فلسطين أون لاين

مختصون يطالبون بتطوير الخطاب الإعلامي المتعلق بالقدس

...

أكد إعلاميون ومختصون وسياسيون على ضرورة تطوير الخطاب الإعلامي بما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى باتجاه مخاطبة العالم الغربي، واستثمار مواقع التواصل الاجتماعي، وتفعيل خطة مستمرة لإبقاء ديمومة دعم أهل مدينة القدس المحتلة.

وأجمع المشاركون في ورشة عمل نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية – مكتب فلسطين، اليوم الخميس، في ذكرى إحراق المسجد الأقصى، تحت عنوان "دور الإعلام في معركة القدس والمسجد الأقصى"، على "أهمية الحفاظ على نتائج معركة سيف القدس التي نجحت، كون أن عنوانها الأبرز كان القدس المحتلة"، وضرورة تطوير الأدوات والعمل خارج الصندوق لصالح القدس.

القدس .. عنوان الصراع مع الاحتلال

وأكد مسؤول مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باسم نعيم، أن قضية القدس هي قضية مهمة للمسلمين والمسيحيين، ويجب "أن تكون العنوان الأبرز للصراع مع الاحتلال"، لافتًا الانتباه إلى أنه عندما تركزت عناصر الصراع بعيداً عن القدس تراجعت القضية.

واستذكر نعيم معركة سيف القدس التي كان مجرد عنوانها القدس، فهبَ الشعب الفلسطيني هبةً واحدةً، بكل فئاته.

ولفت إلى أنه لتسريع إنهاء وجود الاحتلال، يجب إعادة النظر في مكانة القدس ميدانياً وفعلياً في الصراع مع الاحتلال.

ودعا نعيم، إلى ضرورة أن يكون هناك فرصة لتسليط الضوء على ماذا قدم لأهالي القدس لتثبيتهم على الأرض والمحافظة على المقدسات والصمود.

وأكد أن الفلسطينيين عموماً والجهات الرسمية خاصة، "مقصرةٌ في ممارسة الدور المطلوب لحماية القدس في الميدان والتفاصيل والمواطن بكل متطلبات حياته"، مشيداً بوجود طاقات شبابية فردية استطاعت أن تشكل أزمة للاحتلال الإسرائيلي، وطالب بالتركيز على قضية القدس.

تصدير الرواية العربية إلى الغرب

بدوره، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أن المساس بالمسجد الأقصى والقدس المحتلة، بات صاعق لأي تفجير قادم، وقد يؤدي لحرب إقليمية شاملة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وتيرة مرتفعة من التركيز المستمر على ما يجري في مدينة القدس.

ولفت شهاب إلى أن مواجهة الاحتلال تبقى في رأس أولويات المقاومة، داعياً إلى صنع معادلة إقليمية تحمي هذه المقدسات، وشدد على أن حماية المقدسات مهمة كل محور المقاومة، وليس فقط الفلسطينيين.

وأكد أن حريق المسجد الأقصى لم يرتبط بلحظته، فالحريق مازال مشتعلًا، والمعركة في أوجهها في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن معركة "سيف القدس" الأخيرة أحدثت علامة فارقة في طبيعة أدوات الصراع مع المحتل، فكانت متميزة في عنوانها وأهدافها، وكانت لأجل القدس، فأحدثت حالة من الوعي لدى العالم العربي والدولي، واختراق في جبهة الاحتلال.

وأشار شهاب إلى أن الاحتلال حاول بعد انتهاء معركة سيف القدس، تغييب أهداف معركة سيف القدس، لذا يجب الحفاظ على وتيرة مرتفعة من التركيز المستمر على ما يجري في مدينة القدس.

كما شدد على أهمية الحفاظ على نتائج معركة القدس التي حققت نتائج مهمة على الصعيد الفلسطيني العربي الدولي وأهل القدس، والحفاظ على القدس كقضية لا يعلوها أي قضية، ولا يمكن تحريك أي قضية بدون القدس.

ودعا شهاب، إلى ضرورة الاهتمام بالإعلام الأجنبي، وتصدير الرواية للإعلام الأجنبي، حاثاً كليات الصحافة والإعلام في فلسطين، تصدير الرواية بلغات مختلفة في العالم، وأن يجعل طبيعة ما يجري في فلسطين، عبر "السوشيال ميديا" لا يقف عند قضية هنا أو هناك.

