قائمة الموقع

​رمضان "النرويج" بلا نكهة

2017-06-03T07:19:13+03:00
أوسلو عاصمة النرويج (أرشيف)

ثماني سنوات في النرويج، أمضتها عائلة ياسمين الهباش ولا تزال، تلك الأسرة الغزية التي استقرت في بلاد الغربة، تاركة قلبها هنا في غزة، رمضانها باهت كئيب بلا معالم للفرح ففي تلك البلاد تصوم وحدك بين زملاء العمل المفطرين، ولا صوت تسمع لأذان أو إقامة وبالتالي عليك أن تتابع الساعة باستمرار وتعرف مواقيت الصلاة.

في تلك البلاد.. فارق التوقيت بين أذان المغرب وأذان الفجر فقط أربع ساعات، أي أنهم يضطرون للصيام 19 ساعة متواصلة، ومع ذلك تقول ياسمين أنا لا أشعر بالوحدة، تشغلني دراستي وعملي وبعض الأصدقاء العرب المسلمين عن أي شيء آخر.

ألمانية تصوم

وعن أهل زوجها تقول الهباش: "رمضان الماضي أمضيته في ألمانيا مع أهل زوجي وهم ألمانيون ووالدته الألمانية صامت معنا أنا وزوجي رغم أنها غير مسلمة"، مشيرةً إلى أنها لا تشعر باكتمال جمال أجواء رمضان إلا عندما تجتمع بعائلتها المكونة من والدها ووالدتها وإخوتها.

أجواء غزة الرمضانية بقيت حاضرة في حديث الهباش معنا والتي قالت: "أجواء رمضان في غزة أجمل يكفي أنكم تسمعون صلاة التراويح، وهناك وقت طويل حتى يأتي موعد السحور وصلاة الفجر".

وتابعت ممازحة: "من أراد أن يخرج من غزة حتى يشاهد العالم فهذا شأنه أما أن يشعر بطعم الوطن وهو خارجه فهذا مستحيل، لا شيء يعوض رمضاننا في غزة وجمعة الأهل والأصدقاء على مائدة واحدة".

وأعربت الهباش عن أمنيتها في أن تزور غزة وتمضي فيها بضعة أيام في هذا الشهر الفضيل، ملفتة إلى أن الاجراءات على معبر رفح تحول دون تحقيق أمنيتها هذه، والتي بسبب عدم تحقيقيها لا تزال سنوات الغربة تزداد مدادًا.

وأضافت: "في بداية سنوات الغربة في النرويج كنت أحن إلى غزة وأتمنى العودة إليها لأني كنت أفتقد إلى اللغة وأشعر أنني ضائعة هنا، ولكن بعد مرور سنوات وتمكني من اللغة والدراسة وحصولي على عمل وأصدقاء كذلك بدأت أتأقلم مع المكان والناس وإن كان الحنين لا يزال يشدني إلى غزة".

إفطارات جماعية

وأشارت إلى أن العرب المتواجدين في مدينة معينة، يقيمون إفطارات جماعية وهذا هو الحال الدارج، وإن كانت هي عن نفسها وزوجها لم تشارك يوماً في مثل هذه الإفطارت، كما أنها لا تعلم إن كان مثل هذه الموائد يُقام في المساجد أم لا.

أما الزينة الرمضانية فحال النرويج كما هو حال أي بلد أوروبية أخرى، الفانوس الرمضاني لا يمكن مشاهدته إلا في البلدان الإسلامية والعربية، وكذلك صوت الأذان والتراويح وكل معلم يشير إلى وجود مسلمين هنا في هذا المكان.

والجدير بالذكر أن النرويج هي إحدى الدول الإسكندنافية، دولة فريدة بظواهرها الطبيعية، وتبلغ مساحتها 323.895 كيلومتر، وتعتبر الديانة الإسلامية الديانة الرسمية الثانية في البلاد، كما تعتبر الجاليات المسلمة بمختلف أعراقها ولغاتها، الأكبر داخل النرويج، حسب الإحصائيات المأخوذة من مركز الإحصاء النرويجي.

وتمنت الهباش أن يعيش الشعب الفلسطيني أجواء رمضانية تسودها الألفة والمحبة بعيداً عن التجاذبات السياسية وأجواء الانقسام، وأن يتم تغليب مصلحة الشعب على أي مصالح خاصة تلهيهم عن الشهر الفضيل.

وفي ختام حديثها معنا، كان للهباش أمنية من نوع خاص كشفت عن جوانب المرح في شخصيتها التي لم نقابلها وجهاً لوجه، واكتفت المقابلة بيننا بالحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تمنت الهباش من "نساء غزة" أن يتوقفن عن الغيرة من بعضهن وغيبة بعضهن خاصة في رمضان، موضحةً أن هذه العادة العربية انتقلت معهم إلى الدول الاسكندنافية.

اخبار ذات صلة