قائمة الموقع

"نافذ شقفة" كفيف يقود مشروع "أزولا" برفح

2021-07-13T17:38:00+03:00

بدأ نافذ شقفة (59 عامًا) من رفح جنوبي قطاع غزة قبل ثلاث سنوات رحلته البحثية عن طعام للدواجن، يكون بديلًا مُجديًا للأعلاف المستوردة عبر الاحتلال الإسرائيلي.

شقفة الذي فقد بصره تدريجًا على مدار 15 عامًا، وكاملًا عام 2010، لم يستسلم للإعاقة، وقرر مواصلة عمله مربيًا للدجاج اللاحم، للإيفاء بمتطلبات عائلته المعيشية.

أخيرًا وجد شقفة المكنى "أبا محمد" ضالته في نبات "أَزُولَّا"، وبمجرد وصول أخبار عن إدخاله إلى قطاع غزة المحاصر جلبه واستزرعه، وبدأ إجراء تجارب عليه.

"وجدت نبات أزولا بعد إجراء تجارب عليه مصدرًا مهمًّا وطبيعيًّا لطعام الطيور والحيوانات، وفي الوقت ذاته تكلفته لا تذكر مقارنة بتكلفة الأعلاف المستوردة" والحديث لشقفة.

وأزولا هو نبات سرخسي صغير يعيش طافيًا على أسطح الأحواض المائية، ويُزرع في المقام الأول علفًا للماشية والطيور، مع الموارد الغذائية المحدودة، أيضًا يستخدم في التسميد العضوي.

وتعتمد كثير من الدول على أزولا علفًا للأسماك والحيوانات والطيور، نظرًا لقيمته الغذائية الغنية بالبروتين والأحماض المفيدة وانخفاض تكلفته مقارنة بالأعلاف التجارية الصناعية، إضافة إلى كونه صديقًا للبيئة.

شقفة يوضح في حديثه مع "فلسطين أون لاين" أنه بدأ مشروعه الذي تقدر مساحته حاليًّا 160 مترًا مربعًا بزراعة أربعة كيلوغرامات من النبتة الخضراء جلبها من أحد المزارعين، مشيرًا إلى أن المرة الأولى لزراعتها بغزة كانت عبر استزراع غرامات من بذورها.

ويلفت إلى أن الكيلوغرام منها يغطي مساحة متر مربع، وتتكاثر لتنتج 250 غرامًا في 24 ساعة، مبينًا أنها تحتاج إلى عدة عناصر تقاوي غذائية، منها النيتروجين والسوبر فوسفات والسكسترين وسماد الـ(NPK)، بنسب متفاوتة.

ويشير شقفة إلى أن أزولا تنمو في أي درجة حرارة في أحواض مائية بعمق متوسط 20 سنتيمترًا؛ لكن درجة الحرارة المثالية لإنتاج وفير تراوح من 25 إلى 35 درجة مئوية، وفق حديثه.

ويقول: "أيضًا لا تحتاج لأشعة شمس مباشرة، بل ظل بنسبة 50%"، موضحًا أن اصفرار لونها لسببين: قلة السكسترين (الحديد) أو عنصر النيتروجين، وأن احمرار لونها سببه زيادة في أشعة الشمس.

ويرجع شقفة التوجه نحو أزولا لكون تكلفتها أقل من ثمن الأعلاف، علاوة على أنها تعطي مردودًا جيدًا للدواجن، لا سيما أنها تحتوي على بروتين "بنسبة 30 إلى 35%"، حسب إفادته.

وينصح المُربين عند إطعام الدواجن بتجفيف أزولا مدة 24 ساعة في فَيء (ظل) وعدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة لكونها تُفقدها البروتين، لافتًا إلى أنه يمكن إدخال أزولا في صناعة الأعلاف، وذلك يحتاج إلى معدات خاصة.

وينبه شقفة إلى أنه مع بداية معرفته بنبات أزولا أجرى تجارب على الدجاج اللاحم، فوجد أن إطعام الدواجن ما نسبته 50% أزولا مخلوطة مع مثلها من العلف يعطي نتيجة تضاهي إطعام الدواجن أعلافًا خالصة.

ويكشف عن إجرائه في الوقت الحالي تجارب بإدخال أزولا طعامًا للدجاج البياض، مشيرًا إلى أن النتائج الأولية "تبشر بخير"، لا سيما أن أزولا تحتوي على مواد منشطة للهرمونات، وفق حديثه.

ويشدد "أبو محمد" على أن فقدانه البصر لم يدفعه للاستلام واليأس، بل دفعه للتوكل على الله والمضي في مشروعه تربية الدواجن بمساعدة أبنائه الذين تلقوا الخبرة على يديه، بكل عزيمة وإرادة قوية.

وتراوح تكلفة الطن الواحد من الأعلاف التجارية المستوردة المصنعة التي يدخل في تكوينها الحبوب وزيت الصويا والذرة من 2700 إلى 2850 شيقلًا (ما بين 830 و876 دولارًا أمريكيًّا).

مصدر مهم وطبيعي

بدوره يوضح مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة بغزة عايش الشنطي أن نبات أزولا مصدر مهم وطبيعي لطعام الحيوانات والطيور بنسب متفاوتة.

ويبين الشنطي لـ"فلسطين أون لاين" أن وزارته نظمت زيارات إلى مربي أزولا في قطاع غزة وشجعتهم على الاستمرار في إنتاجها، بعدما أثبتت جدواها طعامًا مهمًّا للأغنام والأبقار والأسماك والدواجن والبط.

ويوضح أن نسبة البروتين فيها عالية لا تقل عن ٢٤%، مستبعدًا اعتماد أزولا طعامًا أساسيًّا في الظروف الراهنة، مع حاجة غزة واستهلاكها كميات كبيرة من الأعلاف المصنعة المستوردة.

الشنطي يؤكد في الوقت ذاته فاعلية أزولا الكبيرة لمربي الحيوانات والدواجن في الوقت الحالي، "نظرًا لارتفاع أسعار الأعلاف ارتفاعًا غير مسبوق".

ويشير إلى أن قطاع غزة يستورد شهريًّا نحو ١٥ ألف طن من الأعلاف، إلى جانب اعتماده على ثلاثة آلاف طن من الأعلاف المُصنعة محليًّا.

ويقول الشنطي: "أحواض أزولا في غزة في طور التجارب الذاتية والفردية ولم تصل إلى كونها منتجات تجارية"، مؤكدًا تشجيع وزارته على الاستثمار في مشروع أزولا لكونه مجديًا، يوفر التكاليف ويعطي نتائج جيدة.











 

اخبار ذات صلة