فلسطين أون لاين

مناجم أفغانستان تفتح شهية المستثمرين الأجانب

...

لا تزال الأراضي الأفغانية الغنية بالنحاس والبوكسيت والمعادن النادرة غير مستغلة حتى الآن، ويبدو بحسب تقرير نشرته صحيفة لوتون السويسرية، أن الشركات الصينية الأقرب إلى استغلال هذه المناجم بسبب التقارب بين الصين وطالبان.

على بعد 35 كلم جنوبي العاصمة كابول، يقع موقع أيناك الأثري، الذي لا يزال يحتضن بقايا الأديرة البوذية التي شيّدت في القرنين الثالث والرابع. ويعدّ هذا الموقع، الذي يعتبر مشروع منجم نحاس، ثاني احتياطي للنحاس في العالم لكنه متوقف عن العمل منذ سنوات.

وتم توقيع عقد استغلال هذا المنجم في 2008، لكن أولى عمليات التنقيب لم تتم إلا بعد 2015، لتتوقف بعدها بأمر من الحكومة الأفغانية التي كانت حينها تحت النفوذ الأميركي، لكن عدم الاستقرار السياسي واللا أمن لم يشجع الشركات على مواصلة عملها.

وكانت الشركة الصينية العملاقة MCC فازت بحق استغلال منجم أيناك لمدة ثلاثين عاما مقابل 3 مليارات دولار. ووفق صحيفة غلوبل تايمز الصينية، ينتظر أن تستأنف هذه الشركة عملها، متى استقر الوضع الأمني في أفغانستان وتم الاعتراف بحكومة طالبان دوليا.

وعلاوة على MCC، أبدت عدة شركات صينية استعدادها للعودة، بعد أقل من أسبوع من مغادرة الأميركيين للأراضي الأفغانية وسيطرة طالبان على السلطة.

قدرات هائلة

وبحسب تقرير نشره معهد الدراسات الجيولوجية في الولايات المتحدة في يناير 2021 فإن أفغانستان تملك مناجم بوكسيت ونحاس وحديد وليثيوم ومعادن نادرة، لكن عدم الاستقرار الأمني والسياسي لم يشجع شركات التعدين المهتمة بهذه الثروات على الاستثمار في أفغانستان.

ونقلت الصحيفة عن الشركة السويسرية العملاقة في مجال التعدين «غلينكور» قولها إن تنظيم طالبان يستغل مناجم الحجارة النفيسة بطريقة تقليدية. ووقعت خلال السنوات السابقة عدة عقود امتياز مثل عقد إيناك مع شركات أجنبية لكنها لم تنفذ.

وقدّر تقرير مشترك أُعد من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في 2013، قيمة الثروات المنجمية التي تمتلكها أفغانستان بتريليون دولار.

ورغم أن الصين لم تعلن أي نية بشأن العودة للاستثمار في أفغانستان مثلها مثل باكستان، إلا أنها تعد من بين المستفيدين المحتملين من سيطرة طالبان على السلطة بحسب لوتون، ففي 28 يوليو الماضي استقبل وزير الخارجية الصيني وانغ يي في شمال الصين رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبد الغني بارادار.

وتحدث الجانبان وفق لوتون عن ضرورة تهيئة بيئة مناسبة للاستثمار في أفغانستان، إذ عبر الوزير الصيني عن رغبة بلاده في صنع السلام ثم لعب دور مهم في التطور الاقتصادي للبلاد.

وهذا الأسبوع أكدت مجلة فوربس الأميركية أن بناء ممر بين الصين وباكستان في إطار مشاريع طرق الحرير يتقدم، وأن هذا الممر يجتاز أفغانستان. ولهذا يبدو من غير المفاجئ أن تدعم بيكين طالبان بحسب المجلة الأميركية.

ووفق غلوبل تايمز ليست فقط شركة MCC من تنتظر العودة إلى أفغانستان، إذ ان العديد من الشركات الصينية منخرطة في مشاريع البنية التحتية هناك، بينها شركة بيتروتشانا التي فازت في 2011 بمناقصة، ووقعت عقدا لمدة 25 عاما لاستغلال حقل فرياب النفطي شمالي البلاد وحقل ساريبول في شمالي غرب أفغانستان، لكن المشروع متوقف ولم ينفذ منذ ذلك الحين.

إنتاج الكهرباء

وأما المجال الأهم الذي ينتظر أن يشهد تعاونا بين الصين وأفغانستان فهو إنتاج الكهرباء، إذ أجرى كونسورتيوم مكون من شركات صينية مطلع هذا العام مفاوضات مع الجانب الأفغاني، لاستثمار 400 مليون دولار في مشروع إنتاج الكهرباء من الفحم.

ولفتت لوتون إلى أن مجموعة من العمال الصينيين ذهبوا إلى أفغانستان، لكنهم عادوا أدراجهم بسرعة بسبب الوضع الأمني.

وقال محلل سياسي صيني يقيم في سويسرا للصحيفة ذاتها: «بينما كانت الولايات المتحدة والدول الاوروبية، منشغلة بترحيل مواطنيها من كابون، بقي الصينيون للمشاركة في العملية الانتقالية، لأن مصلحة بكين أمنية قبل كل شيء ثم اقتصادية».

وأكدت الصين التي تتقاسم مع أفغانستان حدودا بطول 76 كلم، أكثر من مرة، عزمها الاستثمار في تطوير البلد الجار، على أن تقطع كابول علاقاتها مع الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية القريبة من الانفصاليين الأيغور في إقليم تشيجيانغ.      

المصدر / وكالات