للمرة الأولى، تستيقظ مريومة وشقيقاها قبس وكفاح لتجهيز أنفسهم لأول يوم من الفصل الدراسي الجديد، لكن هذه المرة دون وجود والدهم الناشط والمعارض السياسي نزار بنات الذي اغتالته أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية المحتلة في 24 يونيو/حزيران الماضي.
وحرمت السلطة أسرة "بنات" مما اعتادت عليه في كل عام دراسي، لتتجدد الصدمة برحيله مغدورًا، وتعم حالة من الحزن والحسرة في بيته مع ساعات الصباح قبل ذهاب أبنائه الثلاثة إلى مدارسهم أمس.
وتستذكر قبس، الابنة الأكبر لنزار، اللحظات التي كانت تعيشها برفقة والدها وشقيقيها قبل بدء العام الدراسي، من شراء ملابس المدرسة والقرطاسية، حتى وصولهم إلى قاعات الدراسة.
تقول قبس لصحيفة "فلسطين": "كان اليوم الأول للعام الدراسي صعبًا جدًا في ظل غياب والدي، خاصة أنه كان يحرص على شراء كل متطلبات المدرسة من قرطاسية وملابس لنا".
وتضيف: "في هذا اليوم شعرت بغياب والدي وأنه لن يعود مرة ثانية، خاصة أنني تعودت على سماع نصائحه حول الدراسة بوجوب الاجتهاد والالتزام بتعليمات المعلمات في المدرسة".
وتصف اللحظات الأولى التي استيقظت فيها للذهاب إلى المدرسة بـ"الصدمة" الجديدة" بعد التي عاشتها عند ورود خبر جريمة اغتيال والدها.
أم كفاح، زوجة الشهيد، تبين أن أبناءها عاشوا لحظات غاية في الصعوبة والحزن، في اليوم الأول من بدء العام الدراسي عقب استشهاد والدهم، وعدم وجوده بينهم كما تعودوا عليه في كل عام.
وتقول أم كفاح في حديثها لـ"فلسطين": "شعرت بغصة كبيرة في قلبي، خاصة حينما جهزت مريومة، وهي الابنة التي كان نزار ينتظر وصولها إلى أولى مراحل الدراسة بشغف ولهفة كبيرة".
وتوضح أن نزار كان يهتم كثيرًا بشأن دراسة أبنائه، وتجهيزهم عند بدء كل عام دراسي بشراء القرطاسية والذهاب معهم في اليوم الأول إلى المدرسة، والاطمئنان على وجودهم داخل فصولهم.
وتستذكر أبرز الأجواء التي كانت تعيشها برفقة أبنائها خلال بدايات العام الدراسي، منها إعطاء نزار أبناءه مصروفهم اليومي، وسؤاله لهم عن أهم ما ينقصهم قبل ذهابهم إلى المدرسة.
وتوضح أن اليوم الدراسي الأول كان يشبه العيد في بيته، لكنه بعد جريمة اغتياله تحول إلى "يوم أسود"، مردفة "لن نسامح المجرمين بدماء نزار".