فلسطين أون لاين

مقدسيون: تصريحات الرجوب تنذر بتنازلات جديدة

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة - غزة / جمال غيث

شجبت شخصيات مقدسية بشدة تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، بخصوص تنازله عن حائط البراق لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وحذروا من أن تكون مقدمة لتنازلات جديدة تقدمها السلطة في رام الله لـ(تل أبيب) لاستئناف مفاوضات التسوية وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكان الرجوب صرّح في مقابلة مع القناة العبرية الثانية، أول من أمس، "أن المسجد الأقصى سيكون بيد الفلسطينيين خلال أي اتفاق مستقبلي، وبالمقابل فسيكون للإسرائيليين حائط البراق ليبسطوا سيطرتهم عليه".

ورأى المقدسيون في تصريحات الرجوب تساوقًا مع رواية الاحتلال المزعومة بأن حائط البراق لليهود وتهدف لإظهار حسن النوايا معه وستفتح شهيته لاستمرار جرائمه في القدس والمسجد الأقصى المبارك وتنفيذ مخططاته العنصرية.

تساوق مع خطة ترامب

وقال المختص في شؤون القدس جمال عمرو: إن تصريحات الرجوب، حول أحقية اليهود في حائط البراق، "تأتي متساوقة مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستئناف المفاوضات بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي".

وبين عمرو لصحيفة "فلسطين"، أن خطة ترامب لاستئناف المفاوضات لها إرهاصات شديدة الخطورة على القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الأيام القادمة ستشهد تقديم مزيد من التنازلات من قبل السلطة للاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن تصريحات الرجوب التي وصفها بـ"الساقطة"، "ستفتح شهية الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وستدفعه للإسراع في تنفيذ مخططاته".

وتابع أن التصريحات "مؤشر على درجة الانحطاط التي وصلت لها بعض النخب السياسية المنتفعة والتي تخضع لسياسات أمريكية ستظهر تداعياتها قريبًا جدًا في المنطقة، وتدلل على أن تلك النخب السياسية ليس على اتفاق مع منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (يونسكو) التي نفت خلال اجتماع لها في شهر أكتوبر/ تشرين أول 2016 وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق".

ومضى عمرو قائلًا: "لا يمكن لأحد أن يتنازل عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وأن حائط البراق جزء لا يتجزأ من القدس الذي هو ملك للمسلمين وحدهم، ولا يمكن لأحد التفريط والتنازل عنه".

وفي هذا السياق، دعا الفصائل الفلسطينية إلى عقد اجتماع عاجل من أجل إصدار ميثاق شرف للتبرئة من أي شخص يقدم تنازلات عن القدس والمسجد الأقصى المبارك أو أي شبر من أرض فلسطين.

بدوره، أكد مدير مركز إعلام القدس محمد صادق، أن تصريحات الرجوب، حول أحقية اليهود بحائط البراق، "تشجع الاحتلال على تسريع خطواته التهويدية تجاه المسجد الأقصى المبارك".

وقال صادق لصحيفة "فلسطين": تدلل تصريحات الرجوب على وجود مؤامرة تحاك ضد القدس والمسجد الأقصى المبارك وبدأت تخرج للعلن للحديث عن تقسيم المسجد".

وأضاف: "تصريحات الرجوب هي امتداد لتصريحات سابقة أطلقها قاضي قضاة السلطة محمود الهباش التي قال فيها إذا سلمنا الاحتلال القدس سنعطيه حائط البراق لإقامة صلواتهم التلمودية"، مؤكدًا أن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وهو ملك للمسلمين ولا يملك أحد التنازل عنه أو التفريط به.

جريمة وطنية

من جهته، قال المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات: إن تصريحات الرجوب، تشكل جريمة ترتقي لمستوي الجريمة الوطنية وتشكل إساءة لتاريخنا الفلسطيني، وجريمة بحق مقدساتنا، مؤكدًا أن حائط البراق يعتبر جزءًا لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وأقرت ذلك عصبة الأمم بعد ثورة البراق عام 1929 وأكدت على ذلك منظمة "يونسكو" العام الماضي.

وأوضح عبيدات لصحيفة "فلسطين" أن تلك التصريحات تهدف لإظهار حسن النوايا للاحتلال، وتفتح شهيته لمزيد من التنازلات الفلسطينية في قضايا جوهرية وأساسية دون أن يدفع أي ثمن في هذا الجانب.

في السياق ذاته، أكدت الهيئة الإسلامية العليا في القدس، أن حائط البراق هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّ وجل.

وقالت الهيئة في بيان مكتوب: إن مثل هذه التصريحات والادعاءات، تحاول أن تزيف وتزور الحقائق المرتبطة بحائط البراق، وهي تشويه وتحريف للحقيقة الخالدة أنه مكان مقدس للمسلمين وحدهم دون غيرهم.

وأوضحت الهيئة الإسلامية، أن مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، مائة وأربعة وأربعون دونمًا (الدونم الواحد ألف متر مربع) فيشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمصاطب واللواوين والأروقة والممرات، والآبار والبوابات الخارجية، وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق؛ الذي هو سور رئيس من أسوار المسجد الأقصى المبارك.

وأشارت إلى أن هذا المسجد المبارك، بما في ذلك حائط البراق، هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّ وجل، وذلك منذ معجزة الإسراء والمعراج، وحتى يومنا هذا، وإلى يوم القيامة، وأن المسلمين متمسكون به، وهو يمثل جزءًا من عقيدة ما يقارب المليار وثمانمائة مليون مسلم في العالم.

وشددت الهيئة؛ على أنه لا علاقة لغير المسلمين بالأقصى المبارك، وبحائط البراق، لا سابقاً ولا لاحقاً.

وبينت الهيئة الإسلامية، أنه سبق لعصبة الأمم عام 1930م، أن أقرت هذه الحقيقة، والتي تقول إن حائط البراق هو معلم حضاري تاريخي إسلامي، ولا علاقة لغير المسلمين به.

وأوضحت أن الأقصى المبارك أسمى من أن يخضع لقرارات المحاكم والحكومات، وهو غير قابل للمفاوضات، ولا للمقايضات، ولا للتنازلات، ولا لأي تفاهمات، ولا يملك أحد أن يتنازل عن ذرة تراب منه، ولا من حائط البراق.

وحثت الهيئة على شد الرحال إلى الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك، وفي الأوقات والأيام جميعها، وبشكل مستمر، فالأخطار لا تزال محدقة به من كل جانب.

وقالت: "صرخة نطلقها من جوار الأقصى المبارك لجميع العرب والمسلمين، ولجميع العالم في أرجاء المعمورة، أن يرفعوا أصواتهم في وجه هذا الاحتلال الغاصب، ليكف يده الغاشمة عن مقدساتنا".