لاقى اللقاء الذي عقدته ما تُعرف بـ"لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي التابعة" لمنظمة التحرير مع وفد إسرائيلي في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة رفضًا واستنكارًا واسعين على مختلف المستويات الرسمية والشعبية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وعقدت لجنة التواصل أمس لقاءً مع وفد صحفي إسرائيلي، بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، وعضو مركزية فتح محمد المدني، وهو ما اعتبره مسؤولون ونشطاء "لقاءً تطبيعيًّا".
وقبل أيام، شاركت ندى مجدلاني مديرة الجانب الفلسطيني فيما تسمى "منظمة السلام البيئي في الشرق الأوسط" في ورشة عمل تطبيعية بامتياز، نظمتها لجنة مجلس النواب الأمريكي المتخصصة في الشرق الأوسط، بدعوى نقاش "فرص السلام من خلال العلاقات الشعبية بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وفي أعقاب انعقاد لقاء مجدلاني، أطلق نشطاء هاشتاق "التطبيع خيانة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيرًا عن رفضهم مثل هذه اللقاءات التي تقدم خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي.
وكتب الصحفي خالد كريزم عبر صفحته الشخصية على "تويتر" مرفقًا صورة للمشاركين في الورشة: "فعلًا إنه فرخ البط عوام، ع اليسار ابنة أحمد مجدلاني خلال مشاركتها قبل أيام في ورشة عمل تطبيعية".
ونشر حساب سياسي يحمل اسم "مش هيك" عبر "تويتر": "أحمد مجدلاني، ومحمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يلتقون بوفد صهيوني في مقر منظمة التحرير في رام الله، تطبيع وخيانة مستمرة من قبل أزلام المقاطعة".
وقال الصحفي أحمد المدهون عبر صفحته على "فيسبوك": "ندى مجدلاني ابنة المناضل اللي بمثل شعبنا من خلال منظمة التحرير.. هي مديرة للجانب الفلسطيني بمؤسسة السلام البيئي بالشرق الأوسط الغارقة في التطبيع مع الاحتلال والتي تملك مقرات في (تل أبيب) والمستوطنات".
وأضاف "هي متورطة بالتغطية على جرائم الاحتلال من خلال تبنيها اتفاقية أبراهام التطبيعية".
وكانت مشاركة ابنة الوزير مجدلاني في نشاط تطبيعي مؤخرًا أثارت إدانة حركة المقاطعة "بي دي إس" المعنية برفض التطبيع مع الاحتلال.
واستنكرت الحركة التطبيع المستمر الذي تقوم به ابنة مجدلاني، وقالت: إن هذه المؤسسة الغارقة في التطبيع تعمل في الأردن وفلسطين، وفي المستوطنات الإسرائيلية ولها مكاتب في عمان ورام الله و(تل أبيب).
ودعت مجدلاني في الورشة الإدارة الأمريكية إلى تبنّي مفهوم "الصفقة الخضراء" من خلال مجموعة من الأنشطة والبرامج البيئية بين المجموعات والأفراد، إلى جانب تعزيز دعمها للمشاريع التطبيعية البيئية، مشيرة إلى أهمية استثمار اتفاقية "أبراهام" التطبيعية بين الاحتلال ونظامي الإمارات والبحرين لتعزيز التطبيع البيئي، مثمنة إمكانية انخراط دول عربية أخرى في مثل هذه الاتفاقية.
واعتبرت اللجنة "ما تقوم به ابنة وزير الشؤون الاجتماعية وأمين عام جبهة النضال الشعبي مجدلاني، أنه يتجاوز التطبيع بالتورط الكامل في التغطية على جرائم الاحتلال ضد شعبنا، والانسجام مع خيانة الأنظمة العربية التي ترفضها وتحاربها شعوب المنطقة العربية، بما فيها شعبنا الفلسطيني".
وتروّج ما تسمى "منظمة السلام البيئي" للتطبيع الفلسطيني والأردني مع نظام الاحتلال والأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي تحت غطاء مشاريع تعنى بحماية البيئة والموارد الطبيعية، والتي هي حق طبيعي للشعبين الأردني والفلسطيني، لكن يسرقها الاحتلال ويستغلها لمنفعته.