فلسطين أون لاين

حصلت على معدل 99.9%

صفاء خلف.. تفوق مميز على الفرع الشرعي رغم غياب "الهاتف"

...
الطالبة صفاء خلف
غزة/ جمال غيث:

لم تسع الفرحة قلب الطالبة المتفوقة صفاء طلال خلف، التي عانت انقطاع التيار الكهربائي وعدم امتلاكها هاتف (جوال) لتراجع من خلاله دروسها في ظل التعليم الإلكتروني الذي فرضته جائحة كورونا.

وحصلت صفاء على الأولى على مستوى الوطن -الفرع الشرعي بمعدل 99.9%.

ورغم الخوف الذي سيطر عليها، الليلة قبل الماضية، خلال انتظار إعلان نتائج الثانوية العامة إلا أن الفرحة لم تسع قلبها بعد إعلان نتيجتها الأولى على مستوى الوطن.

وعلت الزغاريد أرجاء منزل خلف، وقالت لمراسل صحيفة "فلسطين": "كانت صدمة ومفاجأة، لم أتوقع هذا المعدل".

وأوضحت: كنت أنتظر انتهاء المؤتمر الصحفي لأبحث عن نتيجتي، لكن المفاجأة أنني "سمعت اسمي من بين الأوائل".

وأشارت خلف التي تقطن في حي الدرج بمدينة غزة، إلى أن فرحتها لا توصف ولم تسعها الدنيا بعد تفوقها وحصولها على أعلى الدرجات.

وتطرقت إلى جملة من التحديات واجهتها خلال العام الدراسي أبرزها: العدوان الإسرائيلي على القطاع، وشعوري بالخوف والقلق على عائلتي وانقطاع التيار الكهربائي وعدم امتلاكي هاتفًا لمتابعة دروسي من خلال التعليم الإلكتروني.

ولفتت صفاء إلى أن تفوقها رسالة للعالم بأن طلبة غزة من حقهم الحياة والدراسة في أجواء سليمة بعيدة عن الاحتلال وجرائمه.

سنة صعبة

وتصف صفاء، التي تجلس أمام مكتبة تذخر بكتب الفقه والشريعة الإسلامية، بعضها ألفها والدها "طلال": كانت السنة صعبة كثيرًا على جميع الطلبة فقد تخلل العام انتشار كورونا، وإغلاق المدارس والعدوان الإسرائيلي على القطاع.

وأكملت: "الحرب على غزة بما فيها مشاهد الشهداء والجرحى أثرت كثيرًا في نفسيات الطلبة، لكن بفضل المولى عز وجل تفوقت وحصلت على معدل متميز".

وتنوى صفاء، الابنة لعائلة مكونة من 9 أبناء بينهم 5 ذكور و4 بنات، الالتحاق بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية، لتكمل رسالتها في إيصال معاناة أهالي القطاع للعالم.

وحثت الطالبة المتفوقة الطلبة من بعدها، لتنظيم أوقاتهم منذ بداية العام الدراسي ومتابعة دروسهم أولًا بأول وعدم مراكمة المنهاج وذلك من أجل الحصول على أعلى المراتب.

وإلى جوار صفاء يجلس السبعيني طلال خلف، الذي أخذ يستقبل المهنئين بنجاح ابنته وعلامات الفرح ترتسم على وجهه، متمنيًا النجاح لجميع الطلبة.

وأخذ خلف، يحمد المولى عز وجل، قائلًا لصحيفة "فلسطين": إن نجاح ابنتي وتفوقها يرفع الرأس عاليًا، رغم ما مرت به من أوضاع صعبة كغيرها من أبناء شعبنا.