وأشار شهاب إلى خطورة ما يجري في الوقت الحالي من تسريب الأراضي في القدس المحتلة، مشيداً بمبادرات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في فضح المسربين بالأسماء.

الإعلام الاجتماعي مهم ويجلب التضامن

من ناحيته، أكد منسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية –مكتب فلسطين، صالح المصري، أن "وحدة الفلسطينيين تجلت في معركة سيف القدس للمرة الأولى حجم تعاطف كفلسطينيين عرب دولي، في معركة سيف القدس (ديني، عقائدي، روحي) لكل العالم انطلاقا من أهمية مدينة القدس".

واعتبر المصري أن قضية القدس موضوع حيوي يحتاج لخطة عمل لكي لا يكون الموضوع موسمياً، داعياً لخلق استراتيجية دائمة للعمل، وتطوير الخطاب الإعلامي المتعلق بالمسجد الأقصى.

كما انتقد المصري تناول قضية المسجد الأقصى في الإعلام المحلي والعربي والدولي من ناحية ثورية ومقاومة فقط، داعيا إلى الاهتمام بالاعلام الإنساني وعدم تغييب أنسنة القضية كالتهجير والطرد والاستيطان، لافتًا الانتباه إلى أهمية إبراز القصص الإنسانية التي من شأنها تحريك العالم، ونوه إلى الناشطة منى الكرد التي ركزت في الإعلام الاجتماعي على القضايا الإنسانية.

ودعا المؤسسة الرسمية الفلسطينية إلى تطوير خطابها إزاء المدينة المقدسة، وتحديث دائم لما يجري من اقتلاع للفلسطينيين، وحجم الاستيطان، لافتاً إلى أن كثير من الأرقام والاحصائيات تغيب عن الإعلاميين.

ولم يغفل المصري أهمية الاعلام الاجتماعي، الذي برز واضحاً في كل معارك الفلسطينيين خلال السنوات الأخيرة، وتحريك القضية في الساحات الدولية والعالمية والعربية، باعتباره أداة قوية كفلسطينيين، حيث أن بعض التغريدات وصلت لـ40 مليون شخص في العالم، وبين أن العالم يذهب باتجاه الصورة والفيديو والعناوين القصيرة.

إبراز البعد الإسلامي للقضية

أما مدير مركز أطلس للدراسات والبحوث عبد الرحمن شهاب، فشدد على أن الإعلام يجب أن يكون محرك للمجتمع ولقضية القدس المحتلة تحديداً، وتعزيز ثقافة الجيل بما يتعلق المسجد الأقصى، والبعد الإسلامي والإعلامي الذي يخاطب القضية، والتعاطف مع القضية.

ونوه إلى أهمية أن تكون قضية القدس موجودة في البرامج السياسية والثقافية والدينية والترفيهية في الإعلام والحديث مستمر ليس فقط في مناسبة بعينها، وعدم التحرك إلا في وقت موسمي.

أما الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق، فأشار إلى مشكلة التباين في المواقف بين موقف السلطة والفصائل، والذي أدى لانقسام في الخطاب الإعلامي، فهناك من يروج لرواية السلطة وأخرى تروج للمقاومة، الأمر الذي يؤدي لإضعاف الرواية الفلسطينية.

ودعا لتوجيه الخطاب التعبوي للعالم الدولي والغربي، بحيث يكون مختلفاً عن الخطاب المحلي والمجتمع العربي.

من ناحيته، أكد الإعلامي عبد الناصر أبو عون، أن تأثير إحراق المسجد الأقصى مازال مستمراً في الساحة الفلسطينية، داعياً إلى تخصيص برامج داعمة للقدس والمسجد الأقصى، وخطة مستمرة لإبقاء ديمومة الدعم وتطوير الأدوات والعمل خارج الصندوق لصالح القدس.

ورأى أبو عون، أهمية تكثيف الحديث عن المسجد الأقصى، واستخدام كافة مواقع التواصل الاجتماعي عبر الصور والفيديو لسهولة وصولها للعالم في كافة أصقاع العالم.

بدوره، شدد مؤمن عزيز القيادي في حركة المجاهدين على أن القدس عنوان المرحلة والصراع، وهي جزء من العقيدة لا يمكن التفريط بذرة تراب منها.

وأكد أن دور الإعلام يبرز في إظهار الأهمية للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى، استراتيجية لأي خطة إعلامية تضعها المؤسسات الإعلامية بكافة سياساتها.

 

المصدر / فلسطين اون لاين