فلسطين أون لاين

تقرير مختصان: "سيف القدس" فرضت معادلة "القدس ليست وحدها"

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

أكد مختصان في شؤون القدس أن المقاومة في غزة غيرت من موازين القوى في مدينة القدس وأصبحت الظهر الحامي الذي تستند إليه المدينة وسكانها عند اشتداد الضغوط عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر أن المقاومة لطالما كان لها دورها في تعزيز صمود المقدسيين على مدار السنوات الماضية، إلا أن معركة سيف القدس أكدت للجميع أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة.

وبيّن في حديث لـ"فلسطين" أنه كلما اشتدت الأحداث في المدينة المقدسة وزاد الاضطهاد للمصلين والمسجد الأقصى فإن الأنظار تتطلع لموقف المقاومة، إذ أصبح الاحتلال يدرك أن القدس والأقصى رقم صعب عليه، وأن ما جرى في معركة سيف القدس مع الاحتلال رفع معنويات المقدسيين كثيرًا.

وقال خاطر:" إن المقدسيين سابقاً كانوا يتعاملون مع اضطهادات الاحتلال وكأنهم وحدهم في الميدان ولكن بعد معركة القدس، ارتفعت المعنويات ارتفاعًا غير مسبوق، واختلفت مواجهة جرائم الاحتلال، إذ رأينا عشرات المواقف بعد ذلك تعكس روح التحدي والاستخفاف بجرائم الاحتلال رغم استمرار سياساته".

وأشار إلى تغير تفاصيل كثيرة في المعادلة وأن الاحتلال أصبح يحسب حسابات أخرى خارج مدينة القدس، حيث إنه إذا صعّد في القدس فتجد عينًا له على القدس وأخرى على غزة والمقاومة التي فيها.

وأضاف خاطر:" في شهر رمضان الماضي وبعد انتهاكات الاحتلال ضد المدينة لم نجد سوى المقاومة بغزة لتقف معنا، وبمجرد تدخلها أعلنت أن المسجد الأقصى خط أحمر، وهو ما غير في سياسات الاحتلال التي أصبحت تحسب ألف حساب لأي تصرف قبل أن تقوم به تجاه الأقصى والمقدسيين".

ولفت إلى أن الاحتلال أصبح يصطدم بمعنويات عالية عند المقدسيين رغم محاولاته على مدار السنوات الماضية كسرها وتحطيمها، إلا أنه يُفاجأ اليوم بعودتها لأفضل حالتها؛ ما يشكل تحديًا خطرًا له، وقدرة على استئناف جولات جديدة للصراع والمواجهة دون استسلام وعجز.

وأوضح خاطر أن المقاومة تدرك هذه الحقائق، والمقدسيون يعتقدون بأن ما حدث في سيف القدس ليس حدثاً عابراً وانتهى بل هو بداية جديدة للتعامل مع الاحتلال في المدينة المقدسة، وأن تستمر لغة القوة لأن الاحتلال لا يفهم غيرها.

علاقة قديمة

من جانبه، أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي أن العلاقة مع المقاومة في قطاع غزة لم تبدأ بمعركة سيف القدس ولم تنتهِ بها، بل هي علاقة مستمرة منذ زمن، حيث إن عبارة "أبو عبيدة في الطريق إليكم" أو "اذهب إلى غزة" التي يقولها أطفال القدس لشرطة الاحتلال التي تقف على بوابات المسجد الأقصى ليست جديدة.

وأوضح في حديث لـ"فلسطين": أن هذه العبارات أصبحت شعارات تردد في مواقف كثيرة من أجل كسر عين جنود الاحتلال وإظهار أن المقدسيين رغم أنهم عزل وأن الاحتلال قد يستفرد بهم فإن ظهرهم محمي بالمقاومة في قطاع غزة.

وبين الهدمي أن حماية المقاومة في قطاع غزة لظهر للمقدسيين أمر قديم، ولكنها برزت في معركة سيف القدس، فحماية الظهر أمر كان يشعر به المقدسي طيلة الوقت ويعي أن مقاومة غزة ليست لها وحدها حتى وإن كانت في السابق لنصرة غزة لظروفها الصعبة.

ونبه إلى أن المواقف والمحطات التي انتصرت فيها المقاومة للقدس والأقصى كثيرة وليست محددة بل هي مسيرة طويلة من الشعور بأن الظهر محمي، والمعركة الأخيرة عززت هذا الشعور بأن المقاومة كبرت وخرجت من حدود القطاع وفرضت قواعد جديدة؛ ما عزز الأمل بأن المقاومة تنمو وتكبر وتتوسع بأن تتحدث بكل مصالح الشعب الفلسطيني.