ما إن تدخل القدس المحتلة حتى تذهل بكثرة حواجز الاحتلال، وخاصة تلك المكونة من حواجز أسمنتية على شكل مكعبات، ظنا من الاحتلال أنها تمنع مقاومة المقدسيين، أو تحد من قوة وفاعلية مقاومة أهل القدس لسياسة التهجير والطرد الممنهجة.
ونقلت قوات الاحتلال، اليوم الاثنين، موقع المكعبات الأسمنتية من مدخل وحدات حي الشيخ جراح الرئيس إلى مدخل شارع "عثمان بن عفان" في القدس المحتلة، الذي يشهد مواجهات واعتداءات يومية وفيه المنازل والبؤرة الاستيطانية.
الناشطة المقدسية كرستين ريناوي كتبت تقول عن نقل الحواجز الاسمنتية: "نقل الحواجز والمكعبات من الشارع الرئيس، إلى منطقة متوارية هدفها أولاً تخبئة الحواجز لأن منظرها مستفز في "دولة" تعتبر نفسها صاحبة سيادة وتعتبر القدس "موحدة"".
وأضافت: "ثانياً تشديد الحصار على أهالي الحي وإتاحة المجال للمستوطنين للتحرك والذهاب إلى الكنيس الموجود بحرية ودون تنغيص".
وتابعت ريناوي: "مزيداً من الصمود لأهالي حي الشيخ جراح، المعركة لم تنتهِ بعد بل تشتد والحصار يزداد وجلسة المحكمة في ٢-٨-٢٠٢١ مع إدراكهم أن القاضي والجلاد واحد".
وتوثق المؤسسة الحقوقية "بيتسيلم" وجود مئات الحواجز في الضفة الغربية والقدس المحتلة، من بينها عشرات الحواجز على مداخل وداخل القدس المحتلة، فيها يُفتَّش الفلسطينيون، وأحيانا يكون مصير الفلسطيني أو الفلسطينية القتل أو الاعتقال أو الجرح على تلك الحواجز دون حسيب أو رقيب.
ويقول المواطن المقدسي خليل الحسيني إن الحواجز مصدر قلق وإرهاق، سواء داخل القدس المحتلة أو داخل البلدة القديمة، أو على مداخل القدس المحتلة، وإنه يتشاهد، أي يشهد الشهادتين –أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله– عندما يخرج منها ويعبرها، ويشير إلى أنه اعتقل في إحدى المرات يومين بسبب تلك الحواجز التي وصفها باللعينة.
وقد سارعت سلطات الاحتلال منذ احتلالها مدينة القدس في حزيران 1967 إلى عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني، والرئة التي تتنفس منها وهي الضفة الغربية، بهدف بسط السيطرة عليها وتهويدها، فأحاطت القدس بالعديد من الحواجز والجدران، لتعزلها عن بقية المدن الفلسطينية الأخرى، ولتصبح هذه الحواجز مسرحًا لقتل واعتقال وإهانة الفلسطينيين، وانتهاكا لحريتهم في الحركة والوصول لأماكن عملهم وعبادتهم.
وتوثق المراكز الحقوقية المختلفة وجود جدار عنصري يحيط بـ القدس المحتلة بطول نحو 142 كيلومترا، ويفصلها عن الضفة الغربية، ويحيط بها 13 حاجزا إسرائيليا رئيسا، تحمل بعضها مواصفات المعابر الدولية، في حين تعد الأخرى حواجز عسكرية تتخللها إجراءات تفتيش وتدقيق شديدة.
ويعتبر حاجز قلنديا من أسوأ حواجز القدس المحتلة، حيث استشهد وجرح واعتقل المئات عليه، وهو يقع شمالي مدينة القدس، ويفصلها عن مخيم قلنديا وبلدة كفر عقب وأحياء أخرى، وعن مدينة رام الله، وهو مخصص لعبور المقدسيين وحملة هوية القدس وسياراتهم، إضافة إلى حملة التصاريح من فلسطينيي الضفة.