فلسطين أون لاين

الأغنية الوطنية "سلاح" في "العصف المأكول" و"سيف القدس"

...
غزة/ صفاء عاشور:

"سدد يا ابن القسام.. وارمِ فالحرب ضرام.. قاوم في غزة هاشم.. واكتب نصر الإسلام"، أنشودة سمعها أهالي قطاع غزة بقلوبهم قبل آذانهم خلال معركة العصف المأكول عام 2014 التي استمرت 51 يومًا، بدءًا من الثامن من يوليو/تموز.

أنشودة كان تهدف إلى إبراز قدرات المقاومة وبث العزة والكرامة والفخر عند كل فلسطيني، ليكون تأثيرها كتأثير صواريخ المقاومة التي كانت تدك الأراضي المحتلة وتزرع الخوف والرعب في قلوب كل جندي ومستوطن.

وما بين سدد يا ابن القسام، وهنا أعددنا لكم، وأنشودة ستهزمون كانت الفرق الفنية تحقق نصرًا، تثبت حقًا، وتدعم شعبًا بأكمله.

الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار المنشد ابن الخليل والمبعد إلى غزة مصعب الهشلمون يؤكد أن الفن، والنشيد، والكلمات، والألحان والجوقة كلها تؤثر في معنويات شباب المقاومة وهو ما يؤكد أهمية دور الفن في محاربة الاحتلال.

يقول الهشلمون لصحيفة "فلسطين": "في معركة العصف المأكول في 2014 كانت كلمات الأناشيد كلها تهدف إلى رفع المعنويات للمقاومين وللمواطنين أنفسهم وأن كلا الطرفين له دور مكمل للآخر ليتحقق بعدها النصر".

ويضيف أن المنشدين "تكون لديهم رؤية مسبقة للكلمات والألحان الخاصة بالأناشيد للأشهر والسنوات القادمة، حيث كما يعد المقاوم العدة بالأسلحة نعد نحن العدة بالأناشيد والفن الهادف".

ويشير إلى أنهم ينتقون الكلمات غير المعقدة والتي يحبها الناس ويمكن ترديدها بكل سهولة، وينتقون كلمات من القرءان والحديث الشريف لتكون قريبة من الناس وهادفة من عمق الحياة والتجربة.

ويذكر الهشلمون أن الهدف الأساسي من الأناشيد الوطنية هو تعزيز صمود الناس والمقاومين وأن تكون الكلمات قريبة من الروح واللسان، لذلك يجب زيادة جرعة الفن الإسلامي المقاوم التي ترفع من الروح المعنوية لكل أطياف المجتمع الفلسطيني.

"سلاح فعال"

رئيس منتدى الفن الفلسطيني د.سعد كريم يؤكد أن الأغنية الوطنية الفلسطينية شكّلت سلاحًا فعالًا استخدمه الفلسطينيون في كل مراحل النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول كريم، عضو مجلس إدارة دائرة الإنتاج الفني في حركة المقاومة الإسلامية حماس لصحيفة "فلسطين": "إن الفن بشكل عام قوة ناعمة مهمة ومؤثرة يستهويه الكبار والصغار من النوعين، والأغنية بشكل خاص لها الجمهور الأوسع من الجماهير في قطاع غزة".

ويضيف كريم:" تميزت الأغنية الوطنية الفلسطينية بكلماتها التي تحاكي مفاصل العمل النضالي، أبرزها التحريض على النضال والمقاومة لمكونات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، ورثاء الشهداء ومدح الجرحى والأسرى".

ويبين أنه كان في معركة العصف المأكول للأغنية والأنشودة الوطنية دورًا كبيرًا في رفع معنويات الناس وتعزيز الجبهة الداخلية على مدار أيام العدوان وهو ما ساهم في تعزيز صمود المواطنين.

ويذكر كريم أنه في ثقافة كل شعب محتل كان للفن دور أساسي يعبّر عن الحالة الوطنية والجماهيرية السائدة في البلاد، لذلك أولته المقاومة الفلسطينية الاهتمام الملحوظ وذلك عبر إنتاج العديد من الأعمال الفنية الداعمة لمواقفها.

ويردف: "في كل عدوان على غزة يخرج إلى العلن العديد من الأناشيد الوطنية التي تترك صدًى قويًّا في قلوب المواطنين وعقولهم، وظهر ذلك خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2014 عندما ظهرت العديد من الأعمال الفنية الداعمة للمقاومة الفلسطينية بكل أشكالها".

ويبيّن كريم أن من أبرز الأعمال الغنائية في معركة العصف المأكول عام ٢٠١٤ كانت أغنية سدد يا ابن القسام لفريق غرباء الفني، وكذلك أغنية هنا أعتدنا لكم، وأغنية ستهزمون وغيرها من الأعمال التي كان لها أثر كبير في تحريض المجاهدين وتثبيت الشعب وتحصين الجبهة الداخلية ورفع الهمم.

ويختم كريم بأن العاملين في مجال الكتابة والتلحين وإنتاج هذه الأناشيد كان تتملكهم مشاعر مختلطة بين عاطفة متولدة من فقد الشهداء وآهات الجرحى وتحدي للاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن معظم الأعمال أنتجت خلال فترة العدوان، وكانت مشاعر الفنان الفلسطيني قد توقدت فنًّا كان بلسمًا على الشعب الفلسطيني وإرادته وجحيمًا على الاحتلال الإسرائيلي.

ويتواصل التطور في المسيرة الفنية التي رافقت أيضًا أحداث معركة سيف القدس التي تصدت بها المقاومة للعدوان على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي.