وسط حالة من الحزن والغضب شيعت جماهير محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، جثمان الشهيد فادي ابراهيم النجار (36عامًا) والذي ارتقى برصاص الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس.
استجاب النجار من سكان بلدة بني سهيلا، والذي يعمل شرطي مرور، لدعوة الحراك الوطني لكسر الحصار عن قطاع غزة، وانطلق إلى بلدة خزاعة شرقا، عند نقطة التماس مع الاحتلال.
وقدم روحه رخيصة في سبيل فك الحصار الظالم على قطاع غزة منذ عشرة سنوات، عايش السكان فيها عدوان الاحتلال وظلمه بهدف رفع الراية البيضاء وتسليم سلاح المقاومة، الأمر الذي رفضه الشهيد فادي وأهالي القطاع.
وردت العائلة على استهداف نجلها برسالة قوية ونارية "نحن كلنا مشاريع شهادة" صدحت بها احدى النسوة على هامش تشييع جثمان فادي، وصرخت "حسبي الله ونعم الوكيل على كل من يحاصرنا، على الاحتلال المجرم وأذنابه العرب".
وتابعت: "أرواحنا نقدمها فداء كرمال فلسطين والقدس والأقصى، ولن نتخاذل ولن نتراجع، وسنقدم أبناءنا فداء للوطن والمقدسات والأرض المباركة"، مضيفة: "ندرك أننا في أرض الرباط إلى يوم الدين".
وترك الشهيد النجار خلفه زوجته وخمسة أطفال، أكبرهم ضحى التي لم تتجاوز الـ11 من عمرها، خرجت من فمها كلمات عفوية موجعة ومؤلمة في وداع والدها.
ورَوَتْ شقيقته أماني الساعات الأخيرة قبل استشهاده، موضحة أنه عاد من عمله في شرطة المرور، وجلس في البيت صامتا ينظر إلى من حوله، وكان أمره مستغربا.
وقالت: "أخذ حماما وخرج إلى الحدود تلبية لدعوة الحراك الوطني لكسر الحصار، واصطحب معه ابنه الوحيد الذي أصر أن يرافقه"، مضيفة: "نبأ استشهاده نزل كالصاعقة علينا، لكننا سجدنا لله شكرا، وحمدنا الله أن أكرمه الشهادة في أيام فضيلة".
وذكرت النجار أن فادي منذ نحو شهر التصقت كلمة الشهادة في سبيل الله بلسانه، عندما مكث في المستشفى على إثر مرض ألم به، قائلة: "تصرفاته كانت غريبة قبل استشهاده بأيام، خاصة أنه عَيّد على كل العائلة من كبيرها لصغيرها، فقالت له الوالدة لماذا تعيد قبل العيد؟، فقال إنه يشعر بأنه سيكون ميتا قبل العيد لذلك يريد أن يفرح الأطفال قبل رحيله".
تابعت: "ربنا يصبرنا وينتقم مِنْ كل مَن أسس لهذا الحصار الظالم من اليهود وأعوانهم، وإننا إن شاء الله منتصرون بإرادتنا وعزيمتنا رغم ضعفنا وتآمر القريب والبعيد علينا".
وأضافت النجار: "خرج فادي ليقول لا للحصار فكان مصيره الموت، ونحن من بعده لن نستسلم وسنجتث العدو من أرضنا".
وشارك في الموكب الجنائزي المهيب حشود المواطنين وقيادات العمل الوطني والإسلامي، وعناصر من الأجهزة الشرطية، انطلقوا بجثمان الشهيد النجار من منزله بعد إلقاء نظرة الوداع عليه، ثم إلى مسجد حمزة في بلدة بني سهيلا ثم إلى المقبرة لمواراة جثمانه الثرى.
ورفع عناصر من الشرطة إكليلا من الورد كتب عليه "شهداء الشرطة للقدس منارة".
وزف الحراك الشبابي في فلسطين في بيان صحفي، شهداء الوطن وعلى رأسهم الشهيد الثائر فادي النجار، الذي ارتقى مساء الثلاثاء خلال المواجهات الشعبية على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس، والشهيد أحمد طه من بلدة كفر قاسم والذي استشهد في المواجهات الليلة الماضية في الداخل المحتل.