فلسطين أون لاين

غلب على أعماله الحس الوطني

راجي النعيزي "أبو نص لسان" الذي أضحك الناس أعوامًا

...
عزة/ صفاء عاشور:

كانت البداية إبان انتفاضة الحجارة، ومن خلال مسرح الشارع وحفلات الأعراس الإسلامية والوطنية، بدأ راجي النعيزي أولى خطواته في التمثيل وهو ابن ١٤ عامًا في المسرحيات ذات الطابع الكوميدي.

حبٌ للكوميديا طغى على أعمال النعيزي جعلته أحد أيقونات العمل الفني في قطاع غزة والتي لا خلاف عليها، فلا يمكن لأحد أن ينسى المسلسل الإذاعي "أبو نص لسان" الذي استمر إنتاجه ست سنوات أو أبو خليل وفضة.

28 عامًا قضاها النعيزي في تقديم أعمال فنية كوميدية سواء في الكتابة، التمثيل أو الإخراج على المسرح والإذاعة والفضائية، ومستعد أن يفني ما تبقى من عمره في التعلم والتدريب وإنتاج المسلسلات والمسرحيات الكوميدية.

عندما تجلس مع النعيزي تجد رجلًا يشبه كل رجال القطاع، يحب الوطن والمقاومة، يجد في الفن سلاحًا جديدًا لمقارعة الاحتلال ليس بالرصاص هذه المرة بل بالكلمة والنكتة وبالحركة المضحكة التي تصل إلى الناس رسائل تخترق القلوب والعقول.

يقول في حديثه مع صحيفة فلسطين من داخل أحد الأستوديوهات التابعة لرابطة الفنانين الفلسطينيين في قطاع غزة: "إن العمل الفني بدأ في القطاع مع بداية انتفاضة الأقصى عندما كان الناس يفضلون الأعراس الوطنية وكان من ضمنها فقرات مسرحية تطرح مشاكل مجتمعية".

ويضيف النعيزي: "كنا نتناول في مسرحياتنا مشاكل الاحتلال، المخدرات، العملاء والإسقاط وغيرها من الأمور المجتمعية المستقاة من الواقع"، لافتًا إلى أن بداياته كانت في التمثيل ثم انتقل بعد ذلك إلى كتابة المسرحيات وتمثيلها وإخراجها أيضًا.

استمر النعيزي ومن رافقه من محبي للفن على هذا الحال حتى عاد الكثير من الشخصيات التي درست الفن والمسرح في الدول العربية كمصر، سوريا، لبنان، تونس وغيرها، في منتصف التسعينيات.

ويؤكد أن هذه الشخصيات كانت مكسبًا للحالة الفنية في القطاع حيث عملت على نقل خبراتها وعلمها إلى من كان يرغب في تطوير نفسه في المسرح، التمثيل والغناء، وتعرف على فن المسرح بشكل موسع وزادت خبراته في التمثيل.

ويشدد النعيزي على أن هذه المواكبة والتوسع في المعرفة في المجال الفني لم تؤثر على توجهاته في الاستمرار في دعم الفن الوطني المقاوم وهو ما شكل تحدياً له في ظل ظروف كانت تدعو إلى الانفتاح في كثير من المجالات.

انفتاح وجد فيه النعيزي مساحة من الحرية التي جعلته قادرًا على تقديم مواد مسرحية ينتقد فيها بعض القضايا السياسية بشكل ساخر مع بعض الإسقاطات وهو ما تسبب له عند أدائه أغنية في إحدى المسرحيات بالاعتقال لأنه سخر من إحدى شخصيات السلطة الفلسطينية.

اعتقال لم يؤثر على موقفه الملتزم بالقضايا الوطنية والذي استمر على نهجه، حتى بدأت النقلة الثانية في حياته وهي العمل الإذاعي والذي بدأه مع انطلاقة إذاعة الأقصى في 2003 فكان أول مسلسل إذاعي يذاع من عمله وهو مسلسل "أبو نص لسان" الذي استمر إنتاجه ستة أعوام على التوالي.

ويوضح النعيزي أن العمل الإذاعي يختلف تمامًا عن العمل المسرحي، فالأخير يعتمد على لغة الجسد وتعابير الوجه والقدرات الصوتية وإقناع بالحركات والصوت، ولكن العمل الإذاعي يعتمد فقط في الأداء على الصوت فقط.

ويُبيّن أن الأعمال الكوميدية من أصعب الأعمال الإذاعية لأن المؤدي يجب أن يتمتع بقدرات عالية في الأداء الصوتي الذي يجب أن يوصل إلى مستمع كوميديا من خلال نبرات الصوت فقط وهو أمر صعب للغاية.

ويذكر النعيزي أن "أبو نص لسان" يُعد العمل البكر له والأقرب إلى قلبه وكان فاتحة الخير له بعدما وجد وظيفة له في قسم الدراما في أحد المؤسسات الفنية.

استمر إنتاج النعيزي للمسلسلات الإذاعية وبعد أبو نص لسان كان هناك مسلسل أبو خليل وفضة والذي قدم فيه أربعة أجزاء، ثم يوميات أبو خليل وأبو نص لسان، مسلسل صلاح الدين، ريحة البلاد، مسلسل عن الأسرى ذوي المحكوميات العالية وغيرها من المسلسلات التي كانت كلها ذات طابع كوميدي.

إنتاج إذاعي واكبه أيضًا بعض الأعمال المرئية مثل المشاركة في مسلسل الفدائي، وحبر النار وحساب مفتوح ورغم كل هذه التجارب في مختلف الفنون إلا أن ميوله تبقى موجه نحو المسرح.

ويحلم النعيزي بإنشاء مسرح ثابت وعمل نهضة في الحالة المسرحية تحرك واقعه له في القطاع، داعيًا إلى إيلاء الفن المسرحي الاهتمام على غرار باقي الفنون الإذاعية والمرئية لما له من القدرة على إيصال الرسائل القوية.