قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" اسماعيل هنية، إنّ "قبل انطلاق الموجة الجديدة مع العدو كنا في حوارات فلسطينية معمّقة لكيفية الوصول لترتيب البيت الفلسطيني، بمستوياته المختلفة، واتفقنا على ضرورة إجراء الانتخابات وحددنا المواعيد واتفقنا على الآليات، ولكن بسبب أو لآخر أخذ قرار بتأجيل الانتخابات من قبل الرئيس أبو مازن".
وأضاف هنية، خلال حديثه أمام جمع سياسي حزبي وفصائلي وإعلامي فلسطيني ولبناني، اليوم الأربعاء، في العاصمة البنانية بيروت: "بعيدًا عن التفسير، فإنّ القرار يصف حجم الانسداد الداخلي للقضية الفلسطينية، بعد أن كنّا نتلمس أن طريق الخروج من الانقسام الداخلي يتم عبر إعطاء الشعب حقه باختيار قياداته، ولكن هذه الحالة التي لم تكتمل وضعتنا كفلسطينيين أمام انعطافة حادّة، فيما المسرح كان يتهيأ على جبهة أخرى، بفعل الإجراءات والسياسات التي اتخذها الاحتلال في القدس".
خطوات الاحتلال في القدس
وتابع: "خطوات الاحتلال، التي بدأت في القدس كانت أخطر وأكبر من أيّ مرحلة سابقة، فهي قد فُهمت على أن العدو يريد فرض واقع على المستويين المقدسي والفلسطيني، أمر مرتبط بلا شك بسياسة صهيونية متصلة بالاستيطان وسياسة القضم والضم لمساحات واسعة من الضفة الغربية، ومتصل بمحاولة شطب حق العودة، ومرتبط بخط إطلاق نطاق التطبيع وتحالفات سياسية في المنطقة تشرعن الاحتلال".
وأوضح هنية: "هذا الأمر كان لا بد لنا من مواجهته والتعامل معه بمقتضاه".
وأشار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إلى أنّ "المقاومة والفصائل وضعت استراتيجية لمواجهة الهجمة التي تتم على الشعب الفلسطيني، فانطلقت حركة وطنية فاجأت العدو قبل الصديق من القدس والضفة لتتلاحم مع أراضي الداخل، حتى وصلت المواجهة إلى قطاع غزة، وتدخل إطارها العسكري".
وأكد هنية أن "مطالبات الشعب الفلسطيني بتدخل المقاومة، من قبل حرائر القدس، والمسيحيين من أهالي القدس وأبناء الداخل المحتل، دفع غزة إلى التدخل فيما يحدث، بينما دَفَعنا للتدخل كذلك رفضَنا لممارسات واعتداءات الاحتلال الدينية على المسجد الأقصى".
وتابع: "معركة سيف القدس، أبرزت مرحلة الانكسار التي وصل إليه الاحتلال، وأنه لم يعد قادرًا على ضم وتوسيع أراضيه وأن ذلك العهد قد ولى".
نتائج استراتيجية
وأضاف: "المعركة سجلت نتائج إيجابية واستراتيجية نقلت المقاومة والقضية من مكان إلى مكان، نسجل في هذه المعركة خمس نتائج ألا وهي: أولًا؛ المعركة كانت مختلفة عن سابقاتها بأن المقاومة هي من بادرت بالفعل والعمل، لتفشل بذلك قدرات العدو".
وتابع: "الاستراتيجية الثانية، هي عبر بنائنا ميزانًا استراتيجيًا جديدًا للقوة، فلوحة المعركة التي شهدناها أبرزت عدّة عناصر وهي، عنصر المقاومة، والشعب، وعنصر أهلنا في ال٤٨ الذين حاربوا قوانين الأبرتهايد ومحاولة نزعه من عنصره الفلسطيني والعربي، لينتفض جيل اليوم بعد كل مرارة السنين، ويطلق هبة كبيرة مشتبكًا مع الاحتلال اشتباكًا مباشرًا، فيما كذلك حققت صواريخ المقاومة إنجازًا فرضت شللًا على الاحتلال لمدة 11 يومًا".
وأردف: "الاستراتيجية الثالثة؛ كانت بإثباتنا للقاصي والداني، أن المقاومة قادرة على خلط الأوراق في المنطقة، وأن العدو لن يتسيّد هذه المنطقة على الرغم من أنّ دولًا قد أخذت نهج التطبيع معه، لكنها لا تعبر عن إرادة وضمير أهالي المنطقة، وما حصل من تحرك الشعوب وتفاعله مع ما يجري في فلسطين أبرز ذلك، وأكد على إمكانية خلط الأوراق في المنطقة، وأن كل عمليات الهندسة التي يتم العمل عليها لن تنجح، وأن المقاومة يمكنها أن تغير المعادلة".
وذكر هنية أنّ "الاستراتيجية الرابعة؛ هي قدرة المقاومة والقضية الفلسطينية على تغيير الرؤية العالمية سياسيًا وشعبيًا، خاصة على صعيد المظاهرات التي انطلقت، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني بعد المجازر التي ارتكبهتها قوات الاحتلال بحق أهل غزة والقدس، أو على توجيه الإدارة الأميركية لتعديل رؤيتها للمنطقة وتدخلها لوقف الحرب والصراع، وذلك فيه مصلحة وأمن للكيان الإسرائيلي".
القدس توحدنا
واسترسل: "أما الاستراتيجية الخامسة، فهي أنّ القدس توحدنا، وأن هذه المعركة كان عنوانها القدس، وأن القدس هي محور الصراع مع العدو، فالقدس تعني لنا كدين وكوجدان وكعقل، وأن فلسطين بلا قدس، ستصبح كأي مكان في العالم. والقدس توحد أحرار العالم والشعب الفلسطيني، ولذلك خلال المعركة وفي إطار المباحثات السياسية، والمعركة التي خضناها سياسيًا وتفاوضيًا، قدم لنا عروض كثيرة، منه وقف إطلاق نار متزامن ومتبادل، وأن يجرى مفاوضات غير مباشرة تستضيفها القاهرة، وأن يتم مناقشة قضايا الحصار والقدس والإعمار، ولكنّا رفضنا وضع قضية القدس على طاولة الحوار، فهي لا يفاوض عليها، مع موافقتنا على وقف إطلاق نار متبادل، وأبلغنا مصر بذلك، فإن وافق العدو وافق، وإن رفض فله خياره".