فلسطين أون لاين

شنوا هجومًا على تصريحات "النخالة"

تقرير ناشطون "فتحاويون" يحاولون وقف تصاعد المقاومة شعبيًّا

...
زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي (أرشيف)
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

ارتفاع الدعم الشعبي الفلسطيني والعربي لـ"نهج المقاومة" الفلسطينية، خاصة بعد انتصار معركة "سيف القدس"، جعل أصحاب مشروع "التسوية" الذي ثبت فشله الذريع في العقود الثلاثة الماضية في حالة استنفار، خوفاً من أنْ يسحب المشروع المقاوم البساط شعبياً من تحت أقدامهم، في ظل عجزهم عن تقديم أي إنجاز لشعبنا، وهو ما يتجلى بحملة الهجوم الممنهجة على رموز المقاومة، كما حدث أخيراً في مهاجمة ناشطين فتحاويين للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.

وكانت صفحات إعلامية ونشطاء فتحاويين شنوا هجوماً على النخالة بعد تصريحات صحفية له أشار فيها لفشل مشروع "التسوية" مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعا جميع الفصائل الفلسطينية لتبني خيار المقاومة لأنها الوسيلة الأنجع لتحصيل حقوق شعبنا.

عدم فهم

المحلل السياسي حسن عبدو رأى أن مَنْ يهاجم فكرة النخالة القائمة على أن الاحتلال يسعى إلى إلغاء فلسطين، عليه أن يراجع نفسه ويدرك أنه يسير في الطريق الخطأ.

ودللَ على ذلك بأن حركة "فتح" لم تجنِ شيئاً من مشروع "التسوية" خلال ثلاثين عاماً مضت ما يجعل المقاومة هي الخيار الإستراتيجي والثابت لإرجاع الحقوق.

وقال عبدو لصحيفة "فلسطين": "التسوية" وفق البرنامج المرحلي بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 لا يمكن تحقيقها إلا بضغط من المقاومة إذ إن الاحتلال لن يمنحنا حقوقنا على طبق من فضة".

وقال: "لو أرادت فتح التغيير وكانت صادقة في نواياها فعليها أن تدرك أن المقاومة هي الأنجع لشعبنا لا المفاوضات التي لم يستفد منها شيئاً، كما أن مشروع "التسوية" الفاشل قد أدى لتراجع وتفكيك فتح".

وأشار عبدو إلى أن هذا الفراغ الناتج عن فشل فتح هو الذي يساعد القوى الأخرى على تعاظم وجودها والتوسع على النطاق الجماهيري لمنافستها، وقد تجلى ذلك في تأجيل رئيس السلطة عباس الانتخابات خوفاً ألا تكون فتح الفائز الأول".

وعد أن استمرار فتح في هذا النهج غير الشعبي والمضر بالحالة الفلسطينية سيؤدي إلى مزيد من التراجع لها مقابل القوى الأخرى، مبيناً أن الادعاء بأن المقاومة تجلب الدمار لشعبنا مردود على قائليه، فقد نجحت المقاومة في غزة في دحر المشروع الاستيطاني عام 2005م وبعدها طورت قدراتها العسكرية حتى أصبحت سكيناً في خاصرة (إسرائيل).

ورأى أن المقاومة تسهم في تقليص نفوذ الاحتلال، ونقطة الضعف الوحيدة لديها هي السلطة الفلسطينية و"فتح" التي لو انحازت للمقاومة بالضفة لتفكك الاستيطان منذ زمن.

دراسة حقيقة الصراع

ورأى المحلل السياسي خالد صادق أن الانتقاد الفتحاوي لـ"النخالة" ليس مستغرباً، لأن مشروع (المقاومة) لا يناسب فتح والسلطة، قائلاً: "لكن كان الأجدر بـ"فتح" التعقل والتأني ودراسة حقيقة الصراع مع (إسرائيل) مجدداً لتدرك أن مشروع الاحتلال التوسعي لا يفهم معنى السلام ولا يريده، بل كل ما يريده هو استخدام السلطة الفلسطينية أداة بيد (إسرائيل) لتحقيق مكاسبها التوسعية في المنطقة".

ودعا "فتح" للتخلي عن أفكارها المستندة لأفكار حزبية ضيقة 0تتناقض مع طموحات شعبنا، مشيراً إلى أن تصاعد الهجوم الفتحاوي على نهج المقاومة بعد "سيف القدس" يؤكد أن ما بعد هذه المعركة ليس كما قبلها.

وأضاف: "المعركة حققت انتصاراً جديداً على الاحتلال وثبتت معادلات جديدة أن هناك فاتورة يجب أن يدفعها الاحتلال حال اعتدائه على شعبنا، لكن المهزومين من أصحاب "مشروع التسوية" لا يمكن أن يفهموا المعنى ولا أن يستوعبوا أهمية المقاومة".

ومضى بالقول: "لذلك فهم يسيرون في دائرة التشكيك بقدرات المقاومة على الإنجاز، خاصة بعد الالتفاف الشعبي الكبير حولها، ففي استطلاع لمركز أطلس بيَّن قرابة الـ80% أنهم يدعمون المقاومة".

وبين أن استمرار مشروع "التسوية" أضعف فتح والسلطة وأدى للتراجع الشعبي لهم، لذلك هم يبحثون عن أي مبررات لإثبات أن مشروعهم لا يزال حيا.

وأضاف: "لكن استمرارهم في هذا المربع قد يؤدي لنهايتهم، خاصة في ظل شطب "التسوية" من أجندة (إسرائيل) والمجتمع الدولي واعتبار أن القضية الفلسطينية إنسانية وليست سياسية".