فلسطين أون لاين

في ذكرى الاندحار الإسرائيلي عن القطاع

من غزة إلى بيتا.. الفلسطينيون يخوضون تجربة دحر الاحتلال مجددًا

...
غزة-نابلس/ أدهم الشريف:

يحيي الفلسطينيون في هذه الأيام ذكرى الاندحار الإسرائيلي عن قطاع غزة عام 2005، الذي شكل حدثًا مفصليًّا في تاريخ القضية الفلسطينية يحفز أهالي الضفة الغربية إلى خوض التجربة بأقل الإمكانات ضمن فعاليات المقاومة الشعبية، كما حصل في قرية بيتا قضاء نابلس، في شمالي الضفة المحتلة.

ويخوض الأهالي هناك معركة مقاومة بأقل الإمكانات لدحر المستوطنين عن جبل صبيح، ومن قبله جبل العرمة منذ سنوات، مستفيدين من تجربة المقاومة الشعبية في قطاع غزة التي تعددت أشكالها.

وبلدة بيتا تتبع محافظة نابلس، تقع على بعد 13 كم جنوب، شرق المدينة.

وأوضح منور بني شمسة، أن مزاعم يهودية ومعتقدات دينية بأن بقايا "هيكل" توجد أعلى جبل العرمة، دفعت المستوطنين لاقتحام الجبل ومحاولة وضع العيد عليه وإقامة بؤرة استيطانية.

لكن ذلك لم يرُق لأهالي القرية، كما يقول بني شمسة لـ"فلسطين"، ووقف الجميع وقفة رجل واحد في مواجهة المخطط الاستيطاني الجديد وطرد المستوطنين.

على إثر ذلك اندلعت مواجهات بيت قوات الاحتلال التي رافقت المستوطنين لتأمينهم، واستمرت المواجهات أكثر من 4 أشهر مستمرة ليل نهار، في عام 2019، استشهد فيها شاب يبلغ عمره (21 عامًا)، وطفل عمره (16 عامًا).

وقال: بعد معركة طويلة نجح الأهالي في إجبار المستوطنين على ترك جبل العرمة رغم الحماية المشددة التي وفرها جنود جيش الاحتلال، ونجح الأهالي في إنشاء مجمع ومسجد أعلى الجبل، وأصبح مزارًا للمواطنين الفلسطينيين هناك.

ونفس التجربة تكررت في جبل صبيح، الواقع بين 3 قرى فلسطينية: قبلان ويتما وبيتا، جنوب نابلس.

وتعود ملكية الجبل لفلسطينيين من القرى الثلاث، وهو امتداد طبيعي لسلسلة الجبال الساحلية في مدينة نابلس، ويبلغ ارتفاع قمته 570 مترًا، كأعلى قمة في نابلس.

وأوضح بني شمسة، أن المواطنين الفلسطينيين هبوا مجددًا بعد محاولة مستوطنين بحماية جيش الاحتلال السيطرة على قمة الجميل لإقامة بؤرة استيطانية بعد فشلهم في السيطرة على قمة العرمة.

وأضاف، أن جهود المواطنين توحدت في مواجهة المستوطنين وجنود الاحتلال، وقد خاضوا جميعًا المعركة، ونجحوا في طرد المستوطنين ولم يبقَ خلفهم سوى بضع حاويات تاركين إياها بعد أن فروا أمام اندفاع الموطنين لدحرهم.

لكن ذلك كان له ثمن باهظ، إذ يشير بني شمسة إلى أن 10 شهداء سقطوا خلال تصدي المواطنين للمستوطنين في جبل العرمة وجبل صبيح، بينهم 8 شهداء في 106 أيام، غالبيتهم في أحداث جبل صبيح.

ويشير إلى أن المقاومة الشعبية كانت سبيل المواطنين في التصدي للاحتلال كالمقاومة الشعبية التي استخدمت بغزة وإلى جانبها المقاومة العسكرية.

وقال الخبير في الشؤون العسكرية اللواء واصف عريقات: إن "اندحار الاحتلال حصل رغم رغبة الاحتلال بالبقاء، وهو لم ينسحب طوعًا بل أجبر على ذلك".

وعدَّ عريقات في تصريح لـ"فلسطين"، أن اندحار الاحتلال من كامل قطاع غزة سيطبق على فلسطين المحتلة كلها، وقد عزز معنويات الشعب الفلسطيني وثقافة المقاومة عنده.

وأكد أن ذلك يؤكد أن المقاومة ستبقى عنوانًا، ومهما بلغت التضحيات والعطاء، ستكون نتيجتها هزيمة الاحتلال ودحره عن الأراضي المحتلة.

وكذلك أوصل اندحار الاحتلال من غزة، رسالة لكل إسرائيلي "أنه لا يمكن لأي احتلال البقاء للأبد، والاحتلال زائل مهما طال الزمان، وهي تمثل كيًّا للوعي الإسرائيلي الذي يعتقد ويكرس مقولة أن فلسطين أرض الميعاد، فهذا غير موجود وغير صحيح".

المصدر / فلسطين أون لاين