فلسطين أون لاين

"مخيمات طلائع التحرير".. قيم اجتماعية ووطنية وأبعاد نفسية

...
مخيم طلائع التحرير
غزة/ ريما عبد القادر:

بزيهم الموحد سار عشرات آلاف المشاركين من فئات عمرية مختلفة، بخطوات منتظمة، وهامات مرتفعة، وبملامح ترتسم عليها الشجاعة، ضمن مخيمات طلائع التحرير، التي انطلقت في محافظات قطاع غزة كافة، لتغرس فيهم قيما وطنية واجتماعية ونفسية.

هذه المخيمات الصيفية -كما يؤكد مراقبون- لها أبعاد كثيرة وواضحة فهي تعد أجيالا تُؤمن بوضوح بعدالة قضيتهم فلسطين، وقد اتخذت اسم "سيف القدس"، تيمنا بالمعركة التي خاضتها المقاومة في القطاع لصد عدوان الاحتلال في مايو/أيار الماضي.

يقول الأستاذ المشارك في علم الاجتماع د.وليد شبير: "المخيمات الصيفية يكون لها أهداف تعمل من خلالها على تحقيقها عبر الأنشطة المختلفة".

وترجع أهميتها إلى أنها لا تكون عشوائية، إنما توضع لها خطة تتحقق من خلالها الأهداف المنشودة التي من أجلها نظمت هذه المخيمات، وفق شبير.

وتؤكد كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن مخيمات "طلائع التحرير" التي تنظمها تهدف إلى تحقيق جملةٍ من الأهداف "أبرزها غرس المبادئ الإسلامية في نفوس الشباب، وترسيخ القيم الوطنية لديهم، وبث روح الثقة والشجاعة والأمل والعزة، والانتماء للأرض المقدسة، والاستعداد لمرحلة التحرير والعودة، إضافة إلى الأهداف الأمنية والوطنية والبرامج التدريبية والكشفية والعسكرية وغيرها من البرامج المختلفة".

وبدأ التسجيل في المخيمات في الـ14 من الشهر الجاري، واستهدف فئات المرحلة الإعدادية، والمرحلة الثانوية، والمرحلة الجامعية، إضافة إلى مرحلة الكبار.

وتمتاز المخيمات بأن المشاركين فيها يقطنون في مناطق مختلفة في القطاع، وهو ما له تأثير في شخصياتهم حيث يبين شبير، أنها تعمل على تنمية القدرات الاجتماعية.

ويتابع لصحيفة "فلسطين":" طبيعة المخيمات فيها تدريبات دفاعية وقتالية ونحن بأمسِّ الحاجة لذلك للدفاع عن النفس وعن الوطن".

ويذكر أنه من خلالها يعد الفتيان ضمن برامج اجتماعية تناسب قدراتهم خاصة أنها تأتي في وقت مناسب تتمثل في العطلة الصيفية يحتاج بها الفتى إلى التعلم من خلال التواصل الاجتماعي مع أقرانه.

ولأهميتها في تنمية القدرات الاجتماعية، شجع شبير الأهالي على تسجيل أبنائهم في مثل هذه المخيمات التي وصفها بالهادفة، خاصة أنها تعمل على تنمية العلاقات الاجتماعية بين الفتيان من جهة والجهات المشرفة والمنفذة لها وبالتالي يكون لها تأثير في شخصياتهم.

ويتابع: "الأنشطة المُختلفة التي تُقدم لا تعمل على تنمية الفتيان من ناحية اجتماعية فحسب؛ بل كذلك تنمية شخصياتهم خاصة أن المرحلة العمرية للفتية تكون فترة ما يزالون يشعرون فيها بالخجل في التعامل مع الآخرين، وبالتالي هذه المخيمات ستعمل على تنمية شخصياتهم، وقدراتهم العقلية؛ ما يكسبهم مهارات جديدة، أو تنمية مهارات قديمة قد لا يكونون يعلمون بوجودها".

وتعطي المخيمات الفتيان فرصة لتعلم المهارات القتالية والدفاعية، حيث يبين شبير أنها تعمل على تنمية قدراتهم المُختلفة من أجل أن ينمو الفتى بشكل سليم، ويؤهل لمرحلة أهم بعد ذلك.

إعداد قادة

وطبيعة البرامج المتنوعة التي ترتكز عليها مخيمات " طلائع التحرير"، تهدف إلى إحداث التنمية الدينية والفكرية والوطنية، إذ يقول رئيس هيئة التوجيه السياسي والمعنوي في وزارة الداخلية د.محمد الجريسي: "الفتية هم القادة للمراحل القادمة، الأمر الذي جعل المخيمات تهدف إلى غرس المفاهيم الدينية والوطنية والفكرية حتى يكون البرنامج مكتملا يشمل كل الجوانب".

ويتابع لصحيفة "فلسطين":" المخيمات تهدف إلى إعداد جيل مقاوم لقيادة التحرير فهذا كله له تأثير في نفسية الفتية والمنظومة الفكرية لهم".

ويلفت إلى أن الفتية والشباب الذين يخوضون تدريبات يكون لها تأثير واضح في صقل شخصياتهم التي تمنحهم القوة والشجاعة، وتحمل الصعوبات، خاصة أنهم من خلالها يتعرضون لجرعات من الشدة وبرامج مدروسة ومكثفة تهدف إلى تكوين بنية قوية قادرة على التعامل مع الظروف المختلفة".

الأبعاد النفسية

وأينما توجهت الأنظار في المخيمات لا بد أن تقابلها في كل الاتجاهات صور لمدينة القدس، في إشارة إلى الهدف الذي يحمله المخيم، خاصة أنها توشحت في عبارة "قدس يا قبلة الجهاد آتٍ أنا وسريتي بعقيدتي وعزيمتي عمر يقود مسيرتي".

من جهتها، تقول الأخصائية النفسية ليلى أبو عيشة، إن فكرة المخيمات أكثر من "رائعة" لما تحققه على عدة أصعدة وأبرزها النفسي للفتى خاصة الذي سبق له أن عاصر العديد من العدوانات".

وتؤكد لصحيفة "فلسطين" أن لذلك تأثيرا وتحفيزا كبيرين للفتية؛ لتحقيق أهداف القضية والوصول إلى الهدف الواضح المتمثل في التحرير.

وعن توقيت المخيم بعد معركة "سيف القدس" تبين أنه يعمل على تخفيف التوتر، والأهم من ذلك غمر الفتية في "الجهاد والمقاومة؛ لتحرير فلسطين وبذلك هي ترسم مرحلة تمهيدية وتأهيلية لمرحلة قادمة في طريق القدس فهم أسود فلسطين".

وتبين أن للمخيمات تأثيرا نفسيا كبيرا في شخصية الفتية بحيث تجعلهم يكتسبون صفات جميلة منها الشجاعة وبالتالي سيكون لها تأثير في وضع أهداف أكثر أهمية.

الزي العسكري

ومن اللافت في المخيم الأناقة العسكرية للفتية حيث يرتدون القميص الأسود، والبنطال البني والأخضر وتدرجاتهما، ولهذا الزي دلالات، حيث تقول أبو عيشة: "إن طبيعة اللباس تكسب الفتية الثقة والشعور بالمكانة العالية التي وصلوا إليها، وبالتالي سيكون لها تأثير في شخصياتهم في الاقتداء بقادة المقاومة".

وتنظيم المخيمات في العطلة المدرسية له أهمية كبيرة إذ توضح أن ذلك له تأثير في تنظيم الأوقات وتوظيف القدرات بالشكل المناسب من خلال القيام بأعمال تناسب العمر وهذا يؤدي إلى اكتشاف المواهب، التي تحتاج إلى تسليط الأضواء عليه وتوظيف هذه القدرات بالشكل الذي يحقق الهدف.