فلسطين أون لاين

​أسير محرر من حركة فتح

اللواء جرادات .. 27 عامًا أسر لم تشفع له أمام قطع راتبه

...
هلال جرادات (أرشيف)
غزة - يحيى اليعقوبي

الأسير المحرر المبعد إلى غزة اللواء هلال جرادات (51 عاما) من أسرى حركة فتح اعتقله الاحتلال عام 1985 م لمدة 27 عاما، قصف بيته بمحافظة جنين، وقصفت شقته خلال الحرب الأخيرة على غزة، لكن كل ما سبق لم يشفع له أمام قرارات السلطة التي أدرجته ضمن الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم.

مشوار جرادات النضالي، أتبعه بمشاور أكاديمي فأنهى دراسة التاريخ والعلوم السياسية بالجامعة العبرية خلال سنوات الأسر، ودرس بجامعة فلسطين إعلام لغة انجليزية، وحصل على شهادة الماجستير بعد الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.

"لو أن العميل الذي اغتال الشهيد مازن فقها قتلني .. قبل أن تقتلنا السلطة بقطع رواتبنا وأن نرى أرزاقنا تقطع" قالها جردات لصحيفة " فلسطين" بنبرة بدا عليها الحسرة على حال الأسرى الذين يحاربون بضغوط أمريكية وإسرائيلية.

على أحر من الجمر، انتظر كحال أي رب أسرة فلسطيني صرف الراتب في ظل الظروف الصعبة، لسداد التزامات مالية تواجه أسرته.

ذهب جرادات مساء الخميس الماضي إلى البنك ليتفاجأ بقطع راتبه، فكان الشيء صادما بالنسبة له، ليعود إلى البيت بجيوب فارغة، حاملا معه الالتزامات المالية التي يعاني منها، والتي قد تتراكم لأخرى وأخرى خلال الفترات القادمة نظرا لعدم وجود مصدر دخل آخر.

يعتبر جرادات أن ما حدث معه مصيبة وكارثة إنسانية، في ظل الأوضاع الصعبة التي يشهدها القطاع وصعوبة الحصول على الدخل أو فرصة عمل.

والقرار، كما يعتبره جرادات، بهدف تشويه صورة الأسير الفلسطيني المناضل على مدار السنوات الماضية، ووصفهم بأنهم "إرهابيون"، قائلا: "كنا نتوقع ردة فعل كبيرة من الجهات والمؤسسات الفلسطينية تجاه الضحايا الجدد وضد ضغوط الاحتلال وأمريكا".

وبحسرة على واقع الحال، يعتبر جرادات أن الذين اتخذوا القرار ارتكبوا جريمة، نفسية واجتماعية وأخلاقية، تهدف لتوجيه رسالة من السلطة للمجتمع الفلسطيني بأن الأسرى هم إرهابيون يجب أن يبقوا في السجون وأنهم لا يستحقون الحياة.

ورسالة أخرى، والكلام ما زال للأسير المحرر، إلى جيل الشباب القادم بأن لا يحاربوا الاحتلال أو يقاوموه، لأن مصيرهم سيكون في وضع الأسرى دون راتب.

"الأسرى الذين ينظر إليهم الشعب على أنهم أبطال اليوم هم يهانون"، قالها معبرا عن سخطه لما حدث معهم، معتبرا القرار جريمة لا تغتفر بحق الأسرى الذين قاوموا الاحتلال.

وكحال بقية الأسرى لا يوجد بدائل أمام جرادات، سوى انتظار المجهول، فنصف رمضان قادم، وكذلك عيد الفطر، فترك الإجابة عن سؤالنا حول إن كان باستطاعته مواجهة هذه الظروف المعيشية التي يمر بها إلى المستقبل.

ويقارن بين خطوة السلطة التي يعتبرها جريمة تاريخية، وما يقوم به الاحتلال من إجراءات إعادة أسراه في دول العالم حتى لو ارتبكوا جرائم جنائية هناك، متمما: "هناك من يريد فلسطينيا تحويل البطولة إلى مأساة وكارثة".

ويدعو جرادات إلى جهد فلسطيني وفصائلي جماعي، بالوقوف بجانب قضية الأسرى، والضغط على السلطة للعدول عن قرارها بصرف رواتبهم.

إلا أنه يذكر أن السلطة التي قامت على تضحيات الأسرى والشهداء وما قدموه خلال الانتفاضات الفلسطينية السابقة، لكنها اليوم تتخلى عنهم وتستجيب للمطالب الإسرائيلية والأمريكية.