قائمة الموقع

سجى موسى.. بالريشة والألوان "تُنطِق" الركام

2021-07-01T09:46:00+03:00

بريشتها وألوانها جعلت سجى موسى قطع الحجارة المتناثرة من منزلها المدمر تنطق بالإرادة والصمود، رسوماتها البسيطة تناولت وجعها عن قضيتها فلسطين والقدس وتهجير أحيائها.

على شظايا الصاروخ الذي أطلقته طائرات الاحتلال الحربية، رسمت خارطة فلسطين وعلمها والكوفية، وقبة الصخرة، وعلى ريشته كتبت بألوانها "سوف نبقى هنا"، وعلى قطع البلاط المكسور خطّت "نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا"، وعلى جدار آخر بقيت أجزاء منه كتبت "لن نرحل".

سجى (26عاما) فنانة تشكيلية متزوجة ولديها طفل عمره عامان، حاصلة على بكالوريوس أحياء، تدمر بيتها جزئيا بعدما طالته شظايا صاروخ حول بيت جيرانها إلى ركام في 16 مايو/ أيار في أثناء العدوان الجوي على قطاع غزة.

لم تنتظر سجى أن تطرق الوظيفة بتخصصها الجامعي بابها، فاستثمرت موهبتها بعمل مشروعها الخاص بالرسم على البورسلان، حتى جاء العدوان وتدمر جزء من هذا المشروع.

تقول سجى لصحيفة "فلسطين": "بعدما دمر بيتي أصبت بحالة من الاكتئاب، فقدت شغفي في الرسم، وتوقفت عن العمل لمدة من الزمن، وبعد توقف العدوان بأسبوعين قررت العودة إلى الرسم لأوصل رسالتي بصفتي فنانة غزية ومستمرة حتى اليوم".

ولكن سجى اتخذت منحى جديدًا بالتفكير في استخدام أدواتها وألوانها بالرسم على جدران منزلها المدمر وبقايا الزجاج المكسور والشبابيك، حيث تناولت قضية القدس التي دافعت غزة عنها وعن أهلها المهددين بالتهجير وتهويد أحيائها.

وتضيف: "وجدت تشجيعا كبيرا من زوجي الذي شاركني في بعض الرسومات، فهو يتمتع بموهبة الرسم أيضا، وبعض الرسومات تحمل توقيع أنامل طفلي الصغير".

على الرغم من بساطة لوحاتها وعدم احترافها فإنها رسمت بوجع، وتحمل رسالة واضحة للعالم "أننا هنا صامدون وباقون، ونحن نصنع من ألمنا وجروحنا أملًا وفنًّا ورسمًا".

وتهدف سجى من رسمها على ركام بيتها إلى أن تكون بمنزلة دليل على المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني العزل الآمنين في بيوتهم، وأصرت على نشرها عبر منصات التواصل، حيث لاقت دعمًا كبيرًا من المتابعين لما تحمله من رسالة عميقة تظهر حجم الألم والوجع والدمار الذي لحق بغزة.

وتتطلع سجى إلى إقامة معرضها الخاص برسوماتها تلك، حيث تمكنت من رسم 13 لوحة عن فلسطين والقدس وما حل بغزة بعد العدوان الأخير، لتوثق الجرائم وتفضحها.

وتدعو سجى إلى احتضان موهبتها وكل المواهب الشابة في القطاع، ودعمها بمشاريع صغيرة يخرجون بها مواهبهم وقدراتهم المدفونة.

اخبار ذات صلة