فلسطين أون لاين

تقرير "بيت دجن" و"أوصرين".. شقيقات "بيتا" يقاومن خطر الاستيطان

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

تشتعل عدة قرى في محافظة نابلس، منذ مدة ليست قليلة في إطار المقاومة الشعبية ضد الاستيطان الذي يحاول غزو تلك القرى وتقطيع أوصالها وصولًا إلى الفصل بين شمال الضفة الغربية المحتلة وجنوبها، لكن صمود أهالي تلك القرى كـ"بيت دجن" و"أوصرين" ومقاومتهم المستوطنين وجيش الاحتلال كما قرية "بيتا"، يحبط حتى الآن المخططات الاستيطانية.

ويقيم أهالي بيتا والقرى المجاورة منذ شهرين فعاليات يومية وأسبوعية رفضًا للاستيطان.

الناشط ضد الاستيطان في قرية "بيت دجن" محمد أبو ثابت بيّن أن الاحتلال أنشأ عدة بؤر استيطانية في القرية منذ 11 شهرا مضت، فشكّل أهل القرية لجنة شعبية لمقاومة الاستيطان تضم فصائل العمل الوطني والإسلامي والمجلس القروي.

ولفت أبو ثابت لصحيفة "فلسطين" إلى تنظيم مسيرة ضد الاستيطان في الأراضي المهددة بالاستيلاء، كل يوم جمعة، تتخللها مواجهات مع جيش الاحتلال الذي يحمي المستوطنين الذين وضعوا يدهم من خلال البؤرة على نصف مساحة القرية.

وأشار إلى أنه خلال تلك المواجهات استشهد مؤذن مسجد "بيت دجن" الكبير عاطف حنايشة وأصيب أكثر من 250 مواطنا، 50 منهم بالرصاص الحي، فضلا عن اعتقال شبان على خلفية مقاومتهم الاستيطان.

وأضاف أن الاحتلال أزال خيمة صمود أقامها المواطنون في المكان، إلا أن المواجهات تندلع يوميا بين المواطنين وقوات الاحتلال، بالتزامن مع فعاليات زراعة أشتال الزيتون، لغرس ثقافة المقاومة في الأرض الفلسطينية.

ونبه إلى أن المقاومة الشعبية للاستيطان بدأت في "بيت دجن" قبل نشاطها في "بيتا"، إذ أحرق الشباب محيط البؤرة الاستيطانية في القرية، وأتلفوا خراطيم المياه في المكان وجهاز تتبع وضعه المستوطنون في المنطقة، لكن هذه المقاومة تصاعدت بعد نجاح تجربة "بيتا".

وأشار أبو ثابت إلى أن البؤرة الاستيطانية تقع في الشمال الشرقي للقرية عند جبل المصيف والمرحال التي تطل على الأغوار الوسطى، ويمكن مشاهدة الحدود الأردنية وجبل الشيخ في دمشق منها، مؤكدًا أن المواطنين سيستمرون في مقاومتهم الشعبية حتى إزالة البؤرة تماما، التي أقرت محكمة الاحتلال العليا أنها غير شرعية، لكن المستوطنين يعيدون بناءها.

وبيّن نائب رئيس المجلس القروي لقرية "أوصرين" جنوب نابلس رزق عديلي أن المواطنين يواصلون مقاومتهم الشعبية ضد بؤرة استيطانية أقامها الاحتلال على شارع القرية الرئيس الذي يربط بين نابلس وأريحا بعد عملية "ترمسعيا" التي قام بها الأسير منتصر شلبي.

وقال عديلي لـ"فلسطين" إن الاحتلال لجأ إلى إغلاق مدخل البلدة الرئيس في إثر الاحتجاجات الشعبية على الاستيطان، ويضطر الآن أهالي القرية إلى الدخول إليها عن طريق "بيتا" أو "عقربا"، مشيرا إلى إصابة عدد من المواطنين خلال المواجهات مع قواته التي تحمي المستوطنين.

وأكد أن البؤرة تشكل خطرا على المواطنين، إذ يرشق المستوطنون سيارات المواطنين بالحجارة ويعتدون عليهم، مضيفا أنه في إثر اندلاع المواجهات ترك المستوطنون المنطقة، لكنهم لم يزيلوا بيوتهم المؤقتة، لذلك يستمر الشباب في فعاليات الإرباك الليلي حتى إزالتها وليس مجرد إخلائها.

ولفت إلى أن جيش الاحتلال يقتحم بيوت القرية اقتحامًا شبه يومي، ويعتدي على المواطنين ليَحُول دون صعودهم إلى البؤرة ومواجهة المستوطنين، مردفا: "مصممون على المقاومة حتى إزالة خطر الاستيطان الذي يتهددنا وقرية بيتا المجاورة لنا، وتربطنا بأهلها علاقات قرابة ونسب وطيدة".