قائمة الموقع

​سحور في السيارة وإفطار بورش العمل في الداخل المحتل

2017-06-05T07:33:04+03:00

يتوجه يوميًّا من مدن وبلدات ومخيمات وقرى الضفة الغربية عشرات الآلاف من العمال الذين يحملون تصاريح عمل أو تجارة إلى المعابر الأمنية المقامة على حدود الضفة الغربية مع أراضي الـ(48)، وفي شهر رمضان تكون معاناة العمال مضاعفة، فخروجهم في منتصف الليل يجبرهم على تناول وجبة السحور داخل المركبة التي تقلهم إلى المعبر الأمني، وعند الإفطار يكون المكان الورشة أو المعبر الأمني عند العودة.

فلسطين التقت عددًا من عمال محافظة قلقيلية ونابلس، الذين يستخدمون المعبر الشمالي في قلقيلية للدخول إلى أماكن عملهم، بعد رحلة من السفر والانتظار أمام بوابات المعبر.

في المركبة

العامل مراد الديك من قرية كفر الديك في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية يقول لـ"فلسطين": "أتوجه إلى معبر قلقيلية يوميًّا للوصول إلى الورشة في مجال النجارة بمدينة يافا، وأضطر إلى الخروج من القرية مع مجموعة من العمال عند الساعة الثانية صباحًا، فمعبر قلقيلية الشمالي يبعد عنا ما يقارب خمسين كيلو متر، والانتظار عند المعبر يحتاج أيضًا إلى ساعات، وهذا يجبرنا على الخروج في منتصف الليل، ونسير بالقرب من المستوطنات، ولا نستطيع التوقف لتناول السحور في شهر رمضان على جانب الطريق، لأن دوريات الاحتلال لا تتوانى عن إطلاق النار علينا، فضلًا عن إرهاب المستوطنين".

ويضيف: "نخرج ليلًا ونعود ليلًا، فهذه حياتنا، حتى شهر رمضان لا يكون له خصوصية في حياتنا، فالعذاب مستمر في رمضان وغيره، والجري وراء لقمة العيش وتوفيرها لأبنائنا ضريبته العمل في هذه الأوضاع القاهرة".

طعام على سرعة مائة

زاهر الديك زميل العامل مراد يقول لـ"فلسطين" ساخرًا: "نحن نأكل الطعام على سرعة المركبة التي تتجاوز مائة كيلو متر في الساعة، إذ نكون على عجلة من أمرنا، ونخشى التأخير، فلو صورنا ونحن نأكل بسرعة داخل المركبة لكانت فكرة لفيلم تراجيدي يحصد الجائزة الأولى في العالم، فكل عمال العالم يتمتعون بحقوقهم إلا نحن في فلسطين نعاني من ظلم الاحتلال، وأرباب العمل اليهود الذين يبتزوننا بثمن التصريح الذي يصل إلى 2000 شيكل، لذا نضطر إلى العمل في كل الظروف القاسية حتى نوفر المال لشراء التصريح وتوفير لقمة العيش".

ولا تنتهي الرحلة عند الوصول إلى المعبر الأمني، فهناك ظاهرة الطابور الطويل في مسارب حديدية والدخول من "معاطات" أمنية حتى الخروج من المعبر إلى سيارات تحمل لوحة التسجيل الإسرائيلية، والوصول إلى الورشة والعمل في ظروف قاسية.

العامل عزات داود من قلقيلية يقول: "أنا أفضل حظًّا من العمال الذين يأتون من مسافة بعيدة، فوجود المعبر في قلقيلية أراحني من معاناة الخروج من المنزل منتصف الليل، لكن الجميع يلتقي في طابور الانتظار".

ويضيف داود لـ"فلسطين": "الوقوف في الطابور في شهر رمضان يرهقنا في بداية اليوم، ونصل إلى ورش العمل ونحن في حالة تعب، فالوقوف ساعات يصيب جسد العامل بالضعف، ورب العمل الإسرائيلي يلاقينا بنفسية عنصرية؛ فهو لا يعذرنا إذا تأخرنا أو ظهر علينا التعب في رمضان، فهمه الأول إنتاج العمل، وعندما نشرح له إجراءات المعبر لا يقتنع، وعند العودة يكون الخروج أسهل لعدم وجود إجراءات أمنية مثل عملية الدخول".

اخبار ذات صلة