قائمة الموقع

​رمضان خلف الجدار "ميِّت"

2017-06-01T09:15:12+03:00
جدار الفصل العنصري (أ ف ب)

لا يقتصر ضرر الجدار العنصري على عزل الأراضي والتجمعات السكانية خلف بوابات أمنية عنصرية، فهناك عزل لكل معاني الحياة في المنطقة المعزولة.

تجمعات بدوية في محافظة قلقيلية جعلها الجدار العنصري سجونًا بأسيجة وبوابات عنصرية، يتحرك أهلها تحت إجراءات تشبه إجراءات التنقل بين الدول على مدار الساعة.

أشرف شعور مختار عرب الرماضين الجنوبي يقول لـ"فلسطين" مع حلول شهر رمضان هذا العام: "وصفي للحياة داخل التجمعات المعزولة كمن يصف سجنًا كبيرًا فيه كل الفئات العمرية من سن يوم حتى سن التسعين، وهذا المنظر المؤلم لا يستوعبه من يسمع بهذه الحياة المحصورة ببوابة أمنية وأسيجة إلكترونية، واقتحامات للمنازل، وهدم كل ما يقام، حتى لو كان من (الزينجو) والأخشاب".

ويضيف: "لا يختلف لدينا شهر رمضان عن بقية الشهور، فتحركنا وفق البرتوكول المعد لنا: طريقة الدخول والخروج، والانتظار أمام البوابة، والدخول إلى الغرفة الإلكترونية، والنزول من السيارة عند العبور، وحمل الأغراض والدخول بها للتفتيش".

لا مظاهر في رمضان

يقول المختار أشرف: "لا مظاهر تذكر عندنا في رمضان سوى صلاة التراويح بعد الإفطار، فعرب الرماضين لا يرغبون بالخروج من منازلهم بعد الإفطار، تجنبًا لعذاب البوابة الأمنية، ووسائل التفتيش فيها، ومزاج الجنود المتقلب، وغياب الفاحص الأمني المكلف بتشغيل الأجهزة الإلكترونية عند التفتيش، فهذا يجعلنا نلتزم البيوت ولا نتحرك بعد الإفطار، وتنعدم الزينة فنقتصر على زينة متواضعة، فهمنا لا يتحمله أحد".

ويروي المواطن محمود شعور قصة تراجيدية مع الأيام الأولى من شهر رمضان قائلًا: "زوجتي أنجبت مولودًا بعملية قيصرية، وعند العودة إلى عرب الرماضين أصر أفراد الشركة الأمنية نزول زوجتي مع طفلها من السيارة، وهي في حالة تعب وإرهاق، وطلبنا من الضابط المسؤول النظر إلى داخل المركبة ومعاينة الحالة، وكان الجواب الرفض، وأجبرت زوجتي على السير مشيًا على القدمين، وأخضع المولود الذي لم يتجاوز من عمره ثلاثة أيام إلى التفتيش، فهذا المثال جزء يسير من العذاب الذي يعيش فيه كل المواطنين بالمنطقة".

المصير نفسه

ومن عرب الرماضين شمالًا إلى عرب أبو فردة شرق قلقيلية حيث يعيش 250 شخصًا شهر رمضان بصعوبة، فهم بين مستوطنة وجدار ومعسكر للجيش.

يقول محمد أبو فردة: "يمكن وصف حياتنا بوجه عام بالحياة البدائية في مربع أمني، يتناوب فيه على تعذيبنا المستوطن والجيش، فسيارة المستوطنين تدهسنا، وقوات الاحتلال تمنعنا من إدخال أية معدات، فحياتنا تحت الحراب وبنادق الاحتلال".

يصف المواطن محمد كيف سلخوا عن محيطهم، وحولت حياتهم إلى كابوس، وقال لـ"فلسطين": "شهر رمضان عند كل المسلمين شهر عبادة وهدوء وطمأنينة، لكنه عندنا شهر قهر وتفتيش ومنع لكل مظاهر الحياة، فالمياه تنقل بصهاريج، والكهرباء بمولدات، ويتدخل الاحتلال في كل جزئية في حياتنا حفاظًا على أمن المستوطنين، ولو جاء شاهد من خارج المنطقة لشاهد الفرق بين حياتنا وحياة المستوطنين، فلا وجه للمقارنة".

اخبار ذات صلة