جاء لقاء عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد المدني، بشخصيات إسرائيلية، أول من أمس، ليُشكّل ضربة جديدة لجهود حركة مقاطعة (إسرائيل) "BDS"، الرامية لعزلها عبر التحريض ضدها حول العالم وكشف جرائمها وانتهاكاتها بحق الفلسطينيين.
وأثار اللقاء الذي نظّمته "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" في مقر منظمة التحرير برام الله، ردود فعل مناوئة ورافضة، لتداعياتها الخطِرة على الحالة الفلسطينية الراهنة تزامنًا مع مخططات إسرائيلية وأمريكية تهدف لتصفية القضية.
و"لجنة التواصل" تُعدُّ من دوائر منظمة التحرير "وتهدف لنقل الموقف الفلسطيني لهم"، وفق القرار الصادر عن رئيس السلطة محمود عباس في 2012.
وأكد منسق الحملة الشعبية لحركة المقاطعة خالد منصور، رفضه الشديد لمثل هذه اللقاءات.
وعدَّ منصور في تصريح لـ"فلسطين"، لقاء مجدلاني بالوفد الإسرائيلي يعكس سياسة التطبيع التي تمارسها السلطة، ومحاولة للتعايش مع الاحتلال بشكل مخالف للأمر الواقع، حيث تحتل (إسرائيل) فلسطين منذ نكبة 1948.
وقال: إن "هؤلاء المجرمين (الأعضاء المشاركين في الوفد الإسرائيلي) جيشهم يرتكب أبشع الجرائم في كل مكان بالقدس والضفة والأغوار وغزة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال إشاعة أجواء تظهر أن الحياة معهم طبيعية سواء كان من خلال مجدلاني أو المدني، فهذه سياسة مرفوضة".
ونبَّه إلى أن هذا اللقاء يضر بجهود عزل (إسرائيل)، وفرض المقاطعة والعقوبات عليها.
وتساءل منسق الحملة الشعبية لحركة المقاطعة "BDS": كيف نقنع أصدقاءنا حول العالم بضرورة مقاطعة الاحتلال وبضائعه ومنتجاته وفرض العقوبات عليه؟ في الوقت الذي تلتقي فيه شخصيات من السلطة معهم، وتجري معها محادثات؟
ليس ذلك فحسب، بل إن هذه اللقاء يضر بجهود أصدقائنا والمتضامنين مع القضية الفلسطينية في العالم، والذين يعتبرون أننا رأس الحربة في مواجهة الاحتلال، ويدعمونا ويتضامنون معنا، بحسب منصور.
من جهته، عدَّ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن هذه اللقاءات "تطبيعية خارجة عن سياق الانتماء الوطني وتعطي شرعية للعدو الصهيوني في ارتكاب الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأدان المدلل في تصريح لـ "فلسطين"، اللقاء الذي عقد في مدينة رام الله، وذلك بعد أشهر من معركة "سيف القدس"، التي خاضتها فصائل المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام، ردًّا على تصاعد انتهاكات الاحتلال في القدس والأراضي المحتلة.
وطالب المدلل بمحاسبة "مجدلاني" و"المدني"، كما طالبهم بالاعتذار للشعب الفلسطيني.
وأكمل "العلاقة بيننا وبين العدو هي علاقة صراع مستمر لا يمكن أن تتوقف ما دام أن هناك صهيونيًّا يحتل جزءًا من أرضنا".
واستدرك: "لا يمكن القبول باستمرار علاقة التطبيع هذه، فهو طعنة مسمومة في خاصرة شعبنا".
وتابع المدلل: "مَن يُنظم ويشارك في مثل هذه اللقاءات يجب أن يُنبذ من الكل، حتى لا تؤثر على وحدة المعركة التي نخوضها جميعًا ضد العدو الصهيوني"، لافتًا إلى أن مثل هذه الخطوة تُشعِر من حولنا أن جهات فلسطينية مُصرة على التعاطي مع "العدو الصهيوني"، لكن ذلك حقًا مرفوض من الكل الفلسطيني.