فلسطين أون لاين

تقرير "البوابات الإلكترونية".. معركة رسخت وحدة المقدسيين بمواجهة الاحتلال

...
القدس المحتلة- غزة/ أدهم الشريف- وكالات:

قبل أربعة أعوام من الآن نصبت دولة الاحتلال بوابات إلكترونية عند بوابات المسجد الأقصى المبارك، ليس بإمكان المصلين الوصول إليه إلا بالمرور عبرها، لكن الاحتلال آنذاك لم يكن يعرف أنه سيجبر سريعًا على إزالتها تحت الضغط المقدسي.

وقرر الاحتلال فرض البوابات بعد عملية فدائية نفذها شبان من مدينة أم الفحم داخل الأراضي المحتلة سنة 1948، وأدت إلى قتل عدد من جنود الاحتلال في ساحات المسجد المبارك في 14 يوليو/ تموز 2017، وأسفرت عن استشهاد الشبان الثلاثة وقتل عنصرين من شرطة الاحتلال وإصابة آخر.

وبعد مرور يومين على إغلاق الأقصى بالكامل، قررت سلطات الاحتلال السماح للمصلين بالوصول للمسجد المبارك لكن من خلال البوابات لفحص المصلين الوافدين إليه، وهو ما أثار ردود فعل فلسطينية عربية وإسلامية رافضة لها.

وفي الوقت نفسه، أثار قرار الاحتلال هذا هبة مقدسية انطلقت من جميع أحياء وبلدات القدس المحتلة ضد انتهاكاته المستمرة التي شملت البوابات الإلكترونية.

ورفض المقدسيون والمؤسسات والمرجعيات الدينية خطوة حكومة الاحتلال، واندلعت في إثر ذلك سلسلة مواجهات واعتصامات وتجمعات كبيرة وأداء صلوات على أبواب المسجد وفي الشوارع المحيطة، وخاصة باب الأسباط، الذي أصبح أيقونة لتلك الهبة.

وخلال الهبة اعتقلت قوات الاحتلال 58 موظفًا تابعًا لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بينهم حراس ورجال إطفاء وإسعاف، واعتدت على شخصيات إسلامية، بينها خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، والمصلين خلال أدائهم الصلوات الخمس في محيط المسجد.

واحتجاجًا على إجراءات الاحتلال عمت مواجهات في الأراضي المحتلة، ومظاهرات واسعة في مدن عربية وإسلامية وعواصم غربية وأوروبية دعمًا ونصرة للأقصى.

واستغل الاحتلال قضية البوابات الإلكترونية ليستفرد بالمسجد الأقصى، تزامنًا مع رفض المقدسيين الدخول عبر تلك البوابات، رفضًا لجعلها أمرًا واقعًا على المسجد ورواده، ما يحمل تبعات خطِرة تُمّكن الاحتلال من الانقضاض على المسجد، وتسهل تنفيذ مخططاته التهويدية فيه.

وأمام صمود المقدسيّين وإصرارهم، كان على الاحتلال التراجع بعدما حاول المماطلة لكسب الوقت والاستعانة بالأصدقاء" للخروج من هذا الموقف بأقلّ خسائر، إذ إنّ مزاعمه حول السيطرة على المسجد وُضعت على المحكّ بوضوح.

وفي 24 يوليو 2017، اضطر الاحتلال إلى الانصياع لإصرار المقدسيين وصمودهم، وأزال البوّابات الإلكترونيّة، ووقف شاهدًا على احتفال المقدسيّين بانتصارهم عبر إحياء معادلة إجبار الاحتلال على التّراجع في مواجهة الإصرار والصمود.

وقال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب: إن هبة المقدسيين ضد البوابات الإلكترونية شكلت نقطة انطلاق للهبات الشعبية المقدسية ضد إجراءات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في القدس.

وأكد أبو دياب في تصريح لـ "فلسطين"، أن الهبة شكلت معركة مفصلية مع الاحتلال ورسخت وحدة المقدسيين في مواجهات انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية في الأراضي المحتلة.

وشدَّد على أنها حالت دون تمكن نتنياهو من فرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى ومحيطه، وأدت إلى وضع حد لقوات الاحتلال آنذاك، وتوفير الحماية لأحياء وبلدات القدس.

وقال: إن "معركة البوابات شكلت منعطفًا حقيقيًا أن الحراك المقدسي كسر حاجز الخوف من قوات الاحتلال، وأثبتت أن المقدسيين بوحدتهم يستطيعون مواجهة العنجهية والبطش الإسرائيلي في وقت كان فيه الاحتلال يصول ويجول بانتهاكاته في الأراضي المحتلة بحق المقدسات ويسعى إلى تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا".

ونبَّه إلى أن وحدة صمود وثبات أهالي القدس في معركة البوابات، أدت إلى انهزام الاحتلال واضطراره لإزالتها أخيرًا، وما زال تأثير ذلك مستمرًا حتى اليوم، ويتجلى فيما يحدث في سلوان والشيخ جراح وغيرها من الأحياء المقدسية التي تتعرض لانتهاكات مستمرة.

المصدر / فلسطين أون لاين