يشهد قطاع غزة مساعي حثيثة لإنتاج أعمال فنية في مجالات متعددة، رغم التحديات الماثلة أمام ذلك تبعًا للحصار المشدد، في حين يؤكد القائم بأعمال مدير رابطة الفنانين محمد الزميلي أن الفن المقاوم "يغيظ الاحتلال".
الإنتاج المرئي، والصوتي، والفن التشكيلي هي ثلاثة ملتقيات تضمها رابطة الفنانين الفلسطينيين في قطاع غزة والتي أنشئت عام 2010 لدعم الفن المقاوم الذي يخدم القضية الفلسطينية ويحتضن المواهب الفنية في قطاع غزة.
في حديث مع صحيفة فلسطين يوضح الزميلي أن جميعة رابطة الفنانين أُسست وفق قانون الجمعيات في وزارة الداخلية، بهدف تقديم الفن الملتزم الذي ثبت في الأعوام الماضية أن له دورًا لا يقل أهمية عن أنواع المقاومة الأخرى.
ويقول: إن الفن المقاوم يغيظ الاحتلال الإسرائيلي كما تغيظه أسلحة المقاومة العسكرية وهذا هو ما ظهر جليًّا عندما استهدفت في العدوان الأخير على القطاع بعض الاستوديوهات والمراكز الثقافية الداعمة للفن على مختلف مجالاته.
ويذكر أن ملتقيات رابطة الفنانين الفلسطيني ثلاثة، هي: ملتقى الفن التمثيلي وملتقى الفنون الصوتية وملتقى الفن التشكيلي وهو عبارة عن لوحات ورسومات وينبثق عنها الخط العربي"، لافتًا إلى أن الرابطة تدعم أي فنان عنده صور ورسومات في إقامة معارض جماعية أو خاصة إذا توفرت الإمكانيات اللوجستية والمالية.
ويبيّن أن الرابطة قدَّمت الكثير للفنانين الفلسطينيين رغم إمكانياتها المحدودة وشبه المعدومة بسبب الحصار الذي يضرب كل مناحي القطاع، مؤكداً أن الرابطة لا تألوا جهدًا لتقديم كل شيء للفنان الفلسطيني.
ويشير الزميلي إلى أن الرابطة مسؤولة عن تسجيل العديد من الأغاني الوطنية والمسلسلات الإذاعية الهادفة التي تعالج القضايا الوطنية، والتي كان آخرها مسلسل إذاعي اسمه حكايا أسير يتحدث خلال 30 حلقة عن الأسرى أصحاب المحكوميات العالية في سجون الاحتلال.
ويذكر أن هذا المسلسل أُذيع عبر الإذاعات العربية في لبنان، سوريا وإيران وأخذ صدى جيد لأنه تحدث عن قضية مهمة تخص أصحاب المحكوميات العالية في سجون الاحتلال.
ويوضح أن أناشيد وطنية تدعم المقاومة ومسلسلات تعالج قضايا مجتمعية مختلفة وقضايا تخص صميم القضية الفلسطينية أُنتجت، كما أقيم معرض افتراضي للرسامين العرب الذين يتواصلون مع الرابطة، وعُرضت رسوماتهم عن القدس والأقصى وعدد من المخطوطات العربية عبر موقعها الإلكتروني.
وحول الإقبال على الرابطة، يؤكد الزميلي أن الرغبة في الاستفادة من خدمات الرابطة تدفع الآلاف من المواهب في كل أنحاء القطاع للجوء إليها لعرض مواهبهم والتسجيل بها والاستفادة من الخدمات المقدمة عبرها.
ويبيّن أنهم لمسوا الإقبال الشديد بعد الإعلان عن عقد امتحان لعدد من الممثلين للمشاركة في مسلسل تلفزيوني، وبلغ عدد المتقدمين ما يقرب من ألف مشارك.
ويوضح الزميلي أن الفن الملتزم زاد من إقبال الجميع عليه، وخاصة الفتيات والسيدات، في كل أنواعه سواء تمثيل، أو إنشاد، أو رسم وغيرها من أنواع الفنون.
لكنه يبين أن الرابطة تعاني معيقين أساسيين، هما: الاحتلال الإسرائيلي، وعدم توفر الدعم والموازنات المالية، لذلك يُلجأ إلى عدد من المؤسسات لترعى بعض الأعمال الفنية.
وينبه الزميلي إلى وجود كفاءات ومبدعين من المجالات كافة، قائلًا: "لو كانت الأمور المالية جديدة لقدمت الرابطة خدمات أكثر مما هو معمول به حاليًّا، ولتم التركيز على قطاعات جديدة مثل الإنتاج المرئي والإذاعي".
ويعبّر عن طموحه في أن تسمح الدول العربية بفتح باب الدورات وخروج وفود من القطاع للعالم العربي سواء في مصر، أو تونس، أو الجزائر أو تركيا، "خاصة أن الإمكانيات كبيرة والتقدم ملحوظ عندهم، وأن القطاع يضم طاقات ومواهب بشرية يجب الاستفادة منها في تحسين الإنتاج الدرامي والإذاعي".