قائمة الموقع

شبان غزيون يروون تجاربهم مع "العملات الرقمية".. فهل تستحق المغامرة؟

2021-08-19T13:38:00+03:00
صورة تعبيرية

قبل سنوات عديدة نصحه أحد أصدقائه بشراء قطعة "البيتكوين" بمبلغ 100 دولار آنذاك، فسأل صديقه قبل وضع المبلغ في شيء يسمع عنه أول مرة هل العملة ملموسة؟ فكانت الإجابة بالنفي دافعًا للسخرية من الأمر، لكنه لم يتخيل أن تسجل القطعة الواحدة رقمًا قياسيًّا بنحو 65 ألف دولار، على حين يبلغ سعرها قرابة 46 ألفًا، رقم لا يستطيع الاستثمار فيه.

وكي لا يقع في الخطأ نفسه يستثمر الشاب محمد شويدح في أكثر من عملة ناشئة يتوقعُ صعودها على غرار "البيتكوين"، فاستثمر في عملة "الداج كوين" حينما كانت سعر القطعة أقل من سنت، وارتفعت حاليًّا إلى 35 سنتًا (100 سنت تساوي دولارًا أمريكيًّا واحدًا).

ولا ينفك شويدح يتابع حركة العملات الرقمية على منصة التداول (Binance)، يراقبُ مؤشر منحنى العملات ما بين صعود وهبوط، يتحين الفرص لأي نزول سريع يسمح له بشراء قطع رقمية.

يقول وفي يده هاتفه النقال الذي يعج بتطبيقات العملات الرقمية ومنصات التداول، مركزًا على مراقبة عملات مثل: (كردانو، وشيبا، وICP): "استثمرت في العملات الرقمية قرابة 10 آلاف دولار، ولا شك أن نسبة المخاطرة عالية؛ فهي سريعة الارتفاع والهبوط ومتقلبة الأسعار".

ورغم ما يذكره يعتزم شويدح دفع ألف دولار لشراء قطع "شيبا" يُعتقد أن "مستقبلها باهر"، ويلفت إلى أن عمله في العملات الرقمية يقوم على المضاربة، قائلًا: "أنا لست مستثمرًا، وإنما أشتري بسعر رخيص وأبيع بسعر مرتفع في اليوم نفسه، أي صفقة سريعة وعاجلة (...) وآخر صفقة قمت بها الأسبوع الماضي بعملة TLM، وحققت ربحًا فيها وصل إلى 80%، بعدما اشتريتها بستة وعشرين سنتًا ارتفعت إلى أربعة وثلاثين".

أسواق متعددة

أما أحمد الترك (30 عامًا) فعرف الطريق إلى العملات الرقمية من وجوده الدائم على الإنترنت حيث يعمل في تصميم مواقع الويب، إذ اكتسب خبرة في المجال أهلته حاليًّا لمتابعة فريق من ألف شخص، وبات مسوقًا للعديد من الشركات.

ويشير أحمد إلى أن رحلته مع العملات الرقمية بدأت جديًّا عام 2018 حين استثمر 500 دولار بعملة "البيتكوين" ثم غامر بسبعة آلاف دولار، معتمدًا على متابعة أكثر من 25 موقعًا ومنصة لهذه العملات التي يدعم بعضها الرياضة والآخر التكنولوجيا، وأيضًا التبادل بين البنوك.

ويحاول أحمد عند تداول كل عملة التحقق من هوية صاحبها، وتوقع مستقبلها على المدى البعيد، لكن الفرصة الأكثر فائدة له التي غيرت حياته كانت مع عملة "البيتكوين"، إذ اشترى قطعتين مع هبوط سعرها إلى ثلاثة آلاف دولار بسبب أزمة فيروس كورونا، ليبيع كل قطعة في عام 2020 بسعر 20 ألف دولار، حينها اعتقد أنه السعر الأعلى الذي قد تصل إليه هذه العملة، ولكنها تخطت حدود توقعاته وتجاوزت 65 ألف دولار.

إضافة إلى العملات الرقمية ينشط أحمد في مجال العملات الأجنبية عبر الإنترنت (يورو ودولار) إضافة إلى الدينار عبر منصة "فوركس"، وهذا السوق هو المحبب إليه، لأن "العملات الرقمية تأخذ وقتًا في الصعود بعكس العملات الأجنبية التي تسجل أرباحًا يومية".

ويقضي أحمد نحو عشر ساعات يوميًّا في متابعة سوق العملات وتدريب الفرق، ناصحًا كل من يريد خوض هذا الغمار ببناء إستراتيجية خاصة دون انقطاع عن التعلم.

مخاطر عالية

لكن بحسب إفادة استشاري تطوير الأعمال الرقمية أشرف الأسطل؛ إن العملات الرقمية مبنية على "تكنولوجيا البلوكشين" بشكل يجعلها غير قابلة للاختراق، ومن حيث التداول هي سلعة وليست عملة، فلا تستخدم في المعاملات المالية العادية، أي لا تشتري سيارة بعملة "البيتكوين"، أو تدفع إيجار البيت وفاتورة الكهرباء، وهذا أحد التحفظات عليها، "أي ليس لها تطبيق في حياتنا".

ويطرح الأسطل سؤالًا تشكيكيًّا عن سبب ارتفاع قيمة "البيتكوين" والذين يتحكمون بارتفاعها وهبوطها، ويقول: "إن امتلكت مالًا بالدينار فربما تشتري دولارًا به ولا تشتري البيتكوين".

ويعود إلى بدايات "البيتكوين" التي أنشأها شخص مجهول الهوية وبقي كذلك إلى اليوم، بعدما وضع نظامًا لها، وتزايد الاهتمام بها عام 2017، ويعلق: "وهذه العملة قد تختفي في أحد الأيام"، مستغربًا كيف تحدث عملية نقل مبالغ بقيمة هائلة تصل إلى مليار دولار في حركة مالية واحدة بوساطة شخصين، متابعًا: "من غير المعلوم بماذا تستخدم هذه الأموال، هل في غسل أموال أم لا؟".

الأمر الثاني -تبعًا لكلام الخبير ذاته- أن الاستثمار في العملات الرقمية يسهم بخروج الأموال خارج فلسطين دون أن يفيد ذلك عجلة الاقتصاد، والأفضل أن يستثمر بشيء يعود بالمنفعة على الاقتصاد الوطني.

ويضيف الأسطل: "إن العملات الرقمية غير ناضجة، ولا يعترف بها إلا عدد محدود من الدول، فمثلًا الصين أنشأت عملة رقمية خاصة تدعمها الحكومة".

ويشير إلى أن أغلب دول العالم تفكر بإنشاء عملات رقمية تتبع بنوكها، وتوظيفها في خدمة عملة البلد، وهذه أفضل من العملات المجهولة.

ومن المخاطر التي يوضحها أيضًا أن الربح قد يذهب بحركة صغيرة بين الارتفاع والهبوط، "لذا الأفضل إنشاء شركة ريادية ناشئة، تبدأ بداية صغيرة ثم تتطور".

اخبار ذات صلة