه الموافقة تأتي "استمرارا لدور الكويت الإنساني، الداعي إلى أهمية تأمين المرور الآمن للدبلوماسيين والرعايا الأجانب، وتيسير عمليات الإجلاء من أفغانستان".
في حين لم تصدر مواقف عن 17 دولة عربية أخرى حول استقبال أو تسهيل نقل مهاجرين أفغان، حتى ساعة نشر التقرير.
ومنذ أغسطس/ آب الجاري، أشرفت الولايات المتحدة على إجلاء قرابة 58 ألفا و700 شخص من كابل، وسيتم توزيع العديد منهم في مرافق احتجاز مؤقتة حول العالم، وفقا لتصريحات البيت الأبيض، الثلاثاء.
وأواخر يوليو/ تموز الماضي، صدق الكونغرس الأمريكي على تشريع طارئ لزيادة عدد تأشيرات الدخول للأجانب الذين تعاونوا مع قوات الولايات المتحدة في أفغانستان.
وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة، في سبتمبر/ أيلول من ذلك العام، قبل أن تتمكن الحركة مؤخرا من إعادة سيطرتها على البلاد.
شارك في إعداد التقرير: ليث الجنيدي ـ إبراهيم صالح ـ عبد الرزاق بن عبد الله.