قائمة الموقع

حملة"منا وإلينا" الخيرية .. مشاركة وعطاء وحفظ للنعمة

2017-06-06T06:17:46+03:00

اتصالٌ هاتفي مدته دقيقتان كان كفيلًا بإنقاذ الشاب المقعد من براثن العجز: "ألو، أم يوسف، عندي كرسي متحرّك قديم مش محتاجة له وبقدر أتبرع فيه، فشوفي حدا محتاج تعطيه إياه؟".

ترد ميساء شلح (أم يوسف) بابتسامة فرح، ودعوة في ظهر الغيب لصاحب الاتصال الذي لم يكن أول أهل الخير من جيرانها وأقربائها ممن اشتركوا معها في مساعدة المحتاجين بما يفيض عندهم من حاجيات وأغراض، بل كان واحدًا من جيشٍ أيقن أن قيمة النعمة لا تبلى، إذا ما أعطيت لمحتاج.

بدأت أم يوسف مبادرتها الذاتية "منا وإلينا" عندما وجدت أن لديها فائضًا من الملابس الصيفية والشتوية التي صغر مقاسها على أبنائها، فقررت التبرع بها إلى عائلةٍ مستورة، فلما شاهدت تلك الفرحة بعيون أطفالها قررت أن تخطو في هذا الطريق بقوة، ولم تقف عند نفسها وحسب، بل قررت ضم كل أقاربها إليها، أخواتها وأبناء عمومتها وجيرانها في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

الفكرة التي استمرت عائليةً بمعناها المجازي (على قدر أهل منطقتها) مدة من الزمن تطورت عندما ارتأت شلح توسيع رقعة العمل، لتشمل محافظات القطاع الساحلي جميعًا، فتوجهت إلى إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) تحمل اسم الحملة نفسه (منا وإلينا).

وتنشر شلح على الصحفة صور الأغراض المتوافرة لديها، وتسأل عن محتاجٍ إليها لتقدمها له مجانًا، إذا تحققت من صدق احتياجه، وفي المقابل تطلب ممن يمكنه المساعدة توفير أغراضٍ لمحتاجين كانوا طلبوها منها، ما لاقى ترحابًا كبيرًا من المواطنين الذين صادفوا الصفحة في أثناء تقليبهم صفحات الموقع المذكور.

ولم يدر بخلد شلح (36 عامًا) أن فكرتها التطوعية الخيرية، القائمة على تبادل الأغراض المستخدمة، وتوزيعها على المحتاجين بدلًا من إلقائها في النفايات؛ ستلقى قبولًا مميزًا منذ الأسابيع الأولى لإطلاقها على منصة التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، بمعاونة وتشجيع من صديقاتها وزميلاتها.

وتعلق شلح على فكرة حملتها بالقول: "هي أسلوب حياة يجب علينا جميعًا أن نعتمده طوال أيام العام، لأنها تعزز سلوكًا إيجابيًّا في الحياة بوجه عام، فالإنسان يعيد استخدام الأغراض، فيعطيها لغيره بدل إتلافها والتخلص منها بالرمي وفقدان قيمتها، في الوقت نفسه هو يفيد الآخرين بتقديم أغراض لهم هم بحاجة لها".

وتضيف خلال حديثها لصحيفة "فلسطين": "الأغراض التي نعمل على تبادلها لا تقتصر على أمور إغاثية أو الطبقة الفقيرة فقط، بل تتيح المجال أيضًا لطلبة الجامعات أن يتبادلوا فيما بينهم الكتب والأدوات الهندسية وما شابه ذلك"، مؤكدة أن الفئة المستهدفة الشرائح المجتمعية جميعًا.

وذكرت شلح أن العمل جار على نشر الفكرة بالقدر المستطاع، كونها تستطيع الوصول فقط إلى الفئات المستهدفة في قطاع غزة، متابعة: "نالت الفكرة إعجاب زميلي بالعمل فشرع في الترويج لها ونشرها بين معارفه، وعبر منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها ويتابعها في عمله، الأمر الذي جعل التفاعل يتضاعف خلال مدة وجيزة".

وأكدت أن هدف الحملة والمبادرة الذاتية نشر الخير وثقافة المشاركة بين فئات المجتمع، وبث روح العطاء بين الناس: صغيرهم وكبيرهم، وغنيهم وفقيرهم على حد سواء، مشيرة إلى أن الفكرة ما زالت بحاجة إلى حملات ترويجية لتعريف المجتمع بها.

وبينت أن التمويل ما زال يقتصر على أغراض عينية تنشر على الصفحة الخاصة، ثم تتكفل بتوصيلها إلى الجهات المستحقة أو التي تطلبها، معبرة عن أملها في أن تتوسع رقعة التوزيع وتتعدد الأشياء والأغراض التي يتبرع بها الناس.

اخبار ذات صلة