فلسطين أون لاين

قُتل والده وهو في سن "7 أيام"

الاحتلال بتر قدمَي "مؤمن قريقع" فنهض بمشروع "إيديا ميديا" فقصفه وهدم بيته

...
مؤمن قريقع
غزة/ ريما عبد القادر:

كان حلم سنوات طويلة يراود المصور الصحفي "مؤمن قريقع" بأن تكون له "شركة إعلامية"، الأمر الذي جعله يدفع "دم قلبه" لتحقيقه، وأن يبدأ خطوات عمله التي امتدت خمسة شهور، فكان كلما اشترى كاميرا جديدة يقابلها تعب كبير من الجهود من أجل أن يوفر ثمنها، فكان يرى بذلك مستقبلًا مشرقًا لعمله الإعلامي خاصة أنه كان يسير بوتيرة متسارعة يواكب من خلالها المستجدات في تقديم الخدمات الإعلامية المتنوعة.

شركته التي أطلق عليها "إيديا ميديا" دفع من خلالها ليس "تحويشة العمر" فحسب؛ بل أيضًا قوت أطفاله حتى يستطيع أن ينهض بهذا الحلم ويكون واقعًا له بصمة مميزة، سرعان ما أصبح هذا الحلم عبارة عن كومة ركام حينما دُمِّر كاملًا ولم تفلح أي جهود في إنقاذ ولو قطعة واحدة من مقتنيات قريقع.

دم قلبي

كان ينظر قريقع "33 سنة" إلى شركته ليس مجرد مكان وعمل؛ بل أكبر من ذلك، إذ يقول لمراسلة صحيفة "فلسطين": "دفعت عليها دم قلبي حتى تكون شركة كنت أحلم بها منذ سنوات طويلة الأمر الذي جعلني أدفع تعب سنوات طويلة لأجل هذا الحلم".

ويوضح، أن هذه الشركة كانت تحتوي على أجهزة متطورة يحتاج إليها في عمله المتمثل في تقديم خدمات إعلامية مُختلفة تقدم التصاميم والموشن جرافيك والفيديو، ويوجد كذلك استديو للتسجيل الصوتي، وكان جزء كبير من طبيعة العمل يتمثل في صنع القصص الصحفية، وإدارة الصفحات على السوشيال ميديا والتسويق الإلكتروني.

ويبين قريقع، أنه خلال عمله في مؤسسته الجديدة الذي دام خمسة شهور فقط، كان يشتري من الإيرادات المقتنيات الجديدة التي تلزمه لتطوير عمله.

ويتابع: "كل شيء كان له ذكريات خاصة أن بعض الكاميرات والقطع الأخرى منها قديمة ومنها الجديدة، فالأمر أكثر من مجرد مقتنيات".

كان مؤمن حينما ينظر لمشروعه ويجد أنه حقق الخطوات المتتالية لمشروع أكبر يهدف إليه بعد كل خطوة نجاح، الأمر الذي جعله يتعالى على تعبه والساعات الطويلة؛ بل يمكث أيامًا في الشركة لإنهاء عمله.

ويوضح، أنه في الحرب كان يمكث أيامًا متتالية في شركته حتى يستطيع متابعة عمله رغم صعوبة الأوضاع، وبعد تعب أيام عاد إلى بيته حتى يرتاح لأوقات قصيرة يستعيد بها من خلاله نشاطه.

ويشير إلى أنه قبل أن يغفو بجسده المتعب جدًّا رن هاتفه النقال؛ ليخبره المتصل أن العمارة التي تتواجد فيها الشركة سيتم قصفها، الأمر الذي جعله ينهض مفزعًا وخرج من بيته إلى منطقة الرمال حيث موقع الشركة، وعند وصوله وجدها عبارة عن ركام فقد دُمِّرت كليًّا بكل ما فيها.

قصف منزله

مشاهد الدمار التي حلت بمشروع مؤمن أعادت لذهنه ذات المشهد في حرب (2014م) عندما تم قصف منزله في حي الشجاعية، والأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ تعرض لقصف إسرائيلي عام (2008م) أدى إلى بتر قدميه.

كذلك كان لقريقع نصيب من الإصابة في حرب (2009م) بعد أن تم قصف المسجد القريب جدًّا من مستشفى الشفاء، وسبق كل هذه الجرائم بحق قريقع، استشهاد والده بنيران الاحتلال الإسرائيلي، عندما كان يبلغ من العمر سبعة أيام فقط.