رأى المفكر والكاتب المصري فهمي هويدي، أن ثمة ثلاثة اعتبارات للزيارة التي بدأها أمس الأول، وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية حماس للقاهرة، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار.
وأوضح هويدي، في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن السنوار، في مستهل تحمله المسؤولية كرئيس للمكتب السياسي لحماس في القطاع، يخاطب القاهرة "التي هي مهمة بالنسبة لغزة"، مبينًا أن غزة أيضًا مهمة للقاهرة.
وأشار إلى أن الاعتبار الثاني، هو الأجواء التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن وخاصة في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط مؤخرًا، وما أثير حول مصير القضية الفلسطينية.
كما رأى أن الاعتبار الآخر، هو الضغوط الجديدة التي أضافتها السلطة على غزة بتكثيف الحصار عليها، وقطعها رواتب الأسرى المحررين، مؤكدًا أن السلطة أقدمت على هذه الخطوة بناء على طلب من ترامب.
ولفت إلى أن ذلك، يستحق تشاورًا بين قيادة حماس في القطاع والمسؤولين المصريين، إضافة للعناوين التي تخص العلاقة الخاصة بين الجانبين.
ونوه هويدي إلى أن التواصل بين غزة ومصر وأن يتخاطب الطرفان أمر طبيعي بحكم علاقات الضرورة بأمر الجغرافيا، فالضرورة تفرض التشاور، لبحث تخفيف الحصار الإسرائيلي بأشكاله المختلفة كمرور الأشخاص والبضائع، وتخفيف الضغوط على المسافرين من وإلى غزة.
وبين أن ما يصعب الأمور فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية هو دخول دول عربية في مرحلة التطبيع مع الاحتلال، ووجود مراهنة عربية على الدور الأمريكي الذي هو بالمطلق منحاز للاحتلال، لافتًا إلى أن المنطقة مشحونة بعوامل ظاهرة وكامنة، تؤثر صعودا وهبوطا بأي وقت على القضية الفلسطينية.
وهذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها السنوار غزة منذ انتخابه رئيسًا لحماس في غزة في فبراير/شباط الماضي. وتأتي هذه الزيارة في ظل اشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة، وتحذيرات أطلقها مسؤولون دوليون من خطورة الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، اختتم على رأس وفد من الحركة زيارة لمصر استغرقت عدة أيام، في يناير/كانون الثاني الماضي. وأفاد بيان لحماس آنذاك، بأن الوفد عقد سلسلة من "اللقاءات المثمرة" مع المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم وزير المخابرات العامة اللواء خالد فوزي.