أكد حقوقيان فلسطينيان أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس إرهاباً منظماً بحق الشعب الفلسطيني، وهو مستمر منذ عام 1948، داعين إلى مواجهته بتعظيم الاشتباك الشعبي والدبلوماسي والقانوني مع الاحتلال، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية.
ووافق أمس 21 أغسطس/آب اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، وهو يوم أقرته الأمم المتحدة من أجل تذكر ضحايا الإرهاب والناجين منه وإحياء ذكراهم والتضامن مع من لا يزالون يعانون الأذى البدني والنفسي بسبب الأعمال الإرهابية التي تمارس ضدهم.
وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن الاحتلال قتل أكثر من 100 ألف فلسطيني منذ النكبة، واعتقل مليون شخص آخر، وشرد أكثر من 800 ألف من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948.
إرهاب دولي
وقال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، صلاح عبد العاطي: إن "الاحتلال يمارس إرهاباً دولياً منظماً بحق الشعب الفلسطيني مستمراً منذ عام 1948م، ضاربًا بعرض الحائط كل القرارات التي تضمن الحق الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة".
وأضاف عبد العاطي في حديث لـ "فلسطين": إن "الإرهاب الإسرائيلي الذي يتنكر للحقوق الفلسطينية سبب معاناة فائقة للفلسطينيين، وهو ما يتطلب محاسبة دولية من المجتمع الدولي على جرائمه وإرهابه المنظم بحق الشعب الفلسطيني وصولاً إلى إنهائه".
وشدد على أن مواجهة الإرهاب الإسرائيلي تحتاج إلى تعظيم الاشتباك الشعبي والدبلوماسي والقانوني مع الاحتلال، وإنهاء حالة الانقسام، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية.
من جانبه أكد مدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" د. عمر رحال أن الاحتلال هو أحد أشكال الإرهاب، فهو مارس على مدار السنوات الماضية عمليات قتل، وأسر، وتدمير، وسرقة الأراضي، إضافة لحصار ما يزيد على مليوني إنسان في قطاع غزة دون وجه حق.
وقال رحال في حديث لـ "فلسطين":" إن الاحتلال يستهدف الآمنين ويقصف البيوت على رؤوس ساكنيها ويستخدم أسلحة محرمة دولياً، ويمارس إرهاب دولة منظما بتغطيته أفعال المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "إن القانون الدولي واضح خاصة فيما يتعلق بالاستيطان الذي هو جريمة حرب مستمرة وهذا الملف يمكن أن يُقدم للمحافل الدولية ويُظهر من خلاله مدى إرهاب الطرف الإسرائيلي بحق الأرض والإنسان الفلسطينيين".
وشدد على أن عدم تمكين الفلسطينيين من حق تقرير المصير واستمرار (إسرائيل) باحتلال الأرض هو نوع من الإرهاب المستمر، إضافة لإدارة ظهرها لجميع القرارات الأممية التي ضمنت الحق الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في الأرض التي يعيش عليها.
ولفت رحال إلى أن الطرف الفلسطيني مقصر في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي وأن عليه قبل كل شيء إعادة ترتيب أوضاعه الداخلية على المستوى السياسي، والمجتمعي والاقتصادي، وذلك من أجل مواجهة إرهاب الاحتلال، مشدداً على أن الجميع مطالب بالمشاركة في هذا الترتيب بدءاً من السلطة الفلسطينية، والفصائل، ومؤسسات المجتمع المدني، وغيرها.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت هذا اليوم بدعم من الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان بهدف تكريم ودعم ضحايا الإرهاب والناجين منه، ودعم حقوق الإنسان وسيادة القانون محلياً ودولياً.