"سوق البابورية" تقليد قديم منذ سبعينيات القرن الماضي، كان متعارفًا عليه في بيرزيت شمال رام الله، ويعقده أهل البلدة لاستقبال المزارعين وكل من يرغب في طحن حبوب القمح والزيتون في المطحنة الخاصة بالبلدة.
وبسبب التمدد العمراني والتطور في جميع جوانب الحياة توقف عقد السوق عشرات السنوات، وضاعت ملامحه التي شهدت عليه أجيالٌ عديدة من أهالي بلدة بيرزيت الذين شاركوا فيه من خلال طحن الحبوب أو بيع معروضاتهم.
مدير جمعية الروزنا رأفت جميل، يوضح أن الجمعية أرادت إحياء هذا السوق الذي يعرفه كبار السن في بلدة بيرزيت، الذين شاركوا في فعالياته يومًا ما، وذلك من خلال فعاليات عديدة تقوم بها الجمعية بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية بدعم دولي.
ويقول لصحيفة فلسطين: "قبل العودة للفعاليات الوطنية، كان لا بد من تأهيل للبلدة القديمة وإحيائها من جديد، وهذا ما تم بعد عمل تطوير لها من الناحية المعمارية والتراثية، خاصة منطقة البابور".
ويضيف جميل: "تلك المنطقة التي سُمّي السوق على اسمها؛ سوق البابورية، كانت مكانًا يقصده المزارعون لطحن حبوب القمح والزيتون، وكانت تعمل على بابور قديم شبيه بماتور القطاع، وكان يدير المطحنة".
ولتوفير حالة جذب واستقطاب للمكان، عملت الجمعية عدة برامج ثقافية، تكون بدايتها في أسبوع التراث، وهو برنامج متعدد يُعرَض خلاله عدد من الأنشطة الفنية، أما البرنامج الثاني فهو عبارة عن مسابقة لأفضل طبق مفتول، ويهدف إلى تمكين السيدات الريفيات ودعمهن في مشاريعهن البيتية.
ويتابع:" أما الفعالية الثالثة، فهي سوق البابورية، التي كان الهدف منها إحياء فكرة السوق القديم ولكن بشكل أكثر تطورًا من خلال عرض عدد من المشاريع والمنتجات الوطنية ودعمها والترويج لها.
ويبين أن السوق أقيم لأول مرة خلال العام الماضي، وجاء ذلك لدعم المزارعين وأصحاب الأعمال التراثية وتسويق منتجاتهم، خاصة بعد تأثرهم من حالة الركود الاقتصادي التي تسببت بها جائحة كورونا.
ويوضح أنه في كل يوم سبت تنظم فعالية تدعم الحرفيين، والفنانين، وأصحاب المشاريع الصغيرة، خاصة السيدات اللواتي يعشن في الأرياف في المناطق المحيطة لبيرزيت.
ويؤكد أن السوق يوفر وسيلة تواصل بين الحرفيين والمزارعين والمستهلكين مباشرة، لافتًا إلى أن أهداف الجمعية توسعت العام الحالي لتركز تركزًا أوسع على تسليط الضوء على الثقافة والتراث في الريف الفلسطيني وإحياء البلدات القديمة.
ويتميز سوق البابورية -وفق جميل- هذا العام بالتركيز على المزارعين والفعاليات التراثية التي تميز كل منطقة، مشيرًا إلى أنه قبل عيد الأضحى افتُتِح السوق بالعرس الفلسطيني، وأقيمت زفة تراثية فلسطينية، كما ركز على منتجات زراعية مثل الفقوس.
ويكمل حديثه بأن السوق مهم للحفاظ على التراث ونقله من جيل لجيل، فلذلك هناك فعاليات مثل الحكواتي الذي ينقل القصص والحكايات للأطفال وينقل لهم رسائل وطنية.