قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رمزي رباح: إن الجبهة تتطلع للجنة تحقيق شفافة يحاكم بموجبها المتورطون في اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات.
وجدَّد رباح في حديث لصحيفة "فلسطين" تأكيد موقف الجبهة الرافض والمدين بشدة لجريمة اغتيال بنات المعارض والمنتقد لسياسات السلطة، فجر 24 يونيو/ حزيران الماضي، على يد أجهزة أمن السلطة في الخليل التي اقتحمت منزله واعتقلته واعتدت عليه قبل أن يعلن استشهاده.
وشدَّد على ضرورة محاكمة جميع المتورطين في اغتيال بنات، وأن "هذه الجريمة لا يمكن أن تغتفر لأحد منهم"، مشيرا إلى أن الجريمة شكلت دافعا لحالة الغضب والسخط الشعبي والاحتجاجات الواسعة في الضفة الغربية، بهدف التعبير عن الإدانة وللمطالبة بمحاسبة منفذيها والمسؤولين عنها لمنع تكرارها بحق النشطاء والمعارضين السياسيين.
ولفت إلى أن موقف الجبهة الدائم ينسجم مع القوى السياسية التي تقف ضد الاعتقال السياسي وقمع التظاهرات والتعرض لحق المتظاهرين في التعبير عن رأيهم بشكل سلمي وديمقراطي، منبها إلى أنه منذ أحداث الانقسام فإن قبضة الأمن هي من تحكم في الضفة الغربية.
وأكمل أن هذا القمع ينبغي أن يتوقف، مع ضرورة صون الحريات الديمقراطية، مشيرًا إلى أن القانون الفلسطيني ينص بوضوح على حرية الرأي والتعبير والتظاهر والحريات الديمقراطية بكل أشكالها، وحق الاحتجاج الشعبي بطرق ديمقراطية وسلمية، وهذا حق مكفول، أما القمع الحاصل فهو مدان.
وتابع أن الحريات تنتهك عندما يشعر النظام أن هناك تهديدا لقبضته الأمنية، وهذا الأمر يحتاج إلى وقفة لضمانات وطنية وشعبية بعدم تكرار الاعتداء على المتظاهرين، لافتا إلى قمع أجهزة أمن السلطة المتظاهرين ودفاعهم عن الحريات في عدة تظاهرات شهدتها رام الله ومدن أخرى بالضفة الغربية.
وأكد الدور الذي يمكن أن يلعبه إنهاء الانقسام في تغير الحالة الراهنة والنظام السياسي القائم بطرح برامج جديدة بوسائل ديمقراطية وبمشاركة القوى السياسية والاجتماعية، مضيفا: "لكن عندما يغيب المجلس التشريعي والرقابة والمؤسسات والشخصيات المستقلة، يصبح انتهاك الحريات مسألة سهلة بالنسبة للأجهزة الأمنية والسلطة التنفيذية، وهذا يتطلب وحدة في القرار والارتقاء بالنظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الشراكة ببرنامج وطني مشترك مبني على أساس معركة سيف القدس، على أن نذهب لانتخابات لتجديد بنية النظام السياسي".
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية: "لا نزال في قلب المعركة ومواجهة الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية، ومخططات التهويد بالقدس وسلوان والشيخ جراح وبيتا وبطن الهوى"، مشددا على ضرورة الحفاظ على النتائج التي تحققت في معركة "سيف القدس"، ودعمها بمقدرات وإمكانات الشعب الفلسطيني وقواه ومؤسساته وقطاعاته الشعبية على امتداد أرض الوطن.
وأوصى رباح قيادة الفصائل بضرورة تسريع الحوار الوطني وإيجاد قواسم مشتركة واستراتيجية نضالية وكفاحية وسياسية موحدة فلسطينيا، لافتا إلى أهمية إيجاد صيغ انتقالية إلى حين إجراء الانتخابات، بما في ذلك تشكيل قيادة وطنية موحدة تقود المقاومة الشعبية بكل أشكالها وأساليبها.
واعتبر أن المقاومة أثمرت نتائج متقدمة، سواء المقاومة الشعبية والجماهيرية بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، أو المقاومة المسلحة في قطاع غزة التي شكلت درعًا واقيًا للمقاومة الشعبية.
وتابع أن هذه الدروس ينبغي استخلاصها حتى نستطيع المضي قدمًا في توفير كل عوامل القوة الفلسطينية في معركتنا مع الاحتلال، وقد بدأ التغير واضحًا في الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، وبدأت دول كانت تحابي (إسرائيل) تتحدث عن نظام أبرتهايد وتمييز عنصري وعن احتلال عنيف وقاسٍ ضد الشعب الفلسطيني، ينبغي أن يوضع له حد.
وأكد أهمية استثمار ذلك في مراكمة عوامل القوة الفلسطينية حتى إفشال مخططات الاحتلال ودحره لينعم شعبنا بالحرية والاستقلال.