قلَّل محللون سياسيون من شأن المبادرة التي يعتزم رئيس السلطة محمود عباس إعلانها الشهر المقبل، وتتضمن توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإلزام (إسرائيل) وقفَ انتهاكاتها ضده.
وعدَّ المحللون مبادرة عباس تأتي في سياق تكراره استجداء العودة إلى مفاوضات التسوية مع (إسرائيل)، التي ثبت بالدليل القاطع على الأرض فشلها بعد أكثر من عشرين عامًا من خوض غمارها.
وفي مقابل ذلك، عدَّ المحللون أن المطلوب هو تحقيق الوحدة الوطنية، ووضع برنامج يحمي الشعب الفلسطيني ومقاومته، وكف السلطة يدها عن أبناء الشعب الفلسطيني خصوصًا المعارضين، ووقف ملاحقة المقاومين وتسليمهم للاحتلال.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي، ذو الفقار سويرجو: إن توقيت الإعلان عن المبادرة يؤشر إلى أن مشروع رئيس السلطة للعودة إلى مفاوضات التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة أمريكية، قد ارتطم بالحائط.
ويضيف سويرجو لصحيفة "فلسطين"، أن طرح العودة للمفاوضات لم يعد قائمًا، فنرى توجه عباس لطرح مبادرته الجديدة.
ويجزم بأن توجه عباس لن يكون له أي تأثير في كيان الاحتلال ومستوطنيه بل هو بمنزلة الطلقة الأخيرة لعباس قبل إعلان إفلاسه السياسي، وفق تعبيره.
ويرى سويرجو، "أن المطلوب هو العودة إلى الوحدة الوطنية المستندة إلى الشراكة الفلسطينية الكاملة ووضع برنامج سياسي واستراتيجي يستطيع مواجهة الصلف الصهيوني والأمريكي وإدارة الظهر للشعب الفلسطيني".
ويحث على ضرورة وضع برنامج "يحوِّل الاحتلال إلى احتلال مكلف".
ويقول: "هذا هو الطريق الوحيد للضغط على (إسرائيل) والمجتمع الدولي لتوجيه أنظاره للشعب الفلسطيني، ووقف كل الحملات التي حاصرت الفساد كفكرة وممارسة، ودعم قطاع غزة وفق خطة فلسطينية تستند إلى الدبلوماسية الفلسطينية التي تمتلك ظهرًا مقاومًا يحمي شعبنا".
ويتابع: "دون ذلك، ستتواصل المراوغة الإسرائيلية والمماطلة الأمريكية وإدارة الصراع دون إنجاز أي ملفات تم التفاوض عليها مسبقًا، لإعطاء مزيد من الوقت للاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على الضفة الغربية".
وعود زائفة
ويقول عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، ربحي حلُّوم: إن رئيس السلطة "يزداد فجورًا في زعمه الكاذب، وترديد الوعود الزائفة الواحدة تلو الأخرى".
ويضيف حلّوم لصحيفة "فلسطين": "هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عباس حول هذا الشأن، وحول التنسيق الأمني وفتح ملف بمحكمة الجنايات الدولية والانتخابات وغيرها"، مشددًا على أن "شعبنا ملَّ أكاذيبه ووعوده الزائفة".
وتابع: "لو كان يحرص على حماية شعبه لما حاصر المقاومة، ولما استمر في تقديس التنسيق الأمني وتجريم البندقية وكل من يحملها".
وأضاف متسائلًا: "أليس الأجدى بأن يتيح رئيس السلطة لشعبه حمل البندقية للدفاع عن أرضه وعرضه قبل أن يستجدي الغير لحمايته"، لافتًا إلى أن رئيس السلطة "همه التشبث بموقعه على حساب دماء الشهداء وضحايا تنسيقه الأمني مع المحتل والتجديد لأوسلو والزعم بشرعيته المفقودة والمهترئة والتهرب من الاستحقاقات التي ستطاله عاجلًا أو آجلًا".
ويشير إلى أن الرئيس عباس، يعرف كل الطرق الموصلة للتحرير وحماية الوطن والشعب، "ولهذا يلجأ للخداع وتكرار ذات الشعارات والمزاعم التي يجترها كل يوم".
وأردف عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج: "لو كان رئيس السلطة يحرص قيد أنملة على شعبه وحمايته لما أوغل في قتل مناضيله وتسليمهم للاحتلال كما فعل مع المعارض السياسي نزار بنات، وكما لاحق منتصر الشلبي وغيره وسلمهم للاحتلال